الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعلان الاسلامي المسيحي

نشر بتاريخ: 27/08/2012 ( آخر تحديث: 27/08/2012 الساعة: 20:59 )
غزة- معا -أكد مسلمون ومسيحيون في قطاع غزة عمق العلاقة بينهما, وشددوا على ضرورة وحدتهم لمواجهة الاحتلال .

ودعا ميشيل صباح بطرييرك القدس للآتين خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة الوفاق الوطني بعنوان الوفاق الإسلامي المسيحي في فلسطين في فندق الكومودور بغزة, إلى الحفاظ على بقاء المسيحيين في فلسطين , مبيناً أنها قضية فلسطينية وعربية وأن من واجبات القيادات الفلسطينية المحافظة على البقاء المسيحي.

وقال" أتوجه لجميع القوى والفصائل بالتحية وأقول لهم كونوا مخلصين للإسلام ولكن من واجبكم أن تبقوا المسيحيين مسيحيين وأن لاتعملوا على تحويلهم مسلمين".

وأوضح صباح أن العلاقة بين المسلم والمسيحي علاقة مواطنة ومعاناة واحدة وقضية واحدة, وعلاقة مؤمنين بالله, مبيناً أن ما يفرض على المسلم لا يفرض على المسيحي, ولكنهم متساوون في الحرية والكرامة التي منحها الله لكل إنسان.

وأكد أن القضية الفلسطينية تجمع المسلمين والمسيحيين, مبيناً أن من بين القضايا التي تجمعهم قضية الأسرى واستعادة الأرض, والعمل على الوحدة الوطنية, داعياً الطرفين إلى عدم الوقوع في الاختلافات وعدم الالتفاف لمن يحاول زرع الفتنة, وإضعاف المجتمع.

وأشار إلى أن هناك اختلافات بين الديانتين , مبيناً أنه يجب ألا تكون الاختلافات حاجز بينهما,مبيناً أنه يجب أن يستقر في قلب كل من المسلم والمسيحي المودة والإخوة وليس الاختلاف.

وأكد ضرورة أن تكون توعية في المدراس لتنبيه الناس على وحدتهم, وعلى أنهم إنسان ومواطنون , داعياً الى ضرورة وجود خطب واضحة وصريحة تنطلق من المساجد والكنائس, حتى لا تكرر الأحداث التي حصلت من اعتداءات على المسيحيين.

من جهته قال النائب سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين إن الإسلام لا يكره الناس حتى يكونوا مسلمين .. ولا يمنع المسلمين من العيش مع مخالفيهم في العقيدة والدين ، فهم جميعاً عباد الله ، وليس من لوازم الإيمان بهذا الدين القطيعة مع غير المسلمين ورفض العيش المشترك معهم في ظل دولة الإسلام .

وانقسم الناس تجاه هذا الدين الخاتم إلى قسمين : قسم آمن بما جاء به رسولنا محمد r متمماً لما جاء به أخوانه الرسل الكرام صلوات ربي وتسليماته عليه ، ومهيمناً عليه . وقسم لم يؤمنوا . وهؤلاء انقسموا إلى ثلاثة أقسام : قسم حاربهم ، وناصبهم العداء ، وهؤلاء هم المحاربون .

وقسم عاهدهم وسالمهم ، وهم صنفان : صنف عاهد المسلمين على ترك القتال فترة زمنية مؤقتة أو مطلقة ، من غير أن يخضعوا لحكم الإسلام ، ودون أن تصير بلادهم جزءاً من دار الإسلام ، وهؤلاء هم الموادعون، أو أهل الهدنة ، وصنف دخل دار الإسلام بأمان أهلها من أفراد أهل الحرب ، يقيمون فيها فترة زمنية مؤقتة ، وهؤلاء هم المستأمنون .

