الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"معاريف": الفلسطينيون تبنّوا أسلوب المستوطنين باقامة "بؤر فلسطينية"

نشر بتاريخ: 10/05/2012 ( آخر تحديث: 13/05/2012 الساعة: 12:16 )
بيت لحم- معا- عدة أسابيع فقط قبيل عيد الفصح اليهودي عام 2011، حيث تلقى احد المصانع المختصة بإنشاء البيوت المؤقتة الكائن في المنطقة الصناعية في "ميشور ادوميم"، تلقى طلبية كبيرة وغريبة من نوعها لفلسطيني طلب من المصنع تزويده بـ 80 بيتا مؤقتا، الامر الذي استغربه صاحب المصنع كونه لم يسبق له ان تلقى طلبية بهذا الحجم ومستعجلة لهذه الدرجة، لكنه إلتزم بالجدول الزمني وزود الفلسطيني بالطلبية في وقتها المحدد، وبعد عدة اسابيع وحين ذهب المراقبون التابعين للادارة المدنية لقضاء عطلة عيد الفصح وصل مئات الفلسطينيين الى منطقة "جدول كيدار" الكائنة اسفل مستوطنة "معالية ادوميم" شرق بيت لحم ونصبوا البيوت المذكورة بوقت قصير جدا.

وقالت صحيفة "معاريف" التي اوردت النبأ في عددها الصادر اليوم الخميس، تحت عنوان "اسلوب البؤر الاستيطانية، النسخة الفلسطينية" بأن البؤر الاستيطانية اليهودية احتلت عناوين الصحف ووسائل الاعلام مؤخرا خاصة بعد ان قضت المحكمة العليا بهدم خمسة منازل بالقرب من مستوطنة "بيت ايل" شمال رام الله، واخلاء البؤرة الاستيطانية "ميغرون"، ليتضح بأن الفلسطينيين وعلى مدى السنوات الماضية اتبعوا اسلوب "البؤر الاستيطانية" ويعملون على فرض حقائق على ارض الواقع باسلوب "جدار وبرج" وهي طريقة اتبعها "الصهاينة" الأوائل في اقامة المستوطنات الزراعية المحصنة في فلسطين وكانت عبارة عن جدار تعلوه ابراج الحراسة لكن "البؤر الفلسطينية" تمتد على الاف الدونمات في الضفة الغربية.

واضافت الصحيفة، "اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عام 2009 وفي سياق خطته المعروفة لاقامة الدولة ومؤسساتها استعداد للاعلان عنها بأنه سيعمل للسيطرة على اكبر مساحة من الاراضي الواقعة ضمن المنطقة المصنف "C" واستنادا لهذا الاعلان اقيمت خلال الاشهر الماضية عشرات البؤر الفلسطينية على امتداد الضفة الغربية من جبل الخليل وصولا الى طول اطريق القدس- البحر الميت وبجانب طريق "بيغن" التي ترتبط بالطريق رقم 443 اضافة الى اماكن ونقاط مختلفة شمال الضفة الغربية.

واقام الفلسطينيون في كل بؤرة ومنطقة من 3 إلى 10 منازل مؤقتة وبالقرب لكل وحدة منها يوجد خزان مياه اصفر ومولد للكهرباء مدموغة بشعار السلطة الفلسطينية.

وفي اطار تفصيلها لاسلوب عمل الفلسطينيين، قالت الصحيفة بأن كبريات عمليات البناء تمت اثناء اجازة مراقبي الادارة المدنية تلك الخطة التي عملت بكل نجاح اسفل "معاليه ادوميم" ومنها انطلق الفلسطينيون لاقامة عشرات النقاط والبؤر في ارجاء الضفة الغربية، مستغلين ساعات الليل والعطل الرسمية واجازات الاعياد اليهودية وايام السبت حيث يصل عشرات الفلسطينيين دفعة واحدة وينتهون من اقامة المباني بالسرعة المطلوبة.

ويسمح القانون لمراقبي الادارة المدنية بمصادرة وحظر الابنية اثناء مراحل البناء لكن في حال انتهت عملية البناء يجب اصدار امرا بالهدم وهذا ما تقوم به ما يسمى بـ الادارة المدنية، لكن الفلسطينيين يلتمسون امام المحكمة العليا ضد اوامر الهدم وحينها يطالب قضاة المحكمة العليا النيابة العامة تقديم تبريرات ومبرراتها التي تستوجب هدم المباني وحتى لحظة صدور القرار تتكاثر الابنية والبؤر الاستيطانية في المنطقة المقصودة بشكل يومي.

ودعت الصحيفة الحكومة الاسرائيلية الى الانتباه لاهمية "البؤر الفلسطينية" لانها ستجد نفسها في اية مفاوضات قادمة في نقطة بداية منخفضة كون الفلسطينيين يجلسون واقعيا على الاف الدونمات التي تقع غالبيتها فيما يعرف اسرائيليا بمنطقة الكتل الاستيطانية.

وقدمت ما يسمى بمنظمة "رغفيم" اليهودية المتخصصة بمراقبة البناء العربي "غير القانوني" داخل الخط الاخضر والضفة الغربية هذا الاسبوع التماسا للمحكمة العليا تطالب فيه بضرورة اصدار امر للجهات المختصة يلزمها بهدم عشرات المنازل والابنية من بين مئات المنازل التي اقامها الفلسطينيون في الضفة الغربية داخل البؤر الخاصة بهم وفقا لتوصيف المنظمة المذكورة.

وارفقت المنظمة التماسها بما اسمته بالأدلة التي تثبت ملكية "الدولة" الاسرائيلية للأراضي المقصودة اضافة الى صور جوية تظهر التوسع السريع للبناء الفلسطيني داخل البؤر.

وتطرق يوم امس الاربعاء مصدر امني كبير لظاهرة "البؤر الفلسطينية"، قائلا: "لا شك لدي بأن الفلسطينيين قد تعلموا كيفية لي ذراع المؤسسة الاسرائيلية فهم يستنسخون اسلوب "جدار وبرج" وبعدها يعرفون جيدا كيفية حصولهم على حماية قانونية من قبل المحاكم لهذا فان الاستيلاء المكثف على الاراضي يجب ان يثير قلقنا الكبير ومن الاجدر بالجهاز القضائي ان ينظر لهذه الظاهرة بجدية اكبر ".