الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض يفتتح موسم قطف الزيتون من قرية جيوس في قلقيلية

نشر بتاريخ: 11/10/2012 ( آخر تحديث: 11/10/2012 الساعة: 17:39 )
قلقيلية - معا - افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض موسم قطف الزيتون لهذا العام بمشاركة أهالي قرية جيوس في محافظة قلقيلية ومزارعيها في فعاليات الحملة الوطنية لقطف الزيتون، والتي تُنظمها وزارة الزراعة في مختلف المحافظات، بحضور وزير الزراعة وليد عساف، ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين، ومحافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي وعدد واسع من المسؤولين من محافظة قلقيلية.

وكان رئيس الوزراء قد استهل جولته بزيارة مقر المحافظة، حيث كان في استقباله محافظ قلقيلية، وقائد الأمن الوطني ومدراء المؤسسة الأمنية، وأعضاء المجلس التشريعي، وأمين سر إقليم حركة فتح، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، حيث جرى استعراض أوضاع المحافظة واحتياجاتها، وبما يُساهم في التصدي للتحديات التي تواجهها محافظة قلقيلية، وتعميق قصص النجاح التي حققتها، كما أكد على ذلك الأخ المحافظ ربيح الخندقجي.

واستمع رئيس الوزراء خلال جولته ولقائه مع المواطنين إلى ما يتعرض له المزارعون من اعتداءات المستوطنين، وكذلك منعهم من الوصول إلى أراضيهم وقطف زيتونهم الذي يُعتبر مصدر رزقهم الرئيسي.

وحيا فياض صمود أبناء شعبنا وإصرارهم العنيد على الارتباط بأرضهم وزراعتها وفلاحتها وحمايتها من اعتداءات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، وقال: "صمودكم أقوى من الاحتلال والاستيطان، وسيظل شعبنا كزيتونه، مُتجذراً في أرضه، والثبات والصمود هي اللغة الصحيحة التي نواجه بها الاحتلال، وهي المربع الأول لمقاومة مخططاته التي تستهدف وجودكم على هذه الأرض".

وأكد فياض على أن موسم قطف الزيتون يُمثل لشعبنا مناسبةً وطنية، وليست فقط اجتماعية واقتصادية، حيث مثلت شجرة الزيتون على مدار سنوات كفاح شعبنا ونضاله من أجل الحرية والاستقلال رمزاً لصمود شعبنا وتجذره في الأرض والدفاع عنها، وأعرب عن ثقته بأن موسم قطف الزيتون هذا العام سيشهد المزيد من التضامن والوحدة في مواجهة المشروع الاستيطاني.

وأدان رئيس الوزراء بشدة، إرهاب المستوطنين وممارساتهم الهمجية بحق المزارعين والمواطنين الفلسطينيين ومحاربتهم في رزقهم والتضييق على مصادر حياتهم، واستنكر عدم قيام الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات ملموسة لمنع هذه الاعتداءات ضد أبناء شعبنا.

وأكد فياض حرص السلطة الوطنية على حماية حصاد هذا الموسم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه المستمرة على مُزارعينا وعلى شجرة الزيتون. مُشيداً في نفس الوقت بالمبادرات الشعبية والتطوعية في دعم المزارعين للمشاركة في قطف الزيتون، وقال: " أتوجه إلى كل أبناء شعبنا من أجل إحياء روح التضامن والعونة، والتطوع لحماية الأرض، ونجدة أصحابها، ومد يد العون لهم ومشاركتهم قطف زيتونهم، وخاصةً في الحقول المحاذية للمستوطنات والجدار، والتي تتعرض يومياً للاعتداءات".

وجدد فياض دعوته المجتمع الدولي بالعمل على إلزام إسرائيل بوقف كافة أنشطتها الاستيطانية، ووضع حد لممارسات المستوطنين وإرهابهم، والتوقف عن وضع العراقيل أمام جهود السلطة الوطنية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية للمواطنين. الأمر الذي يتطلب إزالة الحواجز ووقف الاجتياحات والتوغلات والاعتقالات.

