الأربعاء: 29/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعم عربي للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة وتوقعات بعقوبات أمريكية

نشر بتاريخ: 24/07/2012 ( آخر تحديث: 25/07/2012 الساعة: 16:24 )
دعم عربي للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة وتوقعات بعقوبات أمريكية
رام الله -تقرير خاص معا- حظيت السلطة الوطنية الفلسطينية بدعم عربي في مسعاها القاضي بالتوجه إلى الأمم المتحدة، بعد قرار لجنة المتابعة العربية التابعة لجامعة الدول العربية في اجتماعها الأخير في القاهرة، بدعم الطلب الفلسطيني بالحصول على دولة غير كاملة العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد عدم القدرة على حشد الرأي العام الدولي نحو دعم الطلب الفلسطيني السابق بالحصول على عضوية كاملة في مجلس الأمن الدولي.

وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، د. غسان الخطيب إن الخطة التي طرحها الرئيس محمود عباس تتعلق بالذهاب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وواضح من قرارات لجنة المتابعة العربية أن هناك دعماً عربياً كاملاً لهذا التوجه الفلسطيني الذي طرح من قبل الرئيس.

وأضاف د. الخطيب: علينا أن نعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، فالأمر يتطلب قدراً كبيراً من الجهود، ولكن فرصة النجاح في الجمعية العمومية أعلى من فرص النجاح في مجلس الأمن الدولي، لأنه لا يوجد حق الفيتو كما هو معروف في الجمعية العمومية، ولأن هناك كثيرا من الدول التي تؤيد المطلب الفلسطيني.

وشدد الخطيب على وجوب أن يكون هناك عمل متواصل على الساحة الدبلوماسية الدولية، والعلاقات الثنائية مع الدول المختلفة، وتأمل السلطة أن يكون هناك دعم عربي لهذه الخطوة من خلال علاقاتها مع بلدان العالم، لتحقيق ما تصبو إليه السلطة والشعب الفلسطيني.

ورأى د. الخطيب أن الولايات المتحدة لا تستطيع من جهة أن تمتنع وتحجم عن بذل جهود لوضع حد لممارسات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، ثم تقوم من جهة أخرى، بمعارضة التوجه الفلسطيني إلى الجمعية العمومية وفقاً للقانون الدولي، ولكن أغلب الاعتقاد أن الإدارة الأمريكية ستأخذ موقفاً معادياً لهذا التحرك الفلسطيني.

من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية د. واصل أبو يوسف إن القرار العربي كان متوقعاً، فهذا الاجتماع أكد على الموقف الفلسطيني.

وأضاف د. أبو يوسف: بعد أن لم نستطع أن نؤمن 9 أعضاء في مجلس الأمن الدولي والفيتو الأمريكي الذي حال دون نجاح هذا المسعى، لذلك كان هناك قرار فلسطيني واضح بالتوجه إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو، وهذا الأمر تبنته لجنة المتابعة العربية.

وأوضح د. أبو يوسف أن الاستشارات الآن تتم مع الكتلة الإسلامية ودول عدم الانحياز وغيرها من الكتل الدولية من أجل اختيار التوقيت المناسب لطلب العضوية، والذي سيكون غالباً في شهر أيلول المقبل عندما تنعقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في هذا التاريخ، وسيكون هناك لقاء للجنة المتابعة العربية من أجل التأكيد على هذا الموعد، أو اختيار موعد آخر، لضمان نجاح الموضوع.

وقال د. أبو يوسف: هناك وضع صعب للسلطة، يضاف له الإنحياز الأمريكي لحكومة الاحتلال، وما هو متوقع في حال ذهبنا إلى الأمم المتحدة بتنفيذ هذه التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بقطع أموال المساعدات والضرائب، والتهديدات المنصبة على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت د. باسم الزبيدي إن الدعم العربي للتوجه الفلسطيني هو استكمال لجهد السلطة الفلسطينية السابق، والذي بدأته سابقاً بعد أن أدركت القيادة أن مجلس الأمن هو ليس الساحة الأفضل والمناسبة لتحقيق إنجاز فلسطيني.

وأضاف د. الزبيدي: هبطت السلطة الفلسطينية في السلم درجة واحدة، وقررت التوجه إلى الجمعية العمومية اعتقاداً منها أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إمكانية الحصول على هذا الاعتراف، وإمكانية إحراج الولايات المتحدة، والتي هي الحليف القوي ضد هذا المسعى الفلسطيني.

واعتبر د. الزبيدي أن العبرة الحقيقية تكمن في مدى الاستعداد الفلسطيني الداخلي لتحقيق هدفها من الذهاب إلى الجمعية العمومية، لأنه من غير المعقول تحقيق أي إنجاز في ظل الانقسام، معتبراً أن الوحدة الداخلية هي شرط ضروري لتكون القضية الفلسطينية مقنعة على الصعد الدولي.

ودعا د. الزبيدي إلى ضرورة أن يكون هناك جهد أفضل من القائم حالياً في التنسيق مع العالم العربي من الناحية الفعلية، وهو تحد كبير، خاصة أن العالم العربي في حيرة من أمره في الكثير من الملفات.

ولم يستبعد د. الزبيدي أن تعود بعض الدول العربية عن مواقفها الداعمة للتوجه الفلسطيني، لا سيما أن الفترة السابقة أظهرت أن الكثير من الدول العربية تخشى النقمة الأمريكية أو العتاب الأمريكي، وهذا لن يكون استثناءً في المرة القادمة، وسيكون هناك نوع من الجهد النوعي الإسرائيلي الأمريكي لحث بعض الدول العربية، خاصة المعتدلة منها لكي لا تقدم الدعم اللازم لهذا السعي الفلسطيني، وهو تحد كبير يجب على القيادة أن تراعيه، وأن تقدم ما هو مطمئن إزاءه.

حصار أمريكي وعقوبات سياسية واقتصادية تلوح في الأفق، في حال إصرار القيادة الفلسطينية على المطالبة بحقها الطبيعي بنيل مكان لها بين دول العالم، حتى وإن كانت عضوية غير كاملة، كون إدارة أوباما ترى بالتوجه الفلسطيني خطوة أحادية الجانب قد تضر بمحاولاتها لاعادة تحريك عملية السلام.

وفي هذا الموضوع، أكد د. الزبيدي أن الإدارة الأمريكية ستفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، فامريكا تستخدم كل الأدوات الضاغطة ضد الجانب الفلسطيني، خاصة في هذا التوقيت فإن هذا الاستخدام سيكون أكثر قوة وفعالية، خاصة أن أمريكا على مشارف الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني أنها بأمس الحاجة إلى كل أصناف التعاطف والدعم المطلق لإسرائيل، وهذا يترجم في الساحة الفلسطينية عبر مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.

وبين د. الزبيدي أن القادم من الأيام سيشهد مزيداً من الضغط الأمريكي لإرضاء اليهود بسبب عظم نفوذهم في أمريكا.

أصوات عديدة تقول السلطة الفلسطينية أنها ستحصل عليها، تفوق مائة وأربعين دولة تؤيد الحق الفلسطيني، ولكن المعارضة الأميركية ستكون فاعلة ولها تأثيرها على قرارات عديد من الدول.