الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

العراق ينفي استخدام ايران مجاله الجوي لنقل الأسلحة الى سوريا

نشر بتاريخ: 20/09/2012 ( آخر تحديث: 20/09/2012 الساعة: 12:54 )
بغداد- معا- نفى العراق يوم الخميس تقرير? ?لأجهزة مخابرات غربية قال إن ايران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد.

وقال اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي لشؤون المخابرات إن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية نفى هذا الأمر جملة وتفصيلا وأضاف أن هذا لا يحدث.

وكانت رويترز قد نشرت تفاصيل التقرير يوم الأربعاء الذي بان إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون امريكيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم الاربعاء بإعادة النظر في المعونة الامريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.

ويقول العراق إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي. لكن تقرير المخابرات الذي اطلعت عليه رويترز قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الايراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح.

وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لرويترز نسخة منه "هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها ايران لم يتحدث عنها المسؤولون الامريكيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس."

وأضاف "وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من ايران الى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة افرادا من الحرس الثوري الايراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة."

والاتهام المحدد للعراق بالسماج لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران.

ورفض على الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقرير المخابرات.

وقال "يرفض العراق المزاعم التي لا أساس لها بأنه يسمح لإيران باستخدم مجاله الجوي في ارسال أسلحة الى سوريا. وقد دعا رئيس الوزراء دائما إلى حل سلمي للصراع في سوريا وضرورة فرض حظر على تدخل أي دولة في سوريا سواء بإرسال أسلحة أو مساعدة آخرين أن يفعلوا ذلك."

وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية الى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ يوم الاربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك.

وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لاقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات الى سوريا فرد قائلا انه اوضح للعراق هو ومسؤولون امريكيون اخرون انه ينبغي وقف هذه الرحلات الجوية.

وقال كيري انه منزعج لأن الجهود الامريكية لم تنجح حتى الان في اقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح ان تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهونا بتعاونه بشأن سوريا.

ومضى قائلا "ربما يجدر بنا ان نجعل بعضا من مساعداتنا او بعضا من دعمنا مرهونا بالاستجابة المناسبة. لا يليق على الإطلاق كما يبدو ان نحاول المساعدة في بناء الديمقراطية وندعمهم ونعرض ارواح الامريكيين للخطر ونضخ المال في البلد وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة."

وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم ان ايران ابرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.

وقال مبعوث انه من المحتمل ان طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر اي اتفاق رسمي وانما تفاهما غير رسمي على عدم طرح أي اسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل اسلحة الى سوريا.

وقال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الايراني الرسمي يوم الأحد ان افرادا من الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية. واضاف ان ايران قد تتدخل عسكريا في سوريا اذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الايرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.

واشار التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينج 747 على انهما تستخدمان في عمليات نقل الاسلحة الى سوريا وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الايرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي). وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات فيما يخصهما يوم الاربعاء.

وادرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح. واشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على ايران الى ياس إير بشكل متكرر على انها من الجهات الاساسية التي تزود سوريا بالسلاح الى جانب ايران إير.

وقال بيان وزارة الخزانة الامريكية بشأن الإضافات الجديدة الى القوائم السوداء ان هذه الخطوة "ستسهل على الاطراف المعنية الرصد المستمر لهذه الممتلكات الممنوعة وتزيد على ايران صعوبة استخدام اساليب مخادعة لمحاولة تفادي العقوبات."

ولم يشر البيان الى العراق.

وفي وقت سابق يوم الاربعاء اوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة ياس إير الى القائمة السوداء للأمم المتحدة لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الامن حتى الان اي إجراء بشأن هذه التوصية.

وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث عن شحنات من الأسلحة الإيرانية الى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق.

وقال تقريرالمخابرات ان مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت.

واضاف "منذ اعتمدت انقرة موقفا حازما ضد سوريا واعلنت انها ستعترض كل شحنات السلاح المرسلة الى نظام الأسد عبر اراضي تركيا او مجالها الجوي اوقفت ايران تماما استخدام هذه القناة."

ومحظور على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الصراع السوري اتخذ منحى وحشيا مع قيام دول اخرى بتسليح الجانبين الامر الذي يشيع المعاناة وينطوي على احتمال ان يؤدي الى "نتائج غير مقصودة مع اشتداد القتال واتساع رقعته."