وقسم دخل في ذمة المسلمين وعهدهم، فعاقدهم على أن يكونوا تحت حكم الإسلام وسلطان المسلمين، وتصير بلادهم جزءاً من دار الإسلام، وهم كالمسلمين في الأحكام العامة، ويلتزمون بجملة من الالتزامات التي تحقق معنى التبعية لدار الإسلام وهؤلاء هم أهل الذمة .

و اوضح يلامة لقد شنع الله سبحانه وتعالى على بعض أهل الكتاب وهم اليهود لما اتصفوا بالعداوة للمؤمنين ، بينا ذكر النصارى بما يليق بهم من صفات فقال عز من قائل : ({لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82

وإذا تقرر ما سبق ، فإن غير المسلمين في المجتمع الإسلامي إما أن يكونوا أهل ذمة ، وإما أن يكونوا مستأمنين ، وأساس العلاقة التي تنشأ بينهم وبين المسلمين التعاقد القائم على التراضي ، والالتزامات المتبادلة ، وعقد الذمة أساس لعلاقة المسلمين مع أهل الذمة ، وعقد الأمان أساس لعلاقاتهم مع المستأمنين .

وقد بنت الشريعة الإسلامية العلاقة بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الإسلامي، بأسلوب قانوني محكم، يستند إلى شرعية مستمدة من الكتاب والسنة والإجماع، كما عني الفقهاء بتفصيل أحكام هذه العلاقة في أبواب وفصول مستقلة.

حرية العقيدة

وتابع سلامة لقد ورد حفظ حق حرية العقيدة لكل إنسان مهما كان كما ذكر أبو يوسف في كتاب الخراج ما جاء في عهد الرسول r لأهل نجران : " ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله r على أموالهم وملتهم وبيعهم ، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير ."

وجاء في الوثيقة التاريخية وهو عهد عمر بن الخطاب t إلى أهل إيلياء (بيت المقدس ) : " هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ؛ أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ..."

وأكد الشيخ يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين إلى أن الأحداث التي وقعت في غزة والقدس هي حالات فردية وليست سياسية.

وقال" لا داعي للتخوف منها, مادام أن الحكومة والشرطة تقوم بملاحقة الخارجين على القانون",موضحاً أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي الأفضل على مستوى العالم العربي والإسلامي بين المسلمين والمسيحيين , لأن قضيتهم واحدة وهدفهم واحد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

الاعلان الاسلامي المسيحي

الصادر عن مؤتمر " الوفاق الإسلامي – المسيحي في فلسطين "
المنظم من قبل هيئة الوفاق الفلسطيني

فلسطين الأرض المقدسة التي باركها الله وبارك الأرض التي حولها كانت ولا تزال مهد الديانات السماوية (الإسلامية والمسيحية واليهودية) ومنها انطلقت دعوات رسل الله وأنبيائه إلى العالمين في شتى الأصقاع، تنشر رسالة التوحيد بالله وتخرج الناس من الظلمات إلى النور وتعمم فضائل الخير والصلاح للناس كل الناس، فشكلت القلب النابض والمركز الروحي لأطراف الدنيا وأرجائها.

عاش المؤمنون بالله من أتباع التوراة والإنجيل والقرآن فوق ثرى الأرض المقدسة تاريخيا قرونا طويلة في ود وتسامح وإخاء واحترام متبادل وتعايش مشترك، رغم ما تخلل ذلك من محطات دامية بفعل الغزو الأجنبي الاستعماري المنافي لمبادئ الأديان مجتمعة بيد أن ذلك لم يفت في عضد هذه القيم السامية والعلاقات الإنسانية بين أبناء الارض والمنطقة، وجاء الغزاة ومروا ورحلوا ولم تتزعزع هذه العلاقات بل زادت وتقوت بالرغم من بعض الأزمات التي كانت تمر بها، وكان الفتح الإسلامي لفلسطين ولمدينة القدس الشريف إيذانا بعهد جديد من هذا التسامح تجلى في العهدة العمرية لبطريرك القدس صفرونيوس الدمشقي، والذي يستلهم المؤتمرون روحها ومعانيها الخالدة أساسا لحاضر جديد من التعاون والمودة بين جميع المواطنين الفلسطينيين.
وجاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين واستمر حتى تاريخه منذ عقود عدة ليشكل الصفحة الأكثر سوادا في تاريخ الوطن ومسيرته، ليعبث ويزور حقائق التاريخ والجغرافيا فاغتصب الأرض وهود المقدسات ومنع السكان مسلمين ومسيحيين على حد سواء من الوصول للأماكن المقدسة، وأداء صلواتهم و شعائرهم فيها وتآمر جاهدا و لا يزال على الوحدة الوطنية لشعبنا الذي بوعيه وحكمة أبنائه، أفشل هذه المؤامرات سابقا ومدعو لإفشالها حاضرا ومستقبلا وينتظر بفارغ الصبر أن يتوج نضاله بطي هذه الحقبة الاستعمارية إلى غير رجعة ،و يدرك شعبنا جيدا أن صراعه القائم مع الحركة الصهيونية الاستعمارية ولا عداء بينه و بين الدين اليهودي كدين سماوي.

وجيلا بعد جيل توارث أبناء فلسطين مسلمين ومسيحيين هذه الأخوة بينهم فعملوا على ترسيخها وتعزيزها متصدين معا لكل دعوات شرخها والمساس بها رافضين خطابات الفتنة والتعصب وإقصاء الآخر على قاعدة " لا إكراه في الدين "

وتواصلا مع هذه المسيرة الطيبة وامتدادا لها وترتيبا لبيتنا الفلسطيني واحتواء أي أزمة تمر بها هذه العلاقة، واستجابة لإرادة شعبنا الحريصة على الوفاق الوطني والديني بين جميع مواطنينا، يؤكد المجتمعون من أبناء فلسطين وقياداتها الدينية والسياسية والمجتمعية في هذا اليوم الأغر من أيام الوحدة والوفاق الوطني وعلى أرض غزة الباسلة على ما يلي :-

أولا / الشعب الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه وحدة واحدة وأن الوجود المسيحي في فلسطين جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني ملتزم بقوميته ووطنه وشعبة ولغته العربية وتاريخه.

ثانيا /احترام كل طرف لديانة الآخر دون إكراه في الدين وفقا لنصوص القرآن الكريم والإنجيل المقدس، وأن الحوار والحوار وحده عنوان معالجة أي تباين واختلاف ونبذ أي خطابات منافية لذلك.

ثالثا / العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين علاقة راسخة قائمة على المواطنة والتسامح والتنوع والعيش المشترك ونريدها نموذجا يحتذى للشعوب ولأبناء الأديان في العالم بأسره.

رابعا / ندعو جميع المسؤولين عن إرشاد الناس سيما الوعاظ في المساجد والكنائس والمربين في المدارس ليعملوا على تعميم هذه الروح وتنمية الإخوة بين جميع المواطنين.

خامسا / الاحتلال الصهيوني الجاثم على الأرض المقدسة هو الخطر الوحيد على الوحدة الإسلامية المسيحية ويشكل التحدي الحقيقي لها وأن أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين يدا واحدة في مواجهة هذا الاحتلال حتى تحرير الوطن والقدس والمقدسات وتقرير المصير والاستقلال.
سادسا / رفض كافة أشكال التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الفلسطيني وأن شعبنا قادر بحكمة أبنائه ومسئولياتهم الوطنية على تجاوز أي سوء فهم عابر بين أبناء الوطن الواحد.

سابعا / أهمية تشكيل لجنة متابعة دائمة اسلامية – مسيحية لتحصين العلاقات الوطنية المشتركة و تقنينها وصونها من أي أخطار داخلية أو خارجية قد تحيق بها.

ثامنا / دعوة العالم للاعتراف بدولة فلسطين وحق العودة للاجئين والمبعدين وفك الحصار الظالم عن غزة وحماية شعبنا وتحرير الأسرى وإنهاء الاحتلال.