الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

والدة الاستشهادية آيات: قبلت ابنتي وانتظر عودتها لمعانقتها

نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 01/06/2012 الساعة: 18:45 )
بيت لحم- معا- شابة في ربيع العمر ارتدت بدله الجنود والكوفية الفلسطينية، وتزينت بدمها الاحمر الحر لتحول عرسها المقرر في يوليو 2002 الى عرس فلسطيني في وقت كثر فيه الحديث عن العمليات الاستشهادية.

اليوم انفتح جرح جديد للعديد من العائلات الفلسطينية التي استشهد ابناؤها على مذبح الوطن وبالرغم من مرور سنوات طويله على هذا الجرح الا ان العائلات الفلسطينية لم تنسى ابناءها وحملت ملف الافراج عنهم الى مختلف الجهات على امل ان تفرج اسرائيل عن رفاتهم بعد ان كانت قد دفتنت جثامينهم في مقابر اطلقت عليها مقابر الارقام في ظل ظروف غير انسانية منتهكة بذلك كل الشرائع والقوانيين الدولية.

صحيح ان اسرائيل بافراجها عن رفاة العشرات من شهداء شعبنا لتسدل الستار عن معاناة عائلاتهم، الا ان الجرح ظل ينزف حيث ان رفاة المئات من الشهداء لا زل محتجزا عند سلطات الحكم العسكري بالرغم من ان بعضهم مضى على استشهاده عشرات السنين.

ايات الاخرس ابنة الـ 17 ربيعا أبت ان تحتمل ما يفعله الاحتلال الاسرائيلي من انتهاكات في حق شعبها حيث أقدمت على تفجير نفسها في احدى المراكز التجارية في القدس المحتلة بتاريخ 2932002 والتي تعتبر الثالثة من نوعها كون منفذها فتاة وليس شابا، ومنذ ذلك الوقت ترفض سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسليم رفاتها إلى ذويها ..

قبل عدة ايام قررت السلطات الاسرائيلية تسليم جثامين 91 شهيدا من مقبرة الارقام للسلطة الفلسطينية ، هذا القرار الذي اعاد لوالدة ايات الامل في ضم رفات ابنتها بعد 10 سنوات من الانتظار ودفنه في مقبرة الشهداء بمخيم الدهيشة ، فسارعت على قراءة قائمة اسماء 91 شهيدا مرة واثنتين وثلاث لكنها لم تجد ما يبرد قلبها ..

تقول والدة الشهيدة، ايات ستعود بالتأكيد، فهي قبلتني على وجنتي وودعتني وطالبتني بالدعاء لها في امتحانها الذي وصفته بـ"الصعب"، وانا دعوت لها عند خروجها وما زلت ادعوا لها حتى الان.

وتضيف في حديث لغرفة تحرير "معا"، ليس وحدي من ينتظر ايات، فهي لم تعد ابنتي وحدي بعد ان استشهدت بل اصبحت ابنة فلسطين بأكملها، فالجميع ينتظر آيات التي ارهبت القادة الاسرائيليين وفاجأتهم في اكثر الاوقات حساسية وتشديدا.

وتتابع والدة ايات التي كانت تتحدث بلغة مليئة بالشوق لابنتها العزيزة "امنيتي الوحيدة ان اعانق رفاتها قبل وفاتي، المحتل لا يرحم، يعاقب الفلسطينيين حتى بعد استشهادهم، فرحتي اليوم امتزجت بالدموع فمن جهة سعدت جدا لخروج 91 جثمان من ابناء فلسطين ومن جهة اخرى تمنيت لو ان ابنتي معهم لنزفها ملفوفة بالعلم الفلسطيني من منزلها الى مقبرة الشهداء التي تنتظر عودتها، لتلتحف بالتراب الطاهر.

وتزيد الوالدة: ادعو لها في جميع صلواتي، وافتقدها كثيرا عند صلاة الفجر حيث كنت اصحو معها لاداء الصلاة، افتقد ضحكتها وطيبتها وحنيتها، اعانق صورتها بالساعات، وادعو ان تكون من أهل الفردوس الأعلى.

وتضيف الوالدة بعد مرور اكثر من عشر سنوات على استشهادها، ايات طالبتني قبل خروجها من المنزل لتقديم امتحان الثقافة الاسلامية في الثانوية العامة بالدعاء لها. وانا دعوت من كل قلبي ولم اكن اعلم انها في طريقها الى الجنة، فبعد ان علمنا بقيامها بعملية استشهادية، علمت لماذا طالبتني بالدعاء، وهي نجحت في اختبارين الاول، في هز كيان العدو ونجاحها في العملية والثانية في اجتيازها لامتحان الثقافة الاسلامية بعلامة كاملة حيث ان امتحانها الذي سلمتني اياه معلمتها في المدرسة لا زال موجودا معي بعلامة "2020".

"ايات التي كانت تنوي الزواج من احد ابناء مخيمها، كان حبها اكبر لوطنها فلسطين بالرغم من انتهائها من التجهيزات من حلي وجهاز العروس فقد ابت الا ان تنتقم لابناء شعبها من ظلم المحتل"، الحديث للوالدة.

اما والد ايات، محمد لطفي الأخرس فقال لـ"معا"، اسرائيل باحتجازها لجثامين الشهداء تؤكد خوفها من الاستشهاديين حتى بعد استشهادهم، وتقوم بحجزهم تحت التراب، وتسعى لإيذاء ذويهم"

يذكر ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتجز جثامين الشهداء باعداد كبيرة وتقوم باحتجازهم في مقابر تطلق عليها "مقابر العدو" وتعرف باسم مقابر الارقام، حيث ان كل شهيد يوضع في قبر خاص ويحمل رقم ومعلومات عن مكان وتاريخ استشهاده .

وصية الشهيدة ايات الاخرس قبل استشهادها: