الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاجهزة الأمنية السورية وحش مجهول يلاحق السوريين

نشر بتاريخ: 05/09/2012 ( آخر تحديث: 05/09/2012 الساعة: 21:21 )
بيت لحم- نقلا عن العربية نت - لا يتبع الأمن السوري الطريقة التقليدية في الاستدعاء، فلا يرسل خطاب استدعاء أو يزور أحد أفراد قسم شرطة المطلوب استدعاؤه، وإنما يكفي أن يرن هاتف الناشط ليسمع صوتاً عصبياً يأمره بالتواجد في الفرع المحدد في ساعة معينة.

ومع الثورة السورية، وفي البدايات كان يتم استدعاء الناشطين إلى الأمن السياسي غالباً، إذ إن بقية الأفرع الأمنية كالأمن العسكري والمخابرات الجوية تفضل أن تقوم هي بزيارة الناشط فتتوقف سيارات الأمن بحدة أمام المنزل، وتقتحم البيت بعنف مبالغ به، ويتم "شحط" المطلوب كما هو دون السماح له بتبديل ثيابه، وبالطبع فإن مدة الاعتقال ووحشية التعذيب ترتبط بالفرع المستدعي؛ فقد ذاع صيت المخابرات الجوية كأشرس تلك المراكز والأمن السياسي كأكثرها ديبلوماسية.

قبل عدة أشهر من الآن كان السؤال عن أحد المفقودين أو المعتقلين أمراً وارداً فيما لو كان لأهل المعتقل معارف، ولكن الوضع الحالي بعيد عن أي إمكانية للسؤال، إذ وبعد التسريبات والمعلومات التي رشحت من قلب النظام وتفجير مبنى الأمن القومي أصبح كل من يسأل عن معتقل موضع شبهة، ويتندر السوريون فيما بينهم عن الموضوع بقولهم "لو ماهر الأسد سأل عن معتقل فسوف يصبح موضع شك".

أجهزة الأمن السورية: تتألف أجهزة الأمن والمخابرات السورية من أربع فروع مختلفة ومستقلة عن بعضها، كل منها له قيادته الخاصة ويَعمل بشكل مستقل عن الفروع الأخرى، وهذه الفروع هي: أمن الدولة أو المخابرات العامة، والأمن السياسي، والأمن العسكري، والمخابرات الجوية.

ووُجِّهت في الفترة الأخيرة اتهامات كثيرة إلى هذه الفروع الأربعة بمُجملها في ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بحق المواطنين والناشطين السياسيين ضد نظام بشار الأسد، حينما اتُهمت هذه الأجهزة باعتقال عشرات الآلاف من المحتجين وتعذيبهم بوسائل مختلفة، بل وارتكاب ما قد يَرقى إلى جرائم ضد الإنسانية حسب منظمة العفو الدولية.

كما قالت "هيومن رايتس ووتش" في يونيو/حزيران الماضي في تقرير رسمي إن القوات الحكومية السورية استخدمت العنف الجنسي لتعذيب الرجال والنساء والصبية المحتجزين في سياق النزاع الجاري. كما قال الشهود والضحايا لـ هيومن رايتس ووتش إن الجنود والمليشيات المسلحة الموالية للحكومة قد أساؤوا جنسياً للنساء والفتيات حتى سن 12 سنة في الغارات على المنازل والمداهمات العسكرية للمناطق السكنية.

كما أقرت هيومن رايتس ووتش بأن المدى الحقيقي للعنف الجنسي في مرافق الاحتجاز وخارجها لا يزال غير معلوم.

أسماء أرعبت السوريين جهاز أمن الدولة أو "إدارة المخابرات العامة" ومقره الرئيسي قرب دوار كفرسوسة”، وأشهر رؤسائه محمد ناصيف، ويتبع لهذا الجهاز الفرع 295 أو فرع المداهمة والاقتحام في منطقة كفرسوسة وفرع التجسس الذي رأسه سبع سنوات اللواء بهجت سليمان، بالإضافة لعدة فروع أخرى أقل شهرة.

وهناك في هذا الفرع أسماء أساسية وبارزة لا يمكن لأي سوري عدم معرفتها، وأكثر من ذلك، إذ بقيت تلك الأسماء أشبه بأداة تعذيب بالنسبة للسوريين، وأبرز تلك الأسماء اللواء علي مملوك رئيس جهاز أمن الدولة. وهو من مؤسسي جهاز المخابرات الجوية الذي يتردد في سوريا أنه الجهاز الأول على صعيد المؤهلات والكفاءات البشرية والتقنية.

واللواء فؤاد ناصيف رئيس فرع الأمن الداخلي في جهاز أمن الدولة، بالإضافة إلى اللواء بهجت سليمان الذي يعتبر أحد أهم الضباط السوريين، ومن بين الأسماء أيضا، العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد الذي بات يعتبر منذ نحو عامين الرجل الأقوى في جهاز أمن الدولة رغم أن مسؤولياته الرسمية تقتصر على رئاسة فرع يعرف بـ “قسم دمشق” الذي يشرف على الأوضاع الأمنية في مدينة دمشق وضواحيها.

جهاز الأمن العسكري يعتبر هذا الجهاز، الأقوى في سوريا، وأهم من تولى هذا الجهاز العماد آصف شوكت زوج أخت الرئيس، واللواء عبد الفتاح قدسية، ولدى هذا الجهاز في دمشق فروع تخصصية قائمة في مبان مستقلة بعضها عن بعض. أهمها: فرع التحقيق، سرية المداهمة “215"، فرع الدوريات، فرع فلسطين، فرع المنطقة، فرع المعلومات، وفرع شؤون الضباط “293" الذي كان مقره في “الأركان”، ونقل أخيرا إلى بناء جديد يتبع للمخابرات العسكرية.

وبعد أحداث حماه عام 1982، بات لهذا الجهاز “سرية مداهمة” في كل محافظة.

جهاز الأمن السياسي يعتبر هذا الجهاز الأوسع انتشارا ضمن الأراضي السورية، لكنه إداري أكثر منه ميداني، فهو خزان المعلومات بالنسبة للنظام السوري. معلومات لم يجد النظام الإمكانات والوقت لمكننتها، وأهم من تسلم هذا الجهاز اللواء محمد ديب زيتون واللواء محمد منصورة واللواء غازي كنعان.

ويشار إلى أن لجهاز الأمن السياسي، عدة سجون في مدينة دمشق وحدها، أهمها: سجن الشيخ حسن، سجن القلعة وسجن الجميلية.

جهاز المخابرات الجوية ويعتبر أشرس الأجهزة الأمنية السرية، وكان الرئيس حافظ الأسد أوكل مهمة إدارته للواء محمد الخولي مهمة تأسيس هذا الجهاز، فاختار الخولي منذ البداية اللواء علي مملوك لمساعدته في هذه المهمة. وهكذا ارتبط اسم مملوك باسم المخابرات الجوية، منذ البداية.

وبداية، كانت مهمة “المخابرات الجوية” حماية سلاح الجو السوري، إضافة إلى طائرة الرئيس، وأمن الرئيس خلال تواجده خارج سوريا. ونتيجة تطور المهام التي أوكلتها المخابرات الجوية لنفسها، تحول الجهاز إلى واحدة من أهم الإدارات التابعة لرئاسة الأركان في الجيش السوري.