الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأطباء في العيد ... جنود مجهولون ليستمتع الباقون

نشر بتاريخ: 21/08/2012 ( آخر تحديث: 22/08/2012 الساعة: 00:19 )
غزة – معا – " أولادي يشعرون بخيبة أمل في العيد، فهم يريدونني أن أراهم بالملابس الجديدة وان أعيدهم واحتفل معهم مثل باقي أطفال العائلة " هكذا بدا الدكتور صلاح بارود احد أطباء الأطفال في مشفى بيت حانون شمال قطاع غزة حديثه وهو يصف لنا شعور أبنائه عند عمله في أول أيام العيد .

يضيف بارود لمعا انه يداوم دائما أول أيام العيد وفي بعض الأحيان يكون مناوبا في الفترة الصباحية ولا يرى أولاده أو يحتفل معهم إلا عندما يعود من العمل مساء ولكن عند عودته يحاول تعويضهم بشتى الطرق عن غيابه هذا .

ويكمل " طبيعة عملي كطبيب وواجبي يتطلب مني العمل في العيد وأنا متعاد على هذا الأمر ولكنه يؤثر علي بشكل أو بأخر فانا لا اذهب كي أعيد على أقاربي و وأصدقائي ولا احتفل مع زوجتي وعائلتي إلا في وقت متأخر من اليوم .. لكنه الواجب".

أما الدكتورة رندة أبو الخير والتي تعمل في احدي العيادات الحكومية فتقول:" أن العمل في العيد يكون متعبا فيأتي في العيد الكثير من الأطفال المصابين بسبب مفرقعات العيد وأيضا العديد من حالات التسمم بسبب تناول الأطفال للأطعمة الفاسدة من الباعة المتجولين الذين ينتشرون في العيد ".

أما بالنسبة للكبار فتقول الدكتورة رندة أن اغلب الحالات تأتي من مرضى السكر بسبب عدم تنظيمهم لطعامهم وتناولهم للكثير من الحلويات التي تعد خصيصا بمناسبة العيد .

وتجيب الدكتور رندة عند سؤالها عن سبب عملها في العيد " أنا اعمل في العيد لان طبيعة عملي تتطلب مني ذلك ولكي أقف عند مسئوليتي اتجاه عملي رغم ما يؤثره ذلك على فانا لا احتفل في العيد كباقي السيدات فلا يتسنى لي إعداد الحلوى ومن يأتي لزيارتي لا يجدني في البيت " .

وتكمل عندما أعود للبيت من عملي يكون عندي الكثير من العمل والزيارات المتراكمة فيصبح العيد مهمة شاقه بدل من وقت للراحة وللاستمتاع .


أما الدكتور اشرف القدرة الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة فيقول في حواره مع معا أن جداول عمل الأطباء والممرضين توضع منذ بداية الأسبوع سواء كان هناك مناسبة أم لا .

ويؤكد القدرة أن هناك أطباء يعملون في العيد ويغطون جميع أقسام المستشفيات وهناك أطباء يكونون تحت الاستدعاء أي يتم استدعائهم إذا جاءت حالات حرجة أو أصبح هناك ضغط في العمل .

ويضيف القدرة " لم نواجه في حياتنا أي تمنع أو اعتراض من قبل الأطباء للعمل في أيام العيد فهذه طبيعة عملهم وهم متعودون "

ويوضح " أن هنالك مجال للأطباء أن يقوموا بالعمل بدل بعضهم والتبديل إذا حدث طارئ عند احدهم مع إبلاغ رئيس القسم فقط "

أما بالنسبة للحالات التي تصل المشافي في العيد فيقول القدرة أن اغلب الحالات هي مشاكل باطنه بسبب خروج الناس من شهر رمضان وتغيرهم المفاجئ لنظام تناولهم للطعام فيأتي الكثير من حالات التلبكات المعوية والضغط والسكر جميعها حالات باطنه .

ويبقى الأطباء في العيد هم الجندي المجهول الذي يعمل لكي يستمتع الباقون بذلك الوقت المستقطع من تفاصيل حياتهم اليومية يغادر فيه الجميع من همومه ومشاكله وضغوط عمله إلى لحظات قليلة من الفرح محاولين إعادة وصل ما انقطع ، وإطلاق العنان للخير في نفوسهم ،تبادل ولو شئ قليل من المحبة قولا أو فعلا .