الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القيادي محمد الهندي من القاهرة: الفصائل تدرس إيجاد مرجعية وطنية قد تكون منظمة التحرير أو صيغة أخرى مؤقتة

نشر بتاريخ: 16/01/2007 ( آخر تحديث: 16/01/2007 الساعة: 13:17 )
غزة- معا- كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي أن الأطراف الفلسطينية التي تعقد مشاورات ماراثونية في القاهرة ودمشق تعكف حاليا على الاعداد لصياغة تخلق مرجعية وطنية فلسطينية تكون محل إجماع بين كافة الأطراف.

وأضاف الهندي في حديث من القاهرة أنه وإلى جانب التباحث في ايجاد مرجعية وطنية، يعقد ممثلون عن الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة لقاءات مستمرة بهدف الخروج بصيغة إيجابية حول تشكيل حكومة الوحدة، لكنه أشار إلى أن حسم موضوع توزيع الوزارات المختلف عليها بين الفصائل لم ينته بعد، مؤكدا أن " حقيبة الداخلية تشكل الآن" العقبة الأكبر".

زفيما يلي نص لقاء مع الهندي كما وزعه مكتبه في غزة:
1. إلى أين وصلت المشاورات بين ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية في الخارج، وهل هي محصورة فقط في موضوع تشكيل حكومة الوحدة؟

- هناك وساطات ولقاءات مكثفة في دمشق والقاهرة، وقد تحملت حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية المبادرة في إجراء مثل هذه اللقاءات مع الأخوة في حماس بدمشق، وكذلك مع وفد من فتح زار القاهرة مؤخرا، إضافة الى المسؤوليين المصريين، وكل ذلك بهدف تهدئة الساحة الفلسطينية، وتجنب الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وترتيب الوضع الدخلي بشكل يكفل الحفاظ على مصالح الشعب العليا وثوابته الوطنية.

ولم تكن الجهاد لوحدها المبادرة في هذا الشأن وانما هناك بعض الأطراف الفلسطينية وشخصيات فلسطينية مستقلة تشارك على مختلف الصعد، بهدف تقريب وجهات النظر الفلسطينية، ونجاح هذه المشاورات النجاح في ترتيب لقاء بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق.

وفي حال التوصل إلى اتفاق فإن ذلك سيعلن من القاهرة، و لن يشمل فقط التوصل الى تشكيل لحكومة الوحدة الوطنية وانما اتفاق يتطرق إلى الموافقة على مرجعية فلسطينية موحدة، وكذلك حول موضوع إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، ومواضيع مختلفة تهم الشعب الفلسطيني حاليا. وعلى الرغم من ان تشكيل حكومة الوحدة ووضع حد لحالة الاقتتال الداخلي في المقدمة. لكن موضوع الوصول الى توافق حول المرجعية الوطنية هو أيضا على قدر من الأهمية الموازية، وقد تكون هذه المرجعية هي منظمة التحرير أو الوصول إلى صيغ مؤقته لهذا الموضوع.

2. هل نشهد اتفاقا وشيكا حول تشكيل حكومة الوحدة من القاهرة، قد يعلن خلال أيام؟

-نأمل ذلك، ولكن هذا مرتبط بعدة قضايا مهمة منها إيجاد صيغة لمسألة كتاب التكليف للحكومة الجديدة وبعض الحقائب الوزارية خاصة الداخلية والمالية.

3. هناك من يقول ان شبه اتفاق توصلت اليها الأطراف الفلسطينية خاصة حول الحقائب الأربعة ( الداخلية والمالية والخارجية والإعلام) وكذلك على شخصية رئيس الوزراء، ما صحة هذه المعلومات؟

-موضوع شخصية رئيس الوزراء محسوم حاليا وقد تم التوافق على أن يكون السيد اسماعيل هنية رئيسا للحكومة الجديدة، مع العلم أن المشاورات لا تزال مستمرة بشأن شخصية وزير الداخلية والمالية خاصة، لكن حسم موضوع "حقيبة الداخلية" لا يزال يشكل العقبة الأكبر.

4. ما هو الدور الذي تلعبه حركة الجهاد الإسلامي، وهل سيكون لها دور في أية حكومة مقبلة؟

- الكل يعلم اننا لم نشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولم نشارك في الحكومة الحالية، ونؤكد أننا لن نشارك في حكومة الوحدة المقبلة أيضا، لكن دورنا الأساسي الحالي اتخذنا القرار بالقيام في ظل الهجمة الاسرائيلية الأميركية ومحاولة تقسيم الشعب الفلسطيني الى متطرفين والى معتدلين، هذه معركة أميركا، وتقسيم العالم هو اعلان حرب من أميركا. نحن شعب واحد نواجه الاحتلال والعدوان، ولا يزال الاستيطان وتهويد القدس والاجتياحات لمدن الضفة مستمر أيضا، لذلك لا يمكن ان ندخل في هذه التقسيمة ونوافق على أن نكون فرقاء يقاتل بعضنا البعض.

