السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتفاضة في النقابة ...صحفيون يدعون لاجراء انتخابات في نقابة الصحفيين.. والنقيب يصفهم بـ" الانقلابيين "!

نشر بتاريخ: 14/01/2007 ( آخر تحديث: 14/01/2007 الساعة: 21:35 )
بيت لحم- رام الله- غزة- معا- تقرير علي عبيدات- شهدت الاوساط الصحفية خلال الاشهر القليلة الماضية سجالات ارتفعت فيها اصوات كثيرة، مطالبةً بضرورة تفعيل دور نقابة الصحفيين واجراء انتخابات فيها، كما صدرت خلالها اتهامات لمجلس النقابة ولشخص النقيب نعيم الطوباسي بالقصور .

تلك السجالات اخذت منحى تصاعديا الاسبوع الماضي عندما نظمت نقابة الصحفيين اعتصاما تضامنيا مع الزميل فادي العاروري الذي اصيب في الاجتياح الاسرائيلي الاخير، تلاه بدقائق معدودة اعتصام اخر، نظمته مجموعة من الصحافيين، كان ابرز المشاركين فيهما من العاملين في صحيفتي الايام والحياة .

الاعتصام فجر الاحتقان !

ما حدث في الاعتصامين ، دفع الصحافي، منتصر حمدان، الى كتابة تقرير في صحيفة الحياة عنونه بـ " هل بدأ الصحفيون معركة الانتفاض على نقابتهم الحالية"، مما اثار سخط نقيب الصحفيين نعيم الطوباسي ومجلس النقابة، الذي وصف حمدان وزملاءه بادعياء الصحافة، معتبرين ما جرى يوم الاعتصام وما تلاه تمردا على نقابة الصحافيين، ومحاولةً للالتفاف عليها، وهو ما نفاه الصحافي عبد الناصر النجار، مدير تحرير جريدة الايام، مؤكدا ان ما حدث كان تضامنا مع العاروري، نظم من قبل مجموعة من الصحافيين، ولم يكن يهدف ابدا افشال النقابة او الالتفاف عليها، مشيرا الى حدوث اشكاليات كبيرة، في جسم النقابة.

ونفى قيام الايام بشطب اخبار النقابة، مؤكدا انه لا توجد للنقابة نشاطات في الضفة الغربية كي تنشر في الصحف، مضيفا" ان الايام تنشر اخبار النقابة في غزة، في اشارة الى وجود اختلاف بين النقابة في غزة والنقابة في الضفة"،وهو ما أكده الصحافي، توفيق ابوخوصة، نقيب الصحافيين في غزة، مشيرا الى وجود قطيعة بين النقابة في غزة ونقيب الصحفيين في الضفة"، قائلا " هناك قطيعة في التعامل مع النقيب الا ان العلاقة مستمرة مع باقي اعضاء النقابة".

وارجع ابو خوصة القطيعة الى الانتخابات الماضية التي اصبح الطوباسي على اثرها نقيبا للصحافيين، والى ما وصفه بـ " طبيعة سلوكيات النقيب"، التي حالت على حد تعبيره دون وجود علاقة سوية معه، داعيا الى ضرورة اجراء انتخابات في النقابة، ومشيرا الى وجود جهود لاجرائها.

من جانبه، قال الصحافي منتصر حمدان، ان الاسباب التي دفعته لاعتبار ما حدث انتفاضًا على مجلس النقابة، " إن غالبية الصحفيين الذين يعرفهم شاركوا في الاعتصام الثاني، ولم يشاركوا في اعتصام النقابة"، إضافة الى الاشكاليات الموجودة في جسم النقابة، والتي قال حمدان انه نقل الاحتجاج على وجودها عن عدد من الصحفيين.

البطاقات.... قصمت ظهر البعير؟! .

