الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهيئة المستقلة: الخدمات الطبية في "مركز اصلاح وتأهيل اريحا" لا تقوم بدورها

نشر بتاريخ: 12/02/2007 ( آخر تحديث: 12/02/2007 الساعة: 13:45 )
رام الله- معا - أبدت "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن", قلقها الشديد إزاء الظروف الصحية التي وصفتها بـ"غير الملائمة" التي يعيشها نزلاء مركز "إصلاح وتأهيل أريحا"، حيث أوضحت التقارير الطبية الأولية ومن خلال المعاينة الطبية للنزلاء وجود مشاكل صحية تستدعي العلاج الفوري.

جاء هذا في يوم عمل طبي نظمته "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن" مؤخرا, بالتعاون مع الإغاثة الطبية الفلسطينية في "مركز إصلاح وتأهيل أريحا"، بعد أن لاحظت الهيئة من خلال زيارة السجون الدورية, أن عددا من النزلاء يعانون من أمراض وأوضاع صحية تثير القلق.

وبناء على زيارات مندوبي الهيئة لـ"مركز