الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القتل على الهوية.. جحيم العراق يأكل الفلسطينيين الآمنين ويدفعهم للرحيل من جحيم الموت الى عذاب التهجير

نشر بتاريخ: 27/12/2006 ( آخر تحديث: 27/12/2006 الساعة: 10:36 )
غزة- معا- من خضرة حمدان- نزولاً عند رغبتها اخفي الاسم ولكن أن تخفى أسماء الضحايا فهذا ليس من حق الجاني حتى، والعدد في تزايد، فلسطينيون يقتلون هناك في بلاد الرافدين وترتكب في حقهم ابشع الجرائم ويمثل في جثثهم والسؤال لماذا ومن الفاعل وكيف يسحق مسلم مسلماً ويقتله بعد ان يعرف من هويته أنه فلسطيني؟!.

حتى يوم الأربعاء الماضي وصل عدد القتلى إلى 600 فلسطيني، أرباب منازل وعائلاتهم، تقتحم المنازل وتصفى الدماء وتسرق الممتلكات ويترك القتلة وراءهم عشرات البيانات التهديدية السابقة، والفلسطيني عندما عاش بالعراق كابن من أبنائه وحمل همه كهم قضيته الفلسطينية بات اليوم يفر منه إلى الحدود السورية والأردنية المغلقة بعد أن يجتاز مئات الكيلو مترات المليئة " بالمطاريد وجماعات قطّاع الطرق".

تروي القصة ام فلسطينية وناشطة نسوية منذ ان ولدت في العراق بعد فرار عائلتها من حيفا وتمركز بعضهم بالشام والبعض الآخر بالعراق، عندما ولدت تفتحت عيناها على بلد احتضن الفلسطيني وعلمه وفتح أمامه كافة ابواب الرقي والحضارة ولم يغلق في وجهه باب علم ولا مال ولا جاه ولا منصب وساوى بين العراقي والفلسطيني ورفض أن تصبح "الاونروا" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هي المسؤولة عن قرابة 30 ألف فلسطيني هجّروا للعراق فكان لهم بيتاً ثانياً ومرحباً ولكنه اليوم جحيم لا يطاق والفرار منه كالفرار من الرمضاء إلى النار.

الام الفلسطينية التي تقطن بيت حانون وتعمل كعضو مجلس بلدي، تغلق هاتفها الجوال خشية أن يأتيها هاتف ينبئها بالشر أو ان احداً من عائلتها وأقاربها المتبقين بالعراق قد قتل، فقد فقدت منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق في التاسع من نيسان 2003، 18 فرداً من عائلتها وأقاربها، عدا عن الاصدقاء والاحبة، ولكنها رغم الخوف تحن لأن تعرف أخبار الباقين فهناك خمسة من أخوتها ووالدتها وثلاثة أخوات، محاصرون في منازلهم أو كما تخبرها شقيقتها أنها لم تستطع لمدة 21 يوماً ان تطأ باب غرفتها وتخرج من شقتها الصغيرة الكائنة في حي البلديات بالعراق حيث يحاط الفلسطينيون هناك بالشيعة.

بدأت سلسلة الموت بقتل عمها الأكبر الضعيف الذي لا يمتلك سوى طفل لا يكاد يبلغ من العمر 13 عاماً، ثم امتدت لتطال أبناء خالاتها وأبناء عمومها وعماتها وابنة أخيها الطالبة بكلية الهندسة بسنتها الأخيرة عندما كانت متجهة لأداء امتحانها النهائي، ولكنها بالطريق فوجئت بهم وعرفت أنهم القتلة فبحثوا بالهوية وعرفوا الجنسية فكانت العيارات النارية والقتل هو المصير، أو كما تقول السيدة الفلسطينية المتواجدة في بيت حانون :" ليس هناك أحياء كلهم ميتون ولا مفر من مواجهة مصيرهم وهذا القتل المبرمج يحتاج إلى قرار سياسي يحفظ دماء الفلسطينيين الباقين والفارين إلى الحدود السورية والاردنية".

آخر من فقدت هذه السيدة في العراق الشقيق انسان عزيز على قلب شقيقها المتبقي على قيد الحياة، كانا يسيران معاً بجانب بعضهما البعض يوم الأربعاء الماضي بالقرب من مدرسة " متوسطة الحكمة في الرصافة" فاجأهم القتلة وباغتوا المدرس في تلك المدرسة والذي يدعى محمد رشيد ابو أحمد بثلاث طلقات أردته قتيلاً على الفور والذنب أنه فلسطيني عربي.

وبذات الليلة اقتحم المغاوير- على حد قولها- منزل شقيقها وأوسعوه ضرباً وسرقوا سيارته وهاتفه الخليوي وانذروه من مغادرة المنزل، حيث يخشى اليوم أن يطلق ساقيه للريح مع عائلته فتلاحقه عصابات المجرمين وبيوم تلاه قتلت تلك العصابات الفلسطيني فريد السيد وهو رئيس نادي حيفا الرياضي على مدى أعوام عمره منذ ان هاجر للعراق، حيث وجده ذووه بالمشرحة في إحدى مستشفيات بغداد.

وعن وسائل القتل المستخدمة اوضحت السيدة "ا. ز" أن فيلق بدر وجيش المهدي التابعين للجمهورية الاسلامية الإيرانية تتفنن في قتل الفلسطينيين كما في قتل السنة العرب، حيث تستخدم أبشع وسائل القتل من شنق وإعدام ورمي بالرصاص واستخدام الدرل وتفريم الجسد ومن ثم تشويه الجثث وقص الاذن والرؤوس وإرسالها إلى ذوي القتلى.

وتناشد الام الفلسطينية كافة الضمائر الحية بالعالمين العربي والإسلامي بإنقاذ من تبقى على قيد الحياة من الفلسطينيين وفتح الطريق أمامهم للهرب من العراق أو تامين الحياة الكريمة لهم هناك.

وتؤكد أن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي دولي لكف ايدي العصابات عن الفلسطينيين وتمكينهم من العيش بسلام في البلد الذي احتضنهم على الدوام، داعية كافة الفصائل المتواجدة في الساحة الفلسطينية إلى التوحد لأن وحدتهم تعطي أملاً على حد تعبيرها للمهجرين بالشتات.