ومن ابرز الاشكاليات التي يقول حمدان انه نقل احتجاج الصحافيين عليها، الية اصدار البطاقة الصحافية، قائلا" هذا الموضوع محل جدل كل الصحفيين، فالبطاقات تمنح بطريقة مزاجية من قبل النقيب، وهناك اناس لا تنطبق عليهم الشروط يحملونها، بينما يحرم منها عدد كبير من الصحفيين"، مضيفا " ان الطوباسي استغل الصحفيين، وباعهم بطاقات منتهية الصلاحية، تسمى بطاقات "براغ"، مع انها صادرة عن اتحاد انتهى منذ اواخر الثمانينات، على حد تعبيره.

لا سجلات لاعضاء الهيئة العامة !

واضاف حمدان، ان هناك مؤسسات تابعة للنقابة، كان يوجد لها مقر منذ اربع سنوات، ولم يلمس لها اي نشاط، اضافة الى خلو النقابة من اية سجلات لاعضاء الهيئة العامة، مشيرا الى "ان الانتخابات الماضية، لم تكن نزيهة، لانه لم تنشر فيها سجلات اعضاء الهيئة العامة، لا في الصحف ولا في مقر النقابة"، وطالب نقيب الصحفيين بتقديم تقرير مالي واداري لاعضاء الهيئة العامة وعن كشف ملف " اسكان الصحافيين العالق منذ سنوات، على حد تعبير حمدان.

لا شفافية للنقيب !

بدوره أكد خليل شاهين، الصحافي في جريدة الايام، والمحروم من عضوية النقابة ان المسألة لا تتعلق به فقط، بل بمجموعة كبيرة من الصحافيين الذين لم ينتسبوا للنقابة، اما لرفض النقيب تنسيبهم او لانهم لا يرون بجسمها الحالي معبرا عن طموحاتهم، قائلا " ان الاشكالية موجودة لدى عدد كبير من الصحافيين، ومنهم عدد من صحيفتي الايام والحياة، والمطالبين بضرورة التدقيق في عضوية النقابة، ولم يتم اعطاؤهم العضوية، وادعي ان طلباتهم إما ضاعت او لم تصل"، مطالبا بالتحقيق في الية اصدار البطاقات الصحفية، وبيعها للصحافيين مقابل مبلغ من المال، وقال" اعرف بعض الاشخاص الذين لا تنطبق عليهم الشروط، يحملون بطاقات صحافية، لا يوجد شفافية مطلقا في اداء النقيب ومن بقي معه من اعضاء مجلس النقابة".

اسكان الصحفيين .

وفي السياق ذاته، أكد الصحافي علي خلف، أن الطوباسي دعا باسم نقابة الصحفيين قبل سنوات الى حضور حفل اطلاق مشروع اسكان الصحافيين، قائلا " دعيت وعدد من الزملاء في الصحف المحلية، لتغطية وضع حجر الاساس وافتتاح مشروع اسكان الصحفيين، وكان الطوباسي هناك، وكانت عدة اليات تقف في قطعة الارض على مفرق عين عريك بمنطقة بيتونيا، ونشرنا الخبر في الصحف".

الطوباسي .. انهم حاقدون لا صحفيون !!

" هذا التفاف وانقلاب على النقابة"، هذا ما قاله نقيب الصحافيين، نعيم الطوباسي، واصفا عدد من الصحفيين المطالبين باصلاح النقابة بـ "الحاقدين"، مؤكدا على ضرورة اجراء الانتخابات، ومبشرا بان عام 2007 سيشهدها، على حد تعبيره.

وحول قضية الارض، قال الطوباسي " ان الارض لم تسجل اصلا باسم النقابة، النقابة كانت تساعد فقط، والارض سجلت باسم جمعية لعدد من الصحفيين، وسجلت باسمائهم"، مشيرا على انه واحد منهم.

بطاقات براغ !

