الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفوضية التعبئة والتنظيم تصدر نشرة في ذكرى استشهاد ماجد ابو شرار

نشر بتاريخ: 09/10/2012 ( آخر تحديث: 09/10/2012 الساعة: 10:16 )
رام الله - معا- في ذكرى استشهاد القائد ماجد أبو شرار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سر مجلسها الثوري ومسؤول الإعلام المركزي الفلسطيني أصدرت مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' نشره خاصة بهذه المناسبة و افتتحتها برثاء للشاعر محمود درويش والتي قال فيها : 'تجمع أيها اللحم الفلسطيني في واحد تجمع واجمع الساعد. صباح الخير يا ماجد ، صباح الخير قم اقرأ سورة العائد ، وصبّ الفجر على عمر حرقناه لساعة نصر.. صباح الخير يا ماجد قم اشرب قهوتك و احمل جثتك إلى روما أخرى '.

ابو الكوادر الثورية:
وقال البيان ان الشهيد ماجد ابو شرار كان أبو الكوادر الثورية و له هدف واضح ، ويرتبط برؤية منظمة واستيراتيجية تنظيمية متطورة ، لقد رسم خط سير الأهداف التي أراد بها أن تنهض وتتطور حركة فتح .. وعمل مع الكوادر في مدرسة صنع الإرادة الفتحاوية فجهز الفدائيين الثوار الذين خاضوا معارك بيروت وابدعو حتى شهد العالم كله أنه الفلسطيني لا يستسلم ولا يرتهن للقيود وذكر البيان ان الشهيد ابو شرار أبدع في زرع الأفكار النضالية وكسب محبة الجميع وحدد المؤيدين والمقاومين لفكره وهزم فكرة الانشقاق في بداياتها وأعاد ببراعته رسم الاستنهاض والثورية الحريكة في قالب رؤية مقنعة نشرت الثقة في كل من تعامل معه وفي كل عمل قام به .. وفي إحدى قصصه ' الخبز المر ' يقول : ( ذات صباح لم يحضر أبوخميس إلى العمل.. علمت أن المرض بدأ ينتصر، وذهبت إلى بيته... نوبات السعال بدأت تخمد وتهدأ، جذوة الحياة في عينية تخبو رويدا رويدا، ونظرة مسكينة محملة بألف معنى تواجهني كلما نظرت إلى عينيه، وسهيلة وأمها والبنات ينتحبن بصوت خافت، وأغمض عينيه ورفع كفه المعروقة، وانتفض، وسقطت كفه على صدره وأسدلت الغطاء على الوجه الهارب من الحياة ..) هذا خاتمة الخبز المر بتوقيع الشهيد ماجد أبوشرار .. لقد تعمق في الحياة الاجتماعية وألقى عليها ظلال أدبية تكشف أن الكاتب آنساني ومحترف في لمس أوجاع الناس .. وحقا كان محترفا في لمس أوجاع فلسطين ، فعشقها .. لكنه لم يكن مريضا بل كان فدائيا صامدا ، فبجانب الحس الإنساني الذي برع فيه لقد عُرف عنه كفاءته في التنظيم والقدرة الفائقة على العطاء والإخلاص والانضباطية الثورية .. لقد كان يناضل بالقلم والفكر والرصاص.

مـــولده:
ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وقد عاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

والـــده:
كان والده يعمل فنيا للاسلكي في حكومة الانتداب البريطاني حتى إذا كانت حرب 1947/1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة . وعندما حلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتباره العمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذي بدا يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية. لكن الرجل بقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية عندما ران الجمود على جبهات القتال وألقت الهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة ، واستفاد أبو ماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله ، فعمل مسجلا للمحكمة المركزية بغزة ثم قاضيا ، ثم تقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996 بمدينة غزة .

دراســـته:
وفي غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل /جنوب الضفة الغربية بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .

تطور وعيـــه الوطني:
في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة 'عي' قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها ثم سافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفه يومية هي 'الأيام' سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية ، و في أواخر عام 1962 التحق بحركة 'فتح' حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج وغيرهم

تفرغه في الإعـــلام:
في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان ، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة 'فتح' اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .

ماجـــد والتوجيه السياسي:
لقد كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام.

ماجـــد رجل المواقف:
مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة 'فتح ' فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر ، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة . ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوم بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى -المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار .

ماجـــد المفكر والكاتب:
ماجد كفاءة إعلامية نادرة ، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم 'الخبز المر' كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة 'الأفق' المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال. وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته 'جدا' بصحيفة 'فتح' حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.

استشـــهاده:
لم تستطع (إسرائيل) أن تحتمل أفكار ماجد والتي يجود بها قلمه كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة كان ذلك في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها ، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من 'دورا' إلى غزة إلى مصر الكنانة إلى السعودية إلى الأردن، إلى دمشق وبيروت ، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم من هافانا في أقصى الغرب إلى بكين في أقصى الشرق.