السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغزيون: يا الله.. وين وصلنا!! ما يحدث نكبة تاريخية للشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 28/01/2007 ( آخر تحديث: 28/01/2007 الساعة: 13:58 )
خان يونس- معا- ابراهيم قنن- سادت حالة من الحزن والإحباط الشديدين كافة أرجاء محافظات قطاع غزة, بعد موجة الصدامات الدموية بين حركتي"فتح" و"حماس"، والتي جاءت بعد بداية الحوار الوطني الفلسطيني، عقب لقاء الرئيس محمود عباس، بخالد مشعل في العاصمة السورية دمشق.

وقد بدت على وجوه المواطنين حالة من الاستياء والغضب والشعور بالألم, لما آلت اليه الاوضاع في ظل الاقتتال الدائر بين الأشقاء المتخاصمين، خاصة وإنها تحصد عدداً كبيراً من الأرواح, بينهم أطفال ونساء وأبرياء لا ذنب لهم في حالة الاقتتال, التي لم ير غالبية المواطنين أنها أكثر من نزاع على كرسي "مهتريء" لا قيمة له.

المواطن علاء أبو سيف ( 30 عاما) فنان تشكيلي، يقول معقباً على استمرار الاشتباكات المسلحة في مدينة غزة وشمالها: "انظروا إلى شوارع غزة إنها أشبه بحالة حرب، المحلات التجارية مغلقة، والشوارع مقفلة, والمارة امتنعوا عن السير في الشوارع تجنباً لاصابة بالرصاص العشوائي، ولم يتبق في الشوارع سوى المسلحين المدججين بالسلاح والقذائف يتربص كل منهم بالآخر من أجل قتلة او خطفة!".

ويضيف الفنان التشكيلي وعلامات الحزن والأسى تسيطر على تعابير وجهه، "أنا اعمل بالفن التشكيلي والنحت على الخشب، وفي الحقيقة لا أجد سبباً ما لكل ما يحدث لا افهم كيف نقتل بعضنا البعض ومن اجل ماذا؟!".

ويتساءل أبو سيف كيف يعود الى بيته في خان يونس جنوب القطاع, في حين تدور اشتباكات مسلحة بالقرب من مستشفى الشفاء ولا يمكن الوصول إلى موقف السيارات, وبعفوية يقول "يا الله.. وين وصلنا" معبراً من خلالها عن حالة اليأس والإحباط الذي يشعر به كافة الفلسطينيين.

أما الحاجة أم خليل ( 56 عاما) من مخيم النصيرات فتقول:" إن ما يحدث هو نكبة تاريخية للشعب الفلسطيني, ولا يقبل به شرع ولا دين, وهو خدمة مجانية لإسرائيل من أجل تدمير الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته، ونسيان قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال".

ووجهت الحاجة أم خليل كلامها لحركتي حماس وفتح قائلة:" استحلفكم بالله أن تكفوا عن قتل بعضكم البعض, وان تتوحدوا من أجل استكمال المشوار الوطني".

كلمات الحاجة أم خليل جاءت مطابقة لكلمات الصحافي اشرف الهور، العامل في صحيفة "القدس العربي", والذي أكد أن ما يحدث الان هو مأساة حقيقة وكارثة وطنية، "ليس لان هناك اقتتال دموي بين الأشقاء فحسب, ولكن لأن ذلك يشكل تهديدا حقيقياً للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تمعن في تهويد مدينة القدس وبناء الكنس فيها وتهجر سكانها العرب وتقوم ببناء المستوطنات، وتمارس كافة أشكال العربدة وعمليات الاغتيال والتوغل في المدن الفلسطينية, في الوقت الذي تقوم الفصائل خلاله بارتكاب المجازر والقيام بعمليات قتل بحق المدنيين الأبرياء الذين لا جريرة لهم في كل ما يحصل".

وتساءل الهور "أين خطاب العقل والحكمة وتغليب المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، أين تاريخ وحاضر ومستقبل الفلسطينيين؟"

الدكتور أسامة الفرا محافظ خان يونس حذر من انعكاسات الأحداث في شمال القطاع على مجمل شرائح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكداً أن استمرار حالة التوتر لن تصب في مصلحة احد, بل ستعمق الخلافات وتضع القضية الفلسطينية برمتها في مهب الريح ليجني الاحتلال ثمرة الاقتتال الفلسطيني بأقل خسارة ممكنة.

وشدد على انه رغم كل ما حدث من مآسي تبقى الفرصة موجودة لوضع حد لما يحدث والعودة إلى طاولة الحوار لاستكمال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وتساءل الفرا هل قادة التنظيمات مرتاحون لما يحدث ؟ وهل ما يتم هو بأوامر من تلك القيادات وبتعليمات منها ؟ وهل يرى هؤلاء منظر الشوارع بعد المغرب؟ - "إنه أشبه بزمن منع التجوال في عهد الاحتلال".

ودعا الفرا الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية وقيادة حركة ( فتح وحماس) على بذل المزيد من الجهود والجلوس على طاولة الحوار "بدلاً من ترك الساحة لعدد من المسلحين الذين يرتكبون جرائم قتل ويقتحمون البيوت ويروعوا الآمنين في منازلهم دون حسيب أو رقيب".