الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاهد عيان لمعا:النظام السوري سقط على الارض لكن الثورة تتحول لحرب اهلية

نشر بتاريخ: 19/05/2012 ( آخر تحديث: 19/05/2012 الساعة: 18:18 )
بيت لحم - تقرير معا - اكّد شاهد عيان من الثقات ان الاوضاع في سوريا ذاهبة في اتجاه خطير بعد 15 شهرا من التظاهرات والعنف، وان النظام السوري لا يسيطر عمليا سوى على العاصمة دمشق فيما يعم الفلتان باقي محافظات الشام وبشكل لا يمكن الجزم فيه.

وحسب الشاهد لـ"معا" فإن الشرطة السورية لم تعد قادرة على العمل سوى في بعض ميادين العاصمة، اما في باقي المدن فلا يوجد لها اي سلطة وان الجيش ومدفعياته او المسلحين المناهضين للرئيس هم الذين يحكمون مدن ومحافظات الشام، ولا يجري الحكم الا بقوة السلاح بعد ان غابت قوة القانون تماما.

اما في باقي مدن الشام فان المواجهات تستقر على نحو ما بقواعد لعبة جديدة، فهناك مناطق محسومة تدعم مدفعيات الجيش السوري وهناك مناطق ومدن محسومة للثوار، اما المناطق التي لم تحسم بعد فانها خاضعة للكر والفر والقتال الشديد احيانا والفاتر غالبا، وعنها يجري بث الصور على وسائل الاعلام العالمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

|175612|

وردا على سؤال لوكالة "معا" قال شاهد العيان : ان مؤسسات الدولة السورية معطلة تماما، ولو اراد شخص ان يعقد قرانه في بلدة درعا مثلا فانه لن يجد احدا في المحاكم الشرعية لتسجيل الوثيقة وهكذا دواليك.

الفراغ المدني حلّ بدلا عنه الانتشار العسكري، وهو في حد ذاته امر معقد لكن يمكن تلخيصه على نحو انقسام المدن والمحافظات والطوائف الى مناهض ومؤيد. فهناك محافظات ومدن اعلنت العصيان وهناك مدن ومحافظات اعلنت الولاء.

ولو اخذنا على محمل الجد ان عدد ابناء الطائفة العلوية في سوريا يصل الى 20% من عدد سكان سوريا الذي يقدّر ب 25 مليون نسمة فان الحديث يدور عن 5 مليون علوي حسموا امرهم بشكل عام - هناك استثناءات - لصالح الدفاع عن النظام ، ويضاف اليهم المسيحيين وعددهم يقارب مليون ونيّف ، والشيعة نحو مليونين ونصف شيعي . والاكراد نحو مليونين ونصف . اي ان نحو نصف المجتمع السوري يقف الان الى جانب النظام في حين يقف نصف سكان سوريا ضد النظام .

ارقام اخرى صادرة عن مركاز عربية ومصرية تقول ان العرب يشكلون نسبة 90.3%، ثم يليهم الأكراد بنسبة 5%. وهناك أقليات أخرى مثل الأرمن (تحوي سوريا سابع أكبر أقلية أرمنية في العالم) ويتركزون في حلب، والآشوريون و الشركس و التركمان وبعض الاقليات الاخرى. ويعيش معظم الأكراد في شمال محافظة الحسكة، حيث فروا من الاضطهاد التركي. ومنهم من لا يملك الجنسية السورية.

|175611|
وحسب الإحصاء الرسمي عام 1985: 76.1% مسلمون سنة، و 11.5% علويون، و 3% دروز، و 1% إسماعيليون، و 8% مسيحيون، و 0.4% شيعة اثني عشرية. وهناك بعض الباحثين من يشكك في دقة هذه النسب ويرى أن نسبة السنة في سوريا لا تقل عن 80%.

أما في التقديرات الأميركية: 77 % من السكان مسلمون سنة، و 10 % علويون ومرشدون، 3% دروز واسماعيليون وشيعة اثني عشرية، و 8% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة، وتوجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق.

وبغض النظر عن الفوارق في هذه الارقام الا ان الامور تسير على نحو خطير الان ، فهناك نحو نصف الشعب السوري يقف ضد النظام والعكس صحيح ، وحتى ان مؤسسة قطر فاونديشن التي تترأسها الشيخة موزة زوجة امير قطر قالت قبل اشهر ان نحو 60% من الشعب السوري يؤيد الاسد !!!

واستنادا الى ان الولايات المتحدة وحلف الناتو ودول الغرب قد قرروا عدم التدخل عسكريا في سوريا ، والاكتفاء بدعم وتوريد السلاح للثوار المناهضين للنظام ، فان هذا يعني ان نصف الشعب السوري سيحمل السلاح ضد النصف الاخر المسلح وهو طريق لا يقود الا الى الحرب الاهلية .