الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون يرون ان العام المنصرم كان الاسوأ على صعيد الاداء الاقتصادي

نشر بتاريخ: 01/01/2007 ( آخر تحديث: 01/01/2007 الساعة: 22:09 )
رام الله - معا- اعتبر مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية الدكتور سمير عبد الله أن الاداء الاقتصادي للعام المنصرم 2006 كان الاسوأ على مدى العقدين الماضيين من حيث الناتج القومي ومؤشرات البطالة والفقر وأن ذلك ما ساهم بشكل مباشر في هبوط مستوى معيشة الفرد بشكل كبير.

كما أكد الدكتور سمير عبد الله أن العام الماضي تميز بهجرة الكفاءات التي تعتبر الكنز الاساسي للاقتصاد الفلسطيني وقوة الدفع الرئيسية للاقتصاد ،كما تميز أيضا بهجرة رأس المال حيث أصبحنا نخسر الكثير من الشركات التي نقلت أعمالها الى الخارج ونقلت استثماراتها الى كل من مصر والاردن ودول أخرى ، كما حمل لنا العام المنصرم هبوطا متصاعدا في الناتج المحلي الاجمالي .

وبالتالي يضيف مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية" فان العام 2006 لم يحمل استثمارات خاصة ،وحتى على صعيد الاستثمارات العامة فان نسبتها لنفس العام قد كانت (صفر) وهذا يحدث لأول مره منذ العام 1993 ،اذا أننا يقول عبد الله نفقد عمليا راس المال الثابت الذي أخذ يتآكل وبالتالي فان المناخ الاستثماري لم يكن بمستوى السوء الذي هو عليه الآن خاصة أن الاوضاع السياسية والفلتان الامني كل هذه عوامل أضافت مزيد من الاحباط في هذا المناخ".

وختم عبد الله حديثه قائلا "اننا أمام أزمة متراكمة ، واذا ما استمر الوضع القائم في العام الحالي فاننا سنشهد وضعا اقتصاديا حرجا جدا".

بدوره أكد منسق برامج التوعية في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ماجد العاروري من خلال برنامج صناع القرار والذي تنتجه شبكة أمين الاعلامية انترنيوز ويعده ويقدمه الصحفي هيثم الشريف أن العام 2006 كان العام الاكثر سوءا من حيث حقوق الانسان حيث أوضح يقول"عام 2006 كان سيء لدرجة تفوق كل السنوات التي سبقته حيث كانت الفوضى والانفلات الامني في ذروتها ،بحيث بلغ عدد الذين قتلوا في ظل هذه الموجة ما يزيد عن 365 وذلك ما يعني أننا نتحدث عن مقتل شخص كل يوم ،في حين في العامين السابقين كان المعدل هو مقتل شخص واحد كل يومين ،أما في الاعوام التي سبقت ذلك فقد كان المعدل هو قتل شخص واحد كل أسبوع".

وقال ماجد العاروي" أنه لا يمكن التحدث وفق هذه المعطيات عن أي أمل في العام 2007 اذ ليس هنالك ما يؤشر الى وقف حالة التدهورالحاصل كما لا توجد أي خطة عمل لمعالجة هذا النوع من المشاكل.

حالة عدم التفاؤل في العام 2007 على صعيد حقوق الانسان والوضع الاقتصادي وغيرها هي نتاج الحالة السياسية المتأزمة ،وهذا ماأوضحه استاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت المحلل السياسي الدكتور علي الجرباوي والذي أضاف يقول " شهد العام2006 استقطابا حادا بين حركتي فتح وحماس، والرئاسة والحكومة.

كما حمل المحلل السياسي علي الجرباوي جميع الاطراف المسؤولية عن عدم التوصل الى حل لا يلقي بظلاله على الجوانب الحياتية المختلفة حيث قال"ليس هنالك ارادة سياسية حقيقية من كافة الاطراف لوقف الخلاف بل كان هناك تغليب للمصلحة الحزبية على المصالح الوطنية العليا لذا شهدنا كل هذا الانفلات في السياسة والامن وكل الجوانب الاخرى ،واذا لم يتم كسر هذه المصالح الفئوية الضيقة فان كل ما أخشاه أن نشهد في العام الجديد عاما لا يختلف عما سبقه ،فبدون اتفاق داخلي فلسطيني أو التوصل الى استراتيجية فلسطينية موحدة فلن يتغير شيء ،وبكل صراحة أقول أنه لا يبدو في الافق امكانية للتوصل لحلحلة هذه الازمة والاتفاق على تشكيل حكومة متفق عليها من جميع الاطراف وبالتالي أخشى ما أخشاه أن نشهد انحسارا شديدا من حيث التأييد للقضية الفلسطينية عالميا بسبب ذلك وبهذا اذا ما استمر الحال على ما هو عليه فأنا على يقين بأننا جميعنا خاسرون".

الحالة الفلسطينية المتردية على الصعيد السياسي والتي ألقت بظلالها على الحالة الاقتصادية وأثرت على حقوق الانسان سلبا كان سببا آخر في انتكاسة المزاج الثقافي الفلسطيني الذي في حالة تدهور بحسب مدير عام مسرح القصبة السيد جورج ابراهيم والذي قال " ان الجو العام كما يفرض علينا أن نكون جزء من المشكلة و فهو يفرض علينا أيضا أن نحاول أن نعالج هذه المشكال من خلال المسرح والسينما في بعض المراحل ،ولكن في ظل غياب الاستقرار السياسي الداخلي لا يمكن لنبته الثقافة أن تنمو في هذا الجو الضبابي السائد أو ان تكون قادرة على التطور لانها بحاجة لارضية خصبة تعمل فيها وهذا ما هو ليس موجود حاليا،وبالتالي لم ولن نتمكن في أن نشارك في تسليط الضوء على الازمة السياسية من خلال السينما....أومن خلال المسرح.. وبالتالي فاننا نفقد المقدرة على الوصول الى الناس لاننا لا نملك الاموال لانتاج أعمال مسرحية تحكي عن المشاكل التي يتحدث عنها الناس. "

وختم مدير عام مسرح القصبة جورج ابراهيم حديثه قائلا "في بداية 2006 كانت المشكلة السياسية وما تبعها في بدايتها وبالتالي كان الناس لديهم أمل واحساس بأن يشاركو في العملية الثقافية أما اليوم فلا يوجد لديهم هذا الاحساس". يبقى أن نذكر أن برنامج صناع القرار والذي تنتجه شبكة أمين الاعلامية"انترنيوز الشرق الاوسط"يبث من خلال 23 اذاعة محلية في قطاع غزة والضفة الغربية.