وأكد الطوباسي على وجود نظام داخلي ملتزم به في النقابة، وان الية اصدار البطاقات تتم وفقا لهذا النظام، واتباعا لشروط العضوية، وحول بطاقات "براغ"، قال " البطاقات صدرت عن منظمة صديقة، لا تعترف باسرائيل ووقفت الى جانبنا، وهي مستمرة، رغم انها ضعفت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي"، نافيا الانباء التي تحدثت عن بيعها للصحافيين مقابل المال.

واشار الطوباسي الى أن لجنة حماية الصحافيين، هي لجنة تابعة للنقابة، واقتحم الاحتلال مقرها، في عام 2002 وحطم اثاثها، وحول نشاطها الذي يقول عدد من الصحافيين انه لم يكن ملموسا، رد الطوباسي " إنهم لم يكونوا يتواصلون معها"، مؤكدا على شرعية الانتخابات السابقة قائلا " انهم هاجموها وهي ديمقراطية، ولا يوجد لديهم اية مشروع، سوى انهم لا يريدون النقابة".

عياد .. الانتخابات شفافة.. ويجب اجراؤها

وفي السياق ذاته، اكد سعيد عياد، عضو مجلس النقابة، على ان الانتخابات السابقة جرت بشفافية ونزاهة، قائلا " اشرف عليها سمير شحادة، رئيس مكتب المؤسسات، وجرت في القدس ضمن اتفاق وطني، ولم تجر في الظلام، مضيفا " الاخوة غير الراضين عنها يتحملون المسؤولية، لانهم لم يشاركوا فيها"، متسائلا " ان كانت غير شفافة وغير نزيهة فهل سيحصل اتفاق وطني عليه؟،

وحول عدم اجراء الانتخابات خلال العامين الماضيين، مع انه مضى عامان على انتهاء فترة المجلس الحالي، قال " ان من يتساءل هذا السؤال كمن يتنزه في الماضي، نحن في الحاضر والمستقبل، وهو ان تجري انتخابات شفافه"، نافيا وجود خلافات داخل مجلس النقابة وانما اختلاف في وجهات النظر حول الانتخابات، مطالبا بضرورة اجرائها.

وحول ما حدث في يوم الاعتصام قال عياد، " هناك بعض الاشخاص يسخرون صحفهم لخدمة مصالحهم الشخصية، ويحجبون اخبار النقابة في "الايام" وفي "الحياة" ايضا"، مضيفا " لن نسمح لاحد بالمس بنقابة الصحافيين، لان من يمس النقابة يمس منظمة التحرير الفلسطينية".

اما حسن عبد الجواد، عضو مجلس النقابة، أكد على وجود خلاف حول الانتخابات، قائلا " كان يجب اجراء الانتخابات منذ عامين، كحق طبيعي للصحافيين، من اجل تجديد دور النقابة، كي لا تترك عرضةً للاختلافات والخصخصة والاتهامات".

واضاف " هناك حرص لدى عدد من اعضاء المجلس على اجراء الانتخابات، ودعوت وغيري من اعضاء المجلس بضرورة اجرائها عبر وسائل الاعلام، ولم يتم التعامل مع هذه الدعوات بجدية"، مؤكدا على ان المسألة الجوهرية في الازمة تعود الى عدم اجراء انتخابات والى عدم بناء وتصويب العضوية"، مشيرا الى ان كشوف العضوية الموجودة هي كشوف قديمة، لم تحدث، ويجب اعادة تحديثها".

واشار عبد الجواد الى ان هناك العديد من القضايا الهامة التي لم يتم التشاور فيها مع عدد من اعضاء المجلس حولها، ولافتا انه لم يناقش امامه اي تقرير اداري او مالي من قبل لجنة حماية الصحافيين، وانه ضد اصدار اي بطاقة لغير الصحافيين او الذين لم تنطبق عليهم شروط العضوية، مؤكدا على انه لم تصدر اية بطاقة غير قانونية في محافظة بيت لحم.

