السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

محررو الصفقة: العيد عيدان لبعضهم وآخرون لم يصلهم العيد بعد

نشر بتاريخ: 19/08/2012 ( آخر تحديث: 20/08/2012 الساعة: 10:15 )
غزة - تقرير معا - لأول مرة بعد تحرره من الأسرى سيمضى المحرر المبعد إلى قطاع غزة علاء قفيشة العيد هذا العام مع زوجته وطفلته سجا وابنه همام فلأول مرة منذ سنوات يتمكن قفيشة من أن يضم طفليه إلى صدره بعد أن كان يراهم من خلف زجاج السجن.

علاء قرر في العيد أن يعوض أبنائه عن سنوات الحرمان خلف قضبان الاحتلال "العيدية والألعاب" وكل ما يتمنون سيكون باستطاعتهم الطلب من والدهم ولكن لا احد سيلبي طلبه بأن يقضي العيد وسط أمه وأبيه.

ويقول في هذا الصدد لمراسلة "معا" :" رغم التحرير إلا أن معاناة الإبعاد لا تنتهي فالشوق والحنين إلى مسقط راسي الخليل والى والدتي يجعلني لا أفكر بفرح الإفراج والتحرير" ويستدرك "ولكن معاناة الإبعاد تهون أمام معاناة السجن".

ولأول مرة يستمتع قفيشة بالصلاة في المساجد ويقيم ليلة القدر وسط الجماعة ويحيي العبادات بحرية كاملة دون منغصات من احد مبينا أن لرمضان في السجون نكهة خاصة فيحاول الأسرى أن يجتهدوا لإعداد المأكولات وإدخال الفرحة على قلوب بعضهم مشددا أن الصلاوات وقيام الليل لها طعم خاص داخل السجون.

لكن الفرح الذي حمله عيد الفطر الأول للأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار حمل في طياته أيضا بعضا من الألم والمعاناة لآخرين أبعدتهم قوات الاحتلال عن مسقط رأسهم فيستيقظ بداخلهم الم الفراق كلما حلت مناسبة ما.

المحرر سامر ابو سير واحد من هؤلاء فقد بدأ حديثه عن العيد بالألم والوحدة والقسوة وقال:" رمضان في غزة صعب جدا بعيد عن اهلي .. ما مر علي رمضان بقسوته كما مر علي رمضان الحالي بحكم الإبعاد وجاء العيد ليزيد الحزن داخلي .. فلا زلت وحيدا" .

ويتابع أبو سير:"رغم أن الخروج من السجن أمر أكثر من رائع ولكن مازالت الأمور صعبة بالنسبة لي لان الإبعاد يترك بداخلي الكثير من الألم خاصة أني كنت أتمنى أن اقضي رمضان والعيد مع أهلي وليس وحيدا."

ويتابع:"في المناسبات يكون الإنسان أحوج ما يكون لان يشعر بحنان العائلة ودفئها ولمة الأصدقاء ولكني اشعر بمرارة الإبعاد وقسوته".

ويتواصل أبو سير يوميا مع أهله في مدينة القدس من خلال التقنيات الحديثة المتوفرة رغم أنها لا تلغي الحدود التي تمنع الإنسان من أن يكون قريبا جسديا من أهله ولكنها توفر له جزء بسيط من هذه الحاجة.

وحول طقوس رمضان في السجون بين أو سير أن لرمضان في السجون الإسرائيلية حالة خاصة تختلف عن الحياة خارج السجون بحكم واقع الأسرى فهناك مراسم خاصة مبينا أن الإدارة الإسرائيلية لا تسمح للحركة الأسيرة ان تمارس طقوس رمضان بكاملها كصلاة التراويح والافطارات الجماعية فكل واحد يمارسها لوحده.

ارتباط سامر بإحدى الفتيات من غزة خفف بعضا من عزلته وبعده عن اهله ولكنه لم يمحي أثارها مبينا أن الأجواء الرمضانية في غزة تختلف عن الضفة ويأمل في حال زفافه بعد العيد ان تبتسم له الحياة وان ينعم بعيد وسط اسرة كونها مؤخرا.

وأبعدت إسرائيل في الثامن عشر من أكتوبر الماضي إلى غزة نحو 163 أسيرا محررا ضمن صفقة وفاء الاحرار بعضهم تمكن من احضار عائلته والبعض الاخر شكل عائلة جديدة في غزة.