الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. الاغا في اجتماع الدول المانحة للاونروا بعمان يؤكد وجود نقص بالخدمات التي تقدم للاجئين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 13/12/2006 ( آخر تحديث: 14/12/2006 الساعة: 00:27 )
غزة -معا- دعا د. زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين المجتمع الدولي برفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن استمرار الحصار سينذر بكارثة إنسانية مع تفاقم وارتفاع حدة الفقر والبطالة بشكل مخيف وملحوظ في الأراضي الفلسطينية والتي تجاوزت نسبتها 75 % .

واضاف د. الأغا في كلمته التي ألقاها اليوم في اجتماع الدول المانحة للأونروا والدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين واجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الدولية المنعقدان في العاصمة الأردنية عمان، لمناقشة وإقرار ميزانية الأونروا الاعتيادية لعامي 2008-2009 أن المتضرر الرئيسي من القيود المفروضة على الدعم المالي للشعب الفلسطيني هو الطبقات والشرائح الضعيفة، مشدداً على أن تقوم الدول المانحة بتنفيذ التزاماتها وتعهداتها المالية لدعم ميزانية الأونروا .

وثمن د. الأغا جهود بريطانيا في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين عبر تبرعها بمبلغ 145 مليون دولار لدعم ميزانية الأونروا الذي سيساهم في تخفيف معاناة اللاجئين وتوفير المتطلبات الأساسية لهم، مطالباً الدول المانحة أن تحذو حذو بريطانيا في رفع سقف تبرعاتها المالية للأونروا والاستجابة لندائها للحصول على مساعدات طارئة بقيمة 246 مليون لسد العجز المالي في ميزانياتها المالية وانتشال الفلسطينيين من الظروف المعيشية الصعبة التي يعشونها .

وأكد د. الأغا على إن استمرار وجود عجز مالي في موازنة الأونروا وتراجع نوعية الخدمات التي تقدمها بما فيها المجالات الصحية، وخاصة فيما يتعلق بنقص الأدوية وكذلك في مجال التعليم من حيث الاعتماد على نظام الفترتين وتردي أوضاع البنية التحية للمدارس، وضعف استجابة الدول المانحة لدعوات تمويل المناشدات الطارئة التي أطلقتها الأونروا بعث برسالة سلبية للاجئين ولعموم الشعب الفلسطيني .

وأضاف د.الأغا :" إن هناك تناقصا ملحوظا ومقلقا للخدمات الأساسية المقدمة اللاجئين التي تقدمها الأونروا في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل والإغاثة الاجتماعية بما فيها التمويل الغذائي"، مشداً على ضرورة ان تتواصل وتزداد التبرعات المالية لتجاوز الأزمة خصوصاً في هذه الفترة الحرجة والصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني واللاجئين بوجه الخصوص بسبب الإجراءات الإسرائيلية التعسفية والحصار الذي تفرضه في مختلف المجالات.

وشدد د. الأغا على ضرورة وضع خطة شاملة لتطوير أوضاع البنية التحتية للمخيمات بعد ازدياد حاجة اللاجئين في المخيمات للخدمات الأساسية التي باتت ضرورية لتحسين أوضاعهم المعيشية مما سيعزز من صمودهم ويخفف آلامهم ومعاناتهم مشدداً على أن تحسين أوضاع اللاجئين المعيشية وأوضاع البنية التحتية في أماكن إقامتهم لا يمس حقوقهم الأساسية بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48 طبقاً لقرارات الشرعية الدولية .

وأوضح د. الأغا أن إدارة الأونروا تقوم بجهد كبير يستحق الثناء والدعم من اجل النهوض بأوضاعها الداخلية وتحسين برامجها وخططها وآليات عملها في سبيل تقديم خدمات أفضل للاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى ان ما تقوم به الأونروا من جهود وخطط بحاجة إلى دعم وتشجيع وتمويل من الدول المانحة لكي تتمكن الأونروا من القيام بمهامها على أكمل وجه وتمكينها في الوقت ذاته من تخفيف معاناة اللاجئين وتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم وذلك إلى حين إيجاد حل عادل ودائم لمشكلتهم على أساس قرارات الشرعية الدولية وبالأخص القرار 194 .

