الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عقار الأترامادل المخدر الأكثر انتشارا بين مدمني غزة

نشر بتاريخ: 17/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 01:38 )
غزة-معا- انتشرت في الآونة الأخيرة في قطاع غزة عقاقير الأترامادول المخدرة التي يتناولها الشباب خاصة, وقليل من الأطفال, ما يستوجب من الجهات المختصة تكثيف العمل من أجل الحد من تلك الظاهرة الخطيرة.

الطبيب رياض الأقرع أخصائي أمراض نفسية وعصبية أوضح أن الأترامادول أكثر العقاقير المخدرة المنتشرة بغزة, وأنه أصبح يمثل ظاهرة خطيرة بنسب عالية جداً بين متعاطيه, مبيناً أن 90% من متعاطيه يمثلون فئة الشباب بين 20 إلى 30 عاماً, و 5% أطفال أقل من 20 عاماً, و5% أكثر من 30 عاماً.

وأشار الأقرع لـ"معا " أن حوالي 4% من متعاطي الأترامادول يموتون فجأة, نتيجة توقف عضلة القلب عن العمل بشكل مفاجئ اثر تأثير ما يتعاطاه من جرعات عليها.

وعن مخاطر تعاطي المخدرات وبالأخص الأترامادول أوضح أنه يشكل خطورة بالغة على عمل كل أعضاء الجسم , من خلال إضعافها, مضيفاً "خلايا جسم المدمن جميعها يوجد فيها أترامادول, ولا يقتصر الأمر على دم المدمن فقط, ويقلل من أداء عمل الكليتين والكبد وكل الأعضاء الأخرى", مشيراً إلى أن له أضرار جسدية ونفسية واجتماعية.

وأوضح أن مدمن المخدرات إذا لم يتمكن من الحصول على الجرعة التي يحتاجها جسمه في الوقت المناسب, يظهر عليه تعب عام في جسمه, وصداع شديد في الرأس, ولا يستطيع الحركة أو الكلام.

وبالنسبة لاستخدام الأترامادول كعقار طبي, بين أنه يتم استخدامه مسكن قوي في حالة الآلام الشديدة, وبعد العمليات الجراحية , وبكميات وفترات محدودة, وبجرعات محددة, وبإشراف الطبيب.

وعن الوقاية من الإدمان عليه بين أنها تكون عن طريق خفض العرض وأرجع مسؤولية ذلك إلى الأجهزة الأمنية, والقضاء من خلال تشديد العقوبات على المدمنين, والأمر الآخر من خلال خفض الطلب عن طريق حملات التوعية والإرشاد بأضراره وخطورته.

أما علاج المدمن أوضح أنه يتم في فترة علاجية تصل إلى 6أسابيع , مبيناً أنها تزيد أو تقل عن ذلك حسب الجرعات التي تناولها المدمن, وتركيبه الجسدي,والفترة الزمنية التي تعاطى فيها, مضيفا"يأتي يومياً من شخص إلى اثنين يطلبون علاجهم , وأقوم بذلك بنسبة نجاح تصل إلى 70 %".

وأشار الى أن المخدرات تندرج ضمن خمسة أنواع , مواد مخدرة منها "الأفيون والأترامادول والهيروين أي الكوك" , ومواد مهدئة " كحول وأدوية مهدئة" , ومواد مهلوسة "حشيش وبانجو", ومواد منشطة "كوكايين وأدوية يتناولها الطلبة من أجل السهر ليلاً , وأدوية إنقاص الوزن الزائد , والكافيين, بالإضافة إلى الزيوت الطيارة والتي هي عبارة عن" البنزين والبويا والتنر التي يدمن بعض الناس على شم رائحتها".

وعن دور مؤسسات المجتمع المدني, والمؤسسات الأهلية أوضحت مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أنه يجب عليها القيام بدور توعوي , من خلال حملات التوعية, ومجموعات ضغط للحكومة من أجل فرض رقابة على الأنفاق لمنع التهريب عبرها.

وبينت أن الانقسام يحد من القيام بالدور اللازم للقضاء على ظاهرة الإدمان بالإضافة إلى عدم توفر فرص عمل للشباب , وعدم توفر وضع صحي مناسب مما يدفعهم للهروب من مشاكلهم واللجوء إلى الإدمان, مضيفة" الهروب من المشكلة يكرسها, ولكن مواجهتها يعمل على حلها".

وأكدت أنه يجب وضع خطة إستراتيجية وطنية للقضاء على الإدمان,مشيرة إلى ضرورة دمج الشباب في العمل ليصبح لوقتهم ثمن, مبينة ضرورة أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية سوياً من أجل القضاء على ما يهدف له الاحتلال الإسرائيلي من قتل للشباب ومستقبلهم, ومقاومته لمنعه من تحقيق أهدافه في القضاء على هذه الفئة المنتجة.

الجدير ذكره أنه يوجد مركز واحد شمال قطاع غزة لعلاج الإدمان , تم عمله مجدداً لعلاج المدمنين الذين وقعوا ضحية له.