الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مثقفون وسياسيون: تضارب المصالح الفصائلية وتعدد الولاءات العائلية وانتشار السلاح السبب الرئيسي وراء زيادة الفلتان الامني

نشر بتاريخ: 21/01/2007 ( آخر تحديث: 21/01/2007 الساعة: 11:49 )
خان يونس- معا- اكد مثقفون وأكاديميون وسياسيون في قطاع غزة أن تضارب المصالح الفصائلية والاختلافات في الهدف الواحد, وتعدد الولاءات العائلية والحزبية والاستزلام، وانتشار ظاهرة السلاح في اوساط المجتمع الفلسطيني ساهمت بشكل كبير في تفشي ظاهرة الفلتان الامني وتأجيج الاقتتال الداخلي بين الاخوة ورفاق السلاح.

جاء ذلك خلال ندوة ثقافية نظمها اتحاد لجان كفاح المرأة التابع لجبهة التحرير العربية بالتعاون مع مركز السلام للدراسات والبحوث في محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة .

وأشار الدكتور كمال الاسطل رئيس مركز السلام والباحث الاكاديمي, انه رغم ما تشهده الأراضي الفلسطينية من حالة الفوضى والفلتات الأمني التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين الأبرياء والمسؤولين، الا أن هذه الحالة آخذة في الزيادة، بالتزامن مع عدم وضع حلول للحد من الظاهرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع.

وأعرب عن استنكاره وغضبه إزاء استمرار ظاهرة "الفلتان الأمني"، التي تهدد المجتمع الفلسطيني، وتصب في خدمة الاحتلال.

وأشار إلى وجود ثلاثة أنواع من الأسلحة في الشارع الفلسطيني، وهي سلاح المقاومة، "الذي حظي بشرف الجهاد والدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني"، والسلاح الثاني هو سلاح السلطة، وهو الذي يجب أن يظل مساندا للشعب الفلسطيني ومقاومته، أما النوع الثالث من السلاح فهو سلاح "الزعرنة" والفوضى والبلطجة، على حد وصفه، والذي "يجب أن يقف الجميع في وجهه".

وقال الاسطل بأن ما يجري اليوم في أرضنا إنما هي ترجمة فعلية سلوكية لثقافة " الخصوصية الفلسطينية " المفرغة من فكرة الوطنية تماما كما أرادتها وسعت إليها إسرائيل منذ زمن بعيد, متسائلا هل نحن عميان نحتاج إلى مرشد يقدم لحواسنا الأخرى دليلا ملموسا على أن هذه الثقافة السائدة والمفرغة من مضمونها " الوطني " تقود اليوم الوعي البريء لأجيالنا الصاعدة وتسربه في مخارج أخرى غير وطنية تأتي به عن مقتضيات الصراع الحقيقي نحو قنوات كثيرة فرعية ضيقة ومتعددة فصائلية وعقائدية وحزبية وعائلية وعشائرية أدت، في مجملها، إلى إتمام وإكمال تلك الغاية المشبوهة في إفراغ الوطنية، كقيمة عليا، من مضمونها الوحدوي الشامل وحرف النشاط الوطني بالتالي عن قواعد صراعه ضد المعتدي الحقيقي لتجعل من الواقع المحلي ميدانا جديدا للصراعات الذاتية!!.

من جهته أكد خليل تايب عضو قيادة جبهة التحرير العربية أن الذي يدفع ثمن تلك الخلافات بين محاور السلطة هو الشعب الفلسطيني بأسره ومقاومته، التي يحاول البعض إلصاق التهمة بها، في محاولة لتشويه صورتها، وضرب المشروع النضالي الفلسطيني، على حد تعبيره, مشيراً الى ان الفلتان الامني والاقتتال الداخلي اصبح من اخطر القضايا التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

واشار الى ان الشعب الفلسطيني لايملك سيادة في وطنة وليس له دولة وهو لا زال يرزخ تحت نيران الاحتلال, مطالبا الجميع بان يلعبوا دوراً اساسيا في الاصلاح والتوفيق بين اخوة السلاح.

وشدد على ضرورة تشكيل قوة امنية موحدة لحماية المواطن الفلسطيني والحفاظ على الجبهة الداخلية في ظل التحديات الكبيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وتخلل الندوة العديد من المداخلات للمشاركين عبروا خلالها عن رفضهم للاقتتال الاخوي وضرورة مواجهة حالة الفلتان بكل الوسائل وتعزيز الوحدة الوطنية.