وقد تحركت الجهاد الإسلامي من منطلق قلقها من حالة الاحتقان والتدافع التي حدثت فلسطينيا في الشهر الأخير، وقد حاولنا على المستوى الميداني ان نساهم في إعادة الهدوء الى الشارع ولكن النشاط الميداني لا يكفي وحده. لذلك حاولنا الاتصال بالفرقاء من أجل ايجاد الصيغ المشتركة للمسائل السياسية المختلف عليها. لكن كما يعلم الجميع، لسنا جزءً من حكومة الوحدة الوطنية ولسنا طرفا فيها، لكننا نعمل من أجل تجنيب الشارع الفلسطيني أي نوع من الاقتتال.

5- بعد هذه المحادثات، هل نتوقع تهدئة على الجبهة الداخلية بين حماس وفتح؟
-لقد دخلت هذه التهدئة فعلا حيز الوجود عندما بدأت الأطراف الأخرى بالتدخل وبدأت وساطات جدية بين حماس وفتح لرأب صدع الخلافات السياسية بينهما، وكان واضحا أن هذه الوساطات أتت أوكلها لأن الخلاف السياسي هو الذي سبب كل هذه الأحداث.

6. هل يتم في القاهرة أو في دمشق مناقشة موضوع التهدئة بين الفصائل والاحتلال؟

- هذه المسألة مطروحة سابقا وستطرح لاحقا، وأهم ما يميز موقفنا أن التهدئة يجب ان تكون شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويجب ان تكون متبادلة أيضا ولا يمكن عزل غزة عن الضفة الغربية وكأنها دولة مستقلة، نحن شعب واحد وغزة والضفة تحملان ذات الهموم ولا يعقل ان تستمر الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة وتجلس الفصائل والمقاومة في غزة بدون حراك. نعتقد أن موضوع التهدئة سيطرح قريبا على طاولة الحوار الفلسطيني، لكن حركة الجهاد الإسلامي تشدد على أن هذه التهدئة يجب ان تكون شاملة وتبادلية في الضفة وغزة. ومن حق فصائل المقاومة أن ترد على أي اعتداءات تنفذها قوات الاحتلال.

7- هل يؤثر تأجيل زيارة الرئيس عباس للعاصمة السورية دمشق بغية لقاء خالد مشعل، على سير المشاورات بين الأطراف الفلسطينية؟

- لن يؤثر هذا التأجيل على السلوك والخط العام للحوار بين الأطراف الفلسطينية، لأنه تأجيل لأيام قليلة فقط.

8- هل يناقش خلال مشاوراتكم، اندماج حماس والجهاد في إطار منظمة التحرير بعد إصلاحها؟

- من حيث المبدأ، أوضحنا نحن في الجهاد الإسلامي أنه ليس لدينا مشكلة أن نكون جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن على أساس أن نتوافق على اعادة بنائها واصلاحها على أسس ديمقراطية وسياسية نتفق عليها وتعكس الواقع الفلسطيني الموجود اليوم. لكن الجهود منصبة الآن على موضوع وقف الاقتتال وتشكيل حكومة الوحدة على أساس وقيفة الوفاق الوطني.

9- بخصوص البرنامج السياسي للحكومة المرتقبة، هل سيكون متفقا مع الشروط الدولية من أجل رفع الحصار أم يستند الى مرجعية وطنية فلسطينية بغض النظر عن ملاءمته للشروط الدولية؟

- من المقرر ان يستند برنامج حكومة الوحدة الجديدة إلى وثيقة الوفاق الوطني، بالإضافة الى بعض التعديلات الأخرى الواردة في كتاب التكليف، ولكن لا يمكن ان يحاصر الشعب الفلسطيني مرة أخرى بالشروط الدولية لأنها شروط مجحفة تطالب بالاعتراف باسرائيل دون أي مقابل، كما ان هذه الدول الأوربية وأميركا ليس لها مشروع سياسي واضح تقدمه للفلسطينين وهذا ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية قبيل زيارتها لفلسطين اليوم بالقول أنها لا تحمل في جعبتها جديدا وانما تريد ان تستمع للأطراف فقط، لذلك لا يمكن التعويل على الأوروبين. وانما يجب ان نعول على انفسنا، واعتقد ان التهدئة في الساحة الفلسطينية وايجاد قواسم مشتركة بين كافة الأطراف هو الأساس الذي يجب أن يعول عليه الفلسطينييون، بغض النظر عن الاعتراف الأوروبي أو الأميركي بالحكومة.

10-بحكم وجود هذه المشاورات والحراك السياسي المتسارع في القاهرة ودمشق، هل من دور عربي أو مبادرات عربية جديدة خاصة بالشأن الفلسطيني؟

-هناك لقاءات مستمرة مع المسؤولين المصريين الذين يلعبون دورا في تعزيز المشاورات بين الأطراف الفلسطينية، وكذلك تمت لقاءات مع مسؤولين سوريين للتباحث في نفس السياق، لكن دور العواصم العربية في هذه المرحلة ليس كبيرا بالدرجة المطلوبة، ونأمل أن تعود القضية الفلسطينية إلى قلب هذه العواصم وإلى عمقها وزخمها العربي خاصة في ظل الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والذي تشارك فيه للأسف أطراف عربية.

وحتى الآن لا يوجد أية مبادرات عربية جديدة لرأب الصدع الفلسطيني، أو للمساهمة في الخروج من مأزق تشكيل حكومة الوحدة، خاصة بعد المبادرة القطرية الأخيرة التي لم يكتب لها النجاح