الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أبو قصي": عملية إيلات.. أذابت جبل الجليد.. وفضحت منظومة الأمن الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 03/02/2007 ( آخر تحديث: 03/02/2007 الساعة: 12:07 )
خان يونس- معا- ابراهيم قنن- لم تكن العملية الفدائية الأخيرة "ذوبان الجليد" التي تم تنفيذها في منطقة أم الرشراش ( ايلات)- تلك المنطقة الفلسطينية العربية التي احتلت في 10 آذار/ مارس 1949، ولا زالت ترزح تحت الاحتلال إلى يومنا هذا- عملية عادية، بل هي عملية إستراتيجية بكل المقاييس كونها أول عملية فدائية منذ وقت طويل، وبعد سلسلة طويلة من عمليات الاجتياح والعدوان والقتل الذي ارتكبته قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، علاوة على أنها جاءت- بشكل مفأجي ومباغت- للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كونها وقعت في أكثر المناطق انتشاراً لقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلية كون المنطقة من المناطق السياحية، وعرضه لتنفيذ هجمات من عدة أطراف وتنظيمات فلسطينية وعربية, بهذا القول عبر " أبو قصي" المتحدث باسم كتائب الاقصى عن رأيه في العملية.

فشل نطرية الامن

وقال "أبو قصي" في حديث خاص لوكالة "معا": إن خطورة العملية النوعية "ذوبان الجليد" تأتي في كونها انطلقت من قطاع غزة المحاصر من كافة المناطق والاتجاهات، خاصة الجدار الأمني الموجود على طول حدود قطاع غزة من ثلاث جهات.

وأكد أن العملية "فندت مزاعم العدو الإسرائيلي في أن إقامة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية إنما يقام لأسباب أمنية، وسقطت بهذه العملية آمال الإسرائيليين وحكومة الاحتلال في تحقيق الأمن والأمان للمواطن الإسرائيلي، وأكدت أن الإجراءات التي تتخذها حكومة وجيش الاحتلال تبوء بالفشل أمام عزم وصمود المقاومة، وان نظرية الأمن الإسرائيلي هي نظرية فاشلة وغير قادرة على مواجهة الفلسطينيين".

النتائج والدلالات لعملية أم الرشراش

وأكد "أبو قصي" أن المقاومة تمكنت- نظريا وعملياً- من تحطيم الحصار والسور الأمني المضروب حول قطاع غزة وهو ما يشكل ضربة لدور الجُدران الأمنية الأخرى خصوصا في الضفة الغربية، ما يعني أن على الاحتلال أن يعيد حساباته في أساس نظريته الأمنية خاصة أن قادة الأجهزة الأمينة لطالما تشدقوا بقوة ومناعة السور والإجراءات الأمنية حول القطاع بحيث حولوه إلى معتقل كبير ولم يضعوا في حساباتهم إمكانية اختراقه".

كما أكد المتحدث باسم كتائب الأقصى أن العملية وضعت المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في موقف لا تحسد عليه بحيث اتسع نطاق دائرة الشك بقدراتها لدرجة خروج أصوات من الكُّتاب والمحللين الإسرائيليين تطالب بإعادة النظر بكافة الإجراءات الأمنية ومراجعة ومحاسبة هذه المؤسسة التي كانت تتبجح بتفوقها الأمني.

العمل المشترك

وأكد "أبو قصي" أن التنفيذ المشترك للعملية يأتي ضمن سلسة العمليات المشتركة التي باتت أسلوبا معتمدا لدى المقاومة, ويدل على مدى اتساع دائرة التنسيق العسكري والميداني بين مختلف أجنحة المقاومة، الأمر الذي أعطى بعداً وزخماً متجدداً للمقاومة ظهرت نتائجه ونجاحاته في أكثر من عملية، وأثار لدى الاحتلال حالة من التشتت بعدما سعى جاهدا للاستفراد بفصائل المقاومة كلا على حده.

وأضاف أن العملية لم تأت إلا في الوقت الذي فقد فيه الشعب الفلسطيني الأمن والأمان, وفقد الأمل في كل القرارات التي ضربها الاحتلال بعرض الحائط ووقف الجميع موقف المتفرج.

لا خوف وجاهزون للرد

وأكد "أبو قصي" أن المقاومة الفلسطينية جاهزة للرد على أي خروقات أو اعتداءات إسرائيلية محتملة، خاصة بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش عمير بيرتس, موضحا ان المقاومة جاهزة للصمود والوقوف أمام إجرام الاحتلال.

وأشار إلى أن التهديدات الإسرائيلية لا تتساوق مع مشروع المقاومة والصمود لدى "كتائب الأقصى وسرايا القدس" قائلا:" إن قادة المقاومة لا يخشون الموت أو الاحتلال ولا يبالون بالتهديدات التي يتلقونها لأنهم قادرون على توفير الأمن لأنفسهم بواقع 100%".

وأكد أن ما حدث هو هزيمة وفشل جديد لأولمرت ووزير دفاعه الذي كان يحلم بإيقاف العمليات في العمق الاسرائيلي عن طريق إرهاب قادة الفصائل العسكرية.

إجماع على المقاومة

وأشار "ابو قصي" الى أن قيام سرايا القدس وكتائب الأقصى بتنفيذ العملية معا يعني أن هناك إجماعاً في الشارع الفلسطيني على خيار المقاومة واستمرارها حتى تحقيق الأماني والأحلام الفلسطينية المتمثلة في طرد الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال:" إن مثل هذا الإجماع كفيل أن تتبخر أمامه أماني العدو الصهيوني في حدوث اقتتال فلسطيني- فلسطيني أو حدوث وقف للمقاومة في ظل الإجحاف الظالم بحق قضية شعبنا والذي عانى على مر العصور من ظلم وقهر الاحتلال".

التهدئة ماتت

وحول مستقبل التهدئة بعد عملية ايلات، قال أبو "قصي":" إن التهدئة ماتت باستباحة الاحتلال لدماء ابناء شعبنا في الضفة الفلسطينية وغزة وعمليات الاغتيال بحق الكوادر والناشطين الفلسطينيين، وقتل الأطفال وعمليات التوغل في المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة حرمة المسجد الأقصى المبارك.

وأضاف "لا تهدئة مع الاحتلال قد صبرنا على جرائمه وانتهاكاته والان جاء دور الرد" داعياً الجميع للوقوف أمام مسؤولياته لوقف العدوان "لا عبر الشعارات والقرارات, لكن من خلال الأفعال وإزالة الاحتلال".

وجدد " أبو قصي" التأكيد على أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني قائلا:" إن المشكلة تكمن في وجود الاحتلال وليس في المقاومة الفلسطينية التي تتطلع للحياة الكريمة والعيش بأمن وسلام".

سلسلة عمليات

وأكد "أبو قصي"، أن فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الأقصى وسرايا القدس عقدت العزم على تنفيذ سلسلة عمليات نصرة للمسجد الأقصى المبارك ونصرة لأبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعمليات عدوان ممنهجة ومبرمجة، قائلاً:" إن عملية ايلات ما هي الآ عملية صغيرة، أمام ما هو قادم".