صالح فقد والده برصاص الاحتلال والأسرة فقدت معيلها الوحيد

غزة- معا - صرخات وبكاء انطلقت بصوت عال من الطفل الذي لم يعي بعد أنه أصبح يتيما بفقدانه أبيه وكأنه يقول "بابا لا أريدك أن تتركني وحيدا".

هكذا كان الطفل يصرخ وكأنه يعبر عن شعور عائلة الشهيد فهمي صالح أبو رياش 22 عاما من منطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وهي تلقي عليه نظرة الوداع.

فالشهيد توفي مساء الجمعة اثر جراح أصيب بها صباح ذات اليوم, عندما كان يجمع قوت يومه, ليعود به لأسرته التي تنتظر الطعام الذي اعتادت عليه, ولكنها اليوم استقبلت عودته بدماء وليس بطعام.

زوجة الشهيد فهمي والتي عبرت عن صدمتها من النبأ, بينت لـ "معا أنها فوجئت بإخبار إصابته صباح الجمعة, مبينة أنهم أخبروها أنه بحالة جيدة, ويخضع للعلاج في المستشفى, ولكن الحالة لم تكن كذلك, فلم تمض ساعات حتى وصلها نبأ استشهاده.

وبدموع وآهات نابعة من قلبها الحزين توجهت الزوجة لابنها قائلة له: "أنا صرت أبوك وأمك, انت أمانة تركها أبوك الي, ما لحقنا نفرح بحياتنا لسا, شو بدي أحكي لابني لما يكبر ويشوف كل الأطفال بتنادي بابا وهو لم ينطقها".

|190615|أما والدته والتي لم تستطع التحدث كثيراً, أوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي قام بإطلاق النار على فهمي وهو يصطاد السمك داخل البحر, وعند توجه شقيقه إليه لينقذه قام بإطلاق النار على شقيقه, مما أصاب الأول بجراح خطيرة استشهد على إثرها, ويقبع الثاني في المستشفى لتلقي علاج إصابته بعيار ناري في يده.

وأجهشت الأم بالبكاء, مبينة أن فهمي هو أكبر أبنائها, وأنه هو الذي يعيل أسرتهم المكونة من 10 أفراد , كون زوجها مريض ولا يستطيع العمل, مضيفة:" ترك ابنه صغير, هو اللي كان يعيشنا, حسبي الله ونعم الوكيل".

والد فهمي أكد أنه أبنائه توجهوا فجراً لاصطياد بعض الأسماك, ليوفروا طعام الغذاء للأسرة, مصطحبين معهم شبكة صيد فقط, مستغرباً أن يقوم الاحتلال بإطلاق النار عليهم, مبيناً أن لا سلاح معهم.

|190609|وتساءل هل أصبحت شباك الصيد أسلحة يخاف منها الإسرائيليون, مبيناً أنهم قاموا بقتله دون أي سبب, موضحاً أنه سيأتي يوماً يتحسرون فيه على أبنائهم كما قتلوا ابنه وأصابوا الآخر.

ويذكر أن الشهيد قد تعرض لعيار ناري أطلقه الاحتلال الإسرائيلي مما أدى لإصابته في بطنه وقدمه الأيمن ما أدى إلى كسور في القدم , استشهد على إثرها, وأصيب شقيقه 19 عاماً بعيار ناري في يده.
|190608|