الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض يحذر من خطورة الكارثة المائية التي تحدق بقطاع غزة

نشر بتاريخ: 03/10/2012 ( آخر تحديث: 03/10/2012 الساعة: 19:11 )
طولكرم- معا- حذّر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض من خطورة الكارثة المائية التي تحدق بقطاع غزة بفعل استنزاف الحوض الساحلي في قطاع غزة والتدمير الذي لحق به، حيث بات القطاع يُعاني من نقصٍ حاد في المياه، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب، حيث تبلغ نسبتها ما لا يتجاوز 10% من احتياجات أهلنا في القطاع.

وأكد فياض أن السلطة الوطنية تعمل بأقصى ما تستطيع للقيام بخطواتٍ عاجلة لمعالجة هذا الوضع الخطير واحتواء الأزمة المائية وآثارها المدمرة على مستقبل الحياة في القطاع.

جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح بئر المياه رقم (3) في بلدة عنبتا صباح اليوم الاربعاء، والذي تم تنفيذه بتمويل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتكلفة إجمالية بلغت 4.5 مليون دولار.

وأشار فياض إلى صعوبة إحداث تغيير جذري في الوضع المائي في فلسطين بسبب السيطرة الإسرائيلية الكاملة على أحواضنا الجوفية ومصادرنا المائية.

وأكد على أن الحل الجذري لإنهاء قضية المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب والزراعة يتطلب الخلاص من الاحتلال وإنهاء سيطرته على مواردنا.

وثمّن فياض دور الصليب الأحمر في تنفيذ هذا المشروع الحيوي بالإضافة إلى مشاريع المياه الأخرى التي مولّتها اللجنة في قرية روجيب ومناطق أخرى.

واعتبر رئيس الوزراء أن اهتمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمياه في فلسطين هو جزء من اهتمامها بالحقوق، مُشيراً إلى دورها الهام في متابعة ملف الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وشكر رئيس الوزراء باسم شعبنا وسلطته الوطنية اللجنة الدولية للصليب الأحمر على احتضان مقراتها لاعتصامات أهالي الأسرى عشية إضراب الأخ خضر عدنان عن الطعام.

وشدد على ضرورة إطلاق سراح الأسيرين المضربين عن الطعام أيمن شراونة وسامر عيساوي وجميع الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وخاصةً المرضى منهم والأطفال، والأسرى القدامى وأعضاء المجلس التشريعي.

وتطرق رئيس الوزراء خلال كلمته إلى الانتهاكات الإسرائيلية لحق شعبنا في الوصول إلى مصادر المياه في العديد من مناطق الضفة الغربية، وخاصةً في الأغوار حيث يُحرم أبناء شعبنا من مياه الشرب ومصادرة خزانات المياه التي تم تزويدها للأهالي من قبل السلطة الوطنية.

وأشار فياض إلى أن حصة الفرد الفلسطيني من المياه هي أقل بكثير من المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية، بينما يحصل المستوطنون على أضعاف هذه الكميات.

وشدد رئيس الوزراء على أن جوهر خطة السلطة الوطنية وبرنامج عملها يرتكز أساساً على توفير مقومات الصمود لشعبنا والارتقاء بالخدمات المُقدمة لهم في مختلف المجالات، واعتبر فياض أن شعبنا بحاجة إلى ما هو أكثر من الخطابات والشعارات التي يطلقها البعض ويطالب فيها شعبنا بالصمود.

وشدد على أن شعبنا بحاجة إلى خطواتٍ عملية تُمكنه من هذا الصمود، وهو ما تقوم به الحكومة يومياً وبأقصى طاقتها من خلال توفير مياه الشرب وشبكات الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى، وفي مقدمتها توفير الأمن وخدمات الصحة التعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها.

وقال: "شعار الدعوة إلى الصمود يتطلب ممارسةً وترجمةً عملية على الأرض، فكيف سيصمد من لا توفر له المياه أو المدرسة لتعليم أطفاله أو عيادة صحية أو غيرها من الخدمات الأساسية؟؟".

وأضاف: "عندما ننفذ هكذا مشاريع يأتي من يشكك بجدوى ذلك ويُلقي بالخطب والشعارات الرنانة حول عدم إمكانية التنمية في ظل الاحتلال، وكأن شعبنا بحاجة إلى من يذكره بالاحتلال".

وأكد على أن شعبنا بحاجة إلى كل ما يُعزز صموده في مواجهة الاحتلال ومن أجل التعجيل في إنهاء هذا الاحتلال.

واعتبر رئيس الوزراء أن مثل هذه المشاريع تهدف إلى تمكين شعبنا، وقال: "السؤال ما الذي يجب أن نعمله كي نتنقل من الشعارات إلى الممارسة على الأرض"، وأضاف: "ما نقوم به في الواقع هو تنمية القدرة على الصمود لضمان الخلاص من الاحتلال، والتنمية المستدامة تتطلب إنهاء الاحتلال".

وناشد فياض الدول والجهات المانحة وخاصةً الأشقاء العرب بالوقوف إلى جانب شعبنا وسلطته الوطنية، وبما يُمكنها من التغلب على الأزمة المالية الحادة التي تواجهها، والقيام بواجبها في توفير المزيد من مقومات صموده، والوفاء بالالتزامات المالية المطلوبة منها.

ومن الجدير ذكره أن البئر رقم (3) الذي تم افتتاحه اليوم في بلدة عنبتا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 75 متر مكعب/ساعة، حيث لم يعد البئر القديم صالحاً للضخ.

وقد تم حفر البئر بتصميم وإشراف سلطة المياه، وتم الانتهاء من حفره في نهاية عام 2008، بتمويل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي المرحلة الثانية من تنفيذ هذا المشروع تم إعداد دراسة شاملة لتطوير النظام المائي لبلدة عنبتا، قام بإعدادها مركز الهندسة والتخطيط، حيث بحثت الدراسة الاحتياجات السكانية والموارد المتوفرة وآلية الربط والتوزيع بين مصادر المياه والمستفيدين، وتم مراجعتها واعتمادها من قبل أخصائيي سلطة المياه، وتم تمويل الدراسة أيضاً من قبل الصليب الأحمر.

وقد تم البدء بتنفيذ المشروع وهو عبارة عن إنشاء محطة ضح وخزان توازن سعة 1000 متر مكعب، كما تم تجهيز البئر حيث تم تركيب مضخة عمودية بقدرة إنتاجية 75 متر مكعب/ساعة مع جميع المرافق اللازمة ولوحات كهربائية وأنظمة تحكم.

وتم أيضاً إنشاء خط ناقل ما بين بئر رقم (3) إلى خزان رقم (1) بطول 1920 متر، وخط آخر يربط بين خزان رقم (1) وخزان رقم (2) بطول 2040 متر، وإعادة تأهيل الخط الناقل بين البئر رقم (2) ورقم (3).

وسوف يتم بعد تشغيل النظام المائي تزويد بلدة عنبتا وقرى رامين وكفر رمان بكمياتٍ مياه مُضاعفة بحيث تكون كافية لتغطية احتياجات المواطنين بالمياه للفترة القادمة.