وتطرق د. الأغا في كلمته إلى ما يتعرض له العديد من الفلسطينيين في العراق من أعمال قتل واعتداء ومضايقات دفعت الكثيرين منهم لمحاولة الهروب إلى خارج العراق طلباً للنجاة، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة اهتمامه باللاجئين في العراق وتوفير الحماية لهم وحفظ حقوقهم ووضع الآليات والأطر الملائمة لتأمين المساعدات الإنسانية الضرورية لهم والعمل على تشكيل لجنة دولية منبثقة عن الأمم المتحدة لمتابعة أمرهم ومعالجة المشكلة على نحو جذري .

كما وتحدث د. الأغا في كلمته عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والإغلاق وأعمال التدمير والاعتقالات والاغتيالات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وما ألحقته من خسائر بشرية وأضراراً اجتماعية واقتصادية على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن ما تقوم به إسرائيل من خلال تصعيد عدوانها يعرض منطقة الشرق الأوسط لشتى المخاطر .

وتابع الأغا رئيس الوفد الفلسطيني لاجتماعات الدول المانحة يقول: " في الوقت الذي تزداد فيه قناعة العالم بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وطالبته بوقف بناء وتوسيع المستوطنات وضرورة إزالتها ووقف بناء جدار الفصل العنصري وإزالته إلا أن إسرائيل لا تزال تواصل إعمالها التوسعية في المستوطنات وإقامة مراكز استيطانية جديدة في الضفة الغربية كما وتواصل العمل في لإقامة الجدار الفاصل على الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي ينهب آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية".

وأضاف د. الأغا: أن العالم بات أكثر وأشد قناعة عن أي وقت مضى على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واللجنة الرباعية بأن مفتاح السلام في عموم المنطقة هو بإيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تستند إلى نظرية القوة وإلى سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض وتواصل إدارة ظهرها لكل المطالبات الدولية بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 .

وأوضح الأغا ان قيادة الشعب الفلسطيني ممثلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ترحيبها بالدعوات القوية التي صدرت عن العديد من الدول الأوربية ومن أمريكا التي دعت إلى استئناف مسيرة المفاوضات، مشدداً على أن القيادة الفلسطينية أبدت استعدادها الواضح لاستئناف المفاوضات رداً على تصريحات أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي على قاعدة قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية وخارطة الطريق والتي تكفل التقدم البناء نحو إقامة السلام العادل والشامل والدائم والذي يقوم على مبدأ الدولتين ويتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين على أساس القرار 194 كما أكدت عليه المبادرة العربية .

وأضاف د. الأغا أن أية حلول أحادية أو جزئية أو مؤقتة بما فيها تلك التي تتضمن طروحات حول دولة ذات حدود مؤقتة وتأجيل قضايا جوهرية مثل قضية القدس واللاجئين لن تقضي إلى السلام وستكون بمثابة القنبلة المؤقتة التي سرعان ما تنفجر في عموم المنطقة، مشيراً إلى أن البحث عن حلول مؤقتة وهدنات طويلة وهمية كبديل للحل الشامل والدائم لن يقرب أحداً من السلام الحقيقي الشامل والدائم في المنطقة.

واعتبر د. الأغا أن تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام على كل الجبهات الفلسطينية والسورية واللبنانية وضمان انسحاب إسرائيل من كافة الاراضى التي احتلتها عام 1967 وهو القاعدة التي بنيت عليها مبادرة السلام العربية والتي باتت تحظى باعتراف ومساندة واسعة من المجتمع الدولي هو الكفيل بإنهاء الصراع بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلى وبين الشعوب العربية والإسرائيلية.