الشيخ .. النقابة غير فاعلة

اما الصحافي ماهر الشيخ، مدير تحرير جريدة القدس، فأكد على ان نقابة الصحافيين غير فاعلة قائلا " النقابة غير فاعلة، لا نسمع ولا نشاهد سوى وفود، إما عائدة من الخارج، او مسافرة اليه" مطالبا بضرورة اجراء الانتخابات، وهذا ما أكد عليه باسم ابوسميه، رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية، الذي اشار ايضا الى قصور في اداء النقابة.

الشاعر .. النقابة عاجزة .

وطالب موسى الشاعر، عضو لجنة المصور الصحافي، باجراء الانتخابات لمجلس النقابة واصفا مجلس النقابة بالعاجز وغير الفاعل، مؤكدا على وجود جهود حثيثة للتحضير لانتخابات جديدة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين".

حسن عبد الله .. خرج ولم يعد !!

من جانبه، قال د. حسن عبد الله، عضو مجلس النقابة، الذي قدم استقالته، وأكد الطوباسي انه لم يستلمها، ودعاه كل من عبد الجواد وسعيد عياد الى العدول عنها "انا اعتبر نفسي الان خارج مجلس النقابة، وانا متمسك باستقالتي، لدي اسبابي ولا اريد الخوض في نقاشات اعلامية، ربما تكون غير مفيدة الان، واذا كان احد في مجلس النقابة يقول انني لم استقل فهو مخطئ فالاستقالة نشرت وعممت، حيث لا اريد الاستمرار في موقع لا ارى جدوى من الاستمرارية فيه".

واضاف "فهناك، مواقع عملي، وهناك طلبة اعكف على تدريسهم الاعلام، وهناك مؤسسات اعلامية اعمل بها، هي بحاجة الى طاقتي، اذ انني ارى من الاهمية تفعيل طاقاتي وامكانياتي في مجالات مفيدة بدل الخوض في المهاترات" مشيرا الا انه لا يوجد بينه وبين النقيب او اعضاء مجلس النقابة خلافات شخصية، مؤكدا ان الخلاف "هو حول العمل واساليب العمل،وانه لايرى بأن الاسلوب الذي تعمل به النقابة يلائمه.

واعتذر عبد الله عن عدم الغوص في متاهات تبادل الاتهامات التي من شأنها ان تعقد الامور ولا تقدم شيئا لا للنقابة ولا للاعلاميين، على حد تعبيره.

اللحام .. الاشكال ليس الاول ولن يكون الاخير

بدوره، رأى الصحافي، ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة "معا" الاخبارية المستقلة، أن هذه ليست اول مره تظهر فيها اشكاليات بين مؤسسة والنقابة، وليست هي المرة الاخيرة قائلا "هذا متوقع وصحي وعملي، والخلاف ضروري والاختلاف مفيد، ونحن لا ننظر الى هذه القضية بأكثر من حجمها، ولا نحاول ان نجعلها قضية رأي عام".

واضاف" أن "معا" مستقلة الانتماء السياسي، ولغة التحرير، ولكن هذا لا يمنع ان يكون لكل صحفي فيها انتماؤه ووجهة نظره، وبالتالي فإن "معا" تشارك بشكل غير مباشر في دعم تطور الحركة النقابية الفلسطينية، دون ان تضع نفسها في موقع الاصطفاف مع طرف دون اخر"، مؤكدا على ان النقابة تمثله شخصيا ولا يقبل ان تكون هناك نقابات موازية.

.........ومنهم من ينتظر ؟!

عدد من الصحافيين الشباب الذين التقيناهم ينتظرون بكثير من الامل انتخابات النقابة حتى تعود الدماء الى عروقها معتبرين الانتخابات حقا لكل الصحافيين مشيرين الى انهم لم يتلقوا منها الا الوعود، بعضهم برر ذلك بالظروف، واخرون لم تقنعهم الحجج.