واعتبر رئيس الوزراء أن شجرة الزيتون في بلادنا، والتي لطالما كانت هدفاً للمستوطنين وإرهابهم ضد شعبنا ومقدراته، ومصادر رزقه بشتى السبل كالحرق والقلع والتدمير والتخريب، تُمثل ليست فقط مصدر دخل للمزارع الفلسطيني، وإنما لما تمثله شجرة الزيتون، ولما يمثله غصن الزيتون من رمزية لأبناء شعبنا في مسعاه العادل والمثابر والمصمم على نيل حقوقه الوطنية كاملةً، مُستذكراً الرئيس الخالد أبو عمار حين حمل غصن الزيتون في الأمم المتحدة، مؤكداً إصرار شعبنا على تمسكه بأرضه وكذلك حرصه على تحقيق السلام العادل الذي يُعيد الحقوق لشعبنا، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال على أرضه وبناء دولة فلسطين المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967، وقال: "وجودنا مع الأهالي اليوم لمساندتهم في قطف الزيتون هو امتداد لرسالة السلام، ولكنها أيضاً رسالة تحدي للاحتلال وتأكيداً على تمسك شعبنا بأرضه وحقوقه".

والتقى فياض في مقر بلدية جيوس، بحضور محافظ قلقيلية ووزيرة الاتصالات ورئيس بلدية جيوس، بممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية وأعضاء الغرفة التجارية في قلقيلية وعدد من الشخصيات العامة والأهالي، حيث اطلّع رئيس الوزراء على احتياجات المواطنين في المحافظة، وأكد جاهزية السلطة الوطنية للتعامل مع كافة الاحتياجات اللازمة، والتي تساهم في تحسين الواقع الذي يعيشه أبنائها والتخفيف من معاناتهم.

وشدد فياض على أهمية زيادة الوعي الدولي إزاء ما تتعرض له هذه المناطق، وخاصةً القدس الشرقية، والمناطق المُسماة (ج) بما فيها الأغوار ومناطق خلف الجدار من ممارساتٍ خطيرة ولا إنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتناقض بصورةٍ صارخة مع أبسط قواعد القانون الدولي، بما يساهم في تغيير واقع العزل والحصار الذي تعيشه وبما يمكن أهلها، وهذا هو الأساس، من الاستمرار في الصمود والبقاء والثبات على أرضهم. واعتبر أن الصمود والقدرة على البقاء التي يُسطرها أبناء شعبنا إنما يعطي الثقة والأمل بانتصار مشروعنا الوطني، وحتمية الخلاص من الاحتلال، مُشيراً إلى أن محافظة قلقيلية كانت البداية لإقامة مشاريع دعم الصمود لشعبنا خلف الجدار، بما في ذلك كهربة آبار المياه واستصلاح الأراضي.

وفي وقتٍ لاحق، قام رئيس الوزراء بتفقد قرية عزبة الطبيب في قلقيلية، وأطلع على معاناة أهلها والمخاطر التي تتهددهم جرّاء استمرار إسرائيل بإصدار أوامر هدم منازلهم ومؤسساتهم، والتي كان آخرها قرار هدم مجمع الخدمات الوحيد في القرية، الذي يضم مدرسة أطفال ومركز أمومة وعيادة صحية، ومرافق خدماتيّة هامة لسكان القرية، والذي كان رئيس الوزراء قد افتتحه قبل نحو عامين. وأشاد فياض بصمود أهالي القرية وإصرارهم على البقاء والثبات في مواجهة ممارسات الاحتلال ومخططاته، خاصةً جدار الفصل العنصري. كما أشاد بحملة التضامن مع أهالي القرية من الأجانب ونشطاء السلام في إسرائيل. وأدان محاولات إسرائيل استهداف الوجود الفلسطيني في القرية وغيرها من المناطق، خاصةً في القدس المحتلة والمناطق المُسماة (ج).

وطالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية وفاعلة لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وتمكين شعبنا من العيش بحريةٍ وكرامة على أرض وطنه، وقال: "لقد أثبت أبناء شعبنا في عزبة الطبيب، والذين يخوضون معركة الصمود والبقاء على أرضهم في أنهم متجذرين في أرضهم، ومصممين على التمسك بإرادة الحياة والبناء في مواجهة سياسات ومخططات الهدم والتدمير والاقتلاع والتخريب".