الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

(بالصور)- معا ترصد: مستوطنون نصبوا كمينا وفتكوا بمزارع في أرضه

نشر بتاريخ: 26/09/2012 ( آخر تحديث: 26/09/2012 الساعة: 17:15 )
بيت لحم- خاص معا - اعتدى مستوطنون من البؤرة الإستيطانية "ميغرون" بالقرب من رام الله على عدة مزارعين توجهوا لتفقد اراضيهم التي تعرضت أشجار الزيتون فيها للتقطيع، وفتكوا بأحدهم بعد أن تمكنوا منه وأصابوه بجراح في كافة انحاء جسمه وما زال يرقد في مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج.

معا رصدت تفاصيل ما جرى أمس بالقرب من قرية مخماس الواقعة شمال شرقي القدس، وروى سعد الله خالد أبو علي الناشط في البلدة لوكالة معا تفاصيل ما حصل، وقال إنه اول من وصل إلى مكان الاعتداء على المزارعين الاربعة الذين توجهوا لتفقد اراضيهم بعد ان علموا باقدام المستوطنين على تقطيع وتكسير ما بين 150 الى 200 شجرة زيتون مزروعة منذ العام 1985 في منطقة تسمى الحلوة بمحاذاة شارع رقم (60) المار بالمنطقة.

وأضاف عندما وصلنا الى المكان رأينا الجنود الاسرائيليين والمستوطنين بعد أن تعرض المزارع عبد الكريم معيكل أبو علي (57 عاما) للتنكيل والفتك من قبل عشرات المستوطنين الذين تمكنوا منه بعد مطاردته ومن برفقته لحوالي 500 متر ثم انهالوا عليه بالضرب مستخدمين القضبان الحديدية والحجارة والعصي، حتى أصبح في وضع صعب تثقله الجراح، كما أصيب المزارع هاني موسى أبو علي (43 عاما) بحجر في وجهه عندما حاول الدفاع عن رفيقه وتلقى العلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله.
|190283|
ويؤكد محمد كنعان سكرتير المجلس القروي أن المزارعين الأربعة تعرضوا لكمين نصبه لهم المستوطنون وتعمدوا من ورائه الحاق الأذى بمن يحاول الوصول الى أرضه، ويقول عندما وصل المزارعون الى ارضهم فوجئوا بداية بتواجد ستة مستوطنين في المكان بدأوا بمهاجمتهم وتشاجروا معهم، وسرعان ما ظهر أكثر من 30 مستوطنا آخر كانوا يستترون في مكان قريب، مما اضطر المزارعين لمحاولة الهرب فطاردهم المستوطنون المسلحون بكل وسائل الفتك، وأثناء ذلك سقط عبد الكريم أبو علي على الارض فاستفرد به المستوطنون الذين قُدِّر عددهم بحوالي اربعين مستوطنا واخذوا بضربه بوحشية مستخدمين كل ما طالته أيديهم.

وتعود الرواية لشاهد العيان سعد الله أبو علي، الذي يؤكد أن الاعتداء جرى تحت مرآى ومسمع جنود الاحتلال دون أن يحاولوا ثني المستوطنين عن اعتدائهم مجسدين مبدأ المثل الشعبي القائل "بِنْدُق مع الذيب وبنصيح مع الراعي"، فالمواجهة التي استمرت حوالي 40 دقيقة حدثت دون تدخل من الجيش الذي بقي يوفر الحماية للمستوطنين.
|190281|
ويتهم الشاهد السلطات الاسرائيلية بإعاقة إسعاف المزارع عبد الكريم رغم أصاباته الصعبة وتعرض أذنه اليمني للقطع العرضي ونزف الدماء من كل عضو في جسده، وقال: "صرخنا في وجوه جنود الاحتلال وعناصر الشرطة الاسرائيلية وقلنا لهم هذه جريمتكم وأنتم تتحملون مسؤولية علاج الرجل المصاب، وبعد ضغط كبير نقلت سيارة اسعاف تابعة لنجمة داوود الحمراء عبد الكريم واتجهت به الى القدس، وفوجئنا بعد حوالي ساعة ونصف أن الاسعاف ما زالت تتوقف على حاجز جبع شرق رام الله، وهناك اتصلنا بالارتباط الفلسطيني ومنظمات حقوقية وطالبناهم بالتدخل، وبعد وقت انطلقت سيارة الاسعاف لتصل حاجز حزما وهناك ابلغونا انهم لا يستطيعون ادخال المصاب الى القدس لعدم وجود إذن بذلك، وبعد أن ساء الوضع اضطرنا الى نقله في سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر والعودة به إلى مستشفى برام الله، لنبلّغ بعد حوالي 10 دقائق أنه أصبح الان بالامكان ادخال المصاب الى المستشفى في القدس، وهو الأمر الذي يدل على أن الاحتلال تنكر لجريمته ورفض حتى تقديم العلاج للمزارع المصاب".

من ناحيتها قالت مصادر طبية في مجمع فلسطين الطبي لـ معا إن ثلاثة مواطنين تلقوا العلاج بعد اعتداء مستوطنين من مستوطنة "ميغرون" عليهم، أثناء محاولتهم الدخول إلى أرضهم الزراعية في مخماس، من بينهم المواطن عبد الكريم أبو علي الذي تعرض لقضم جزء من أذنه ويعاني من جراح ورضوض مختلفة.
|190274|
ويخشى المزارعون في قرى مخماس ودير دبوان وبرقة المجاورة للبؤرة الاستيطانية "ميغرون" من اعتداءات المستوطنين خاصة مع قرب موسم قطف الزيتون، كما حدث في العام الماضي عندما تعرض المزارعون لهجمات من المستوطنين أدت الى اصابة العديد من المزارعين بجراح.

وقال محمد كنعان إن المزارعين يتعرضون لمسلسل من الاعتداءات وهذا ليس الاعتداء الاول فعلى سبيل المثال المواطن عبد الكريم هو الرابع من بين افراد اسرته الذي يتعرض لاصابات بسبب اعتداءات المستوطنين، مشيراً إلى ان منطقة مخماس والقرى المجاورة تتعرض لاعتداءات متواصلة لا سيما بسبب قربها من حدود مدينة القدس المحتلة.
|190280|
وتجدر الإشارة إلى أن البؤرة الاستيطانة "ميغرون" اقيمت أواخر عام 2000 على أراضي دير دبوان وبرقة وبدأت بإقامة كرفانين ثم توسّعت على حساب الاراضي الفلسطينية، ومؤخرا أزالت السلطات الاسرائيلية أربعين منزلا متنقلا في إطار ما اطلقت عليه إخلاء البؤر "العشوائية" إلا أنه ما زال في هذه المستوطنة 17 منزلا يقطنها عشرات المستوطنين المتطرفين من هواة الاعتداء على الفلسطينيين.
|190279||190278||190277||190275||190274||190273||190272||190271||190270|