الأحد: 10/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانفصال عن قطاع غزة لتعزيز الاستيطان في قلقيلية وسلفيت في شمال الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 05/08/2005 ( آخر تحديث: 05/08/2005 الساعة: 17:17 )
معا - قلقيلية - مع اقتراب موعد البدء بالانفصال عن القطاع أو الانسحاب من قطاع غزة ان جاز التعبير ,تتجه الانظار الآن الى الضفة الغربية يرافقها تساؤلات كبيرة لعل من الصعب ايجاد الجواب الدقيق لها , ذالك يعود الى الغموض الذي يكتنف مسألة الانسحاب من القطاع وما قد يرافقها ويليها من مخططات اسرائيلية تنوي الحكومة الاسرائيلية تنفيذها في الضفة الغربية .

ورغم ذالك الغموض , الا أن بعض المؤشرات والمخططات بدأت تتكشف للعيان من خلال المراقبة الدقيقة للتحركات على الأرض في الضفة الغربية , خصوصا في منطقتي قلقيلية وسلفيت اللتان تعتبران من المناطق الحيوية والهامة بالنسبة لشارون بشكل خاص , وللحكومات الاسرائيلية بشكل عام .

هذه التحركات وان كانت محدودة حتى اللحظة لأن ساعة الصفر لم تحن بعد , غير أنها لها مدلولاتها الكبيرة والتي لا معنى لها سوى التعزيز الاستيطاني في الضفة الغربية , وتحديدا ربما يكون هنا في منطقة قلقيلية المقام على أراضيها 22 مستوطنة , في كل مستوطنة بؤر استيطانية تسمى باسمها مع اضافة الرمز أ ,ب ,ج ,د وهكذا دواليك , حتى يخدعوا العالم بأن هذه ليست مستوطنات وانما أحياء كما يدّعون , الأمر الذي يعني أن ما يوجد من مستوطنات في منطقة قلقيلية يزيد عن الـ 35 مستوطنة , والدليل على ذالك ان مستوطنة قدوميم وحدها , تضم 5 مستوطنات في حقيقة الأمر .

وقد بدا واضحا للجميع أن التسارع في التوسع الاستيطاني وعملية بناء الوحدات السكنية داخل المستوطنات المقامة على اراضي محافظة قلقيلية , وما يقام من مستوطنات جديدة على أراضي المحافظة أيضا , لهو دليل قاطع على أن الحكومة الاسرائيلية تخطط لنقل المستوطنين اليهود من مستوطنات غزة الى المستوطنات في الضفة الغربية , وتحديدا في محافظة قلقيلية حتى وان كان ذالك على المنظور البعيد .

واللافت في الأمر , أن الحكومة الاسرائيلية تعمل الآن على بناء مستوطنة جديدة شمال شرق مدينة قلقيلية تسمى تسوفيم 2 , أي على الأراضي التي عزلها الجدار العازل وتقع بمحاذاة الخط الأخضر , وهي بطبيعة الحال وحسب المسمى الاسرائيلي لها فهي تابعة لمستوطنة تسوفيم , المقامة فوق تلة في الشمال الشرقي للمدينة , والتي استخدمتها قوات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الى معسكر لقواتها وآلياتها العسكرية الثقيلة لاجتياح مدينة قلقيلية .

كما تعمل الحكومة الاسرائيلية الآن أيضا , على بناء نحو 200 وحدة سكنية في مستوطنة ألفيه منشيه المقامة جنوب شرق مدينة قلقيلية , تحت اسم جفعات طال , بالاضافة الى التوسع الاستيطاني الجاري وبشكل متسارع في مستوطنة قدوميم وكرنيه شمرون ومعاليه شمرون اضافة الى بناء مستوطنة جديدة تابعة لهذه المستوطنة وتقع معاليه شمرون على بعد ثلاثة كيلومترات جنوبا كما تدعي سلطات الاحتلال لم يعرف اسمها بعد , وعمنوئيل المقامة جميعها على اراضي المحافظة الشرقية .

ولم تكتفي سلطات الاحتلال بالتوسع الاستيطاني في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 , بل تعدّت ذلك لتشمل المستوطنات المقامة داخل الخط الأخضر , كما هو الحال في مستوطنة نيريت جنوب قلقيلية , والتي بدأت بالتوسع والأمتداد نحو الشرق من الخط الأخضر فوق الأراضي التي عزلها الجدار العازل , من خلال بناء بؤرة استيطانية تابعة لها تحمل اسم نوف هشرون .

ولا يخفى على أحد التوسع الاستيطاني المسعور الجاري في منطقة سلفيت المحاطة ب 21 مستوطنة , خصوصا في مستوطنة ارئيل التي زارها شارون قبل نحو اسبوعين مؤكدا لسكانها أن الانسحاب من غزة سيؤدي الى تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية , والكناه ورفافا الواقعة جميعها شمال سلفيت , وبدوئيل الواقعة غرب سلفيت , اضافة الى ما تشهده تلك المستوطنات من زيارات متتالية لمسؤولين اسرائيليين في الآونة الأخيرة , ما يدلل على نية الحكومة الاسرائيلية توطين المستوطنين اليهود ( المهجّرين قسريّا ) عن مستوطناتهم الى مستوطنات محافظتي قلقيلية وسلفيت , الغنية بالمياه حيث تتربعان على محيط من المياه يعرف بالحوض المائي الغربي , يضاف الى ذالك كله خصوبة الأرض والتربة وقربها مما يعرف بداخل الخط الأخضر أو لما بات يعرف باسرائيل ان جاز التعبير , وأما السبب الآخر والأهم فهو , اعتبار قلقيلية وسلفيت الخاصرة الاسرائيلية في الامتداد والتوسع من أجل حماية اسرائيل كما يدّعون .

يضاف الى ذالك كله , ما قامت به سلطات الاحتلال من مصادرة للأراضي جنوب قلقيلية قبل نحو أسبوعين , والهدف من وراء ذالك هو شق الطرق الاستيطانية لربط مناطق الخط الأخضر والمستوطنات المقامة عليه , بشبكة طرق داخلية مع المستوطنات المقامة شرقه وبالجدار العازل , وهو ما يعني في النهاية البدء بتنفيذ خطة شارون التي أعلنها قبل نحو عشر سنوات المعروفة بخطة " النجوم السبع " , وتعني ضم مستوطنات الداخل مع المستوطنات المقامة على أراضي قلقيلية وسلفيت , في مجلس استيطاني موحد يرأسه شخص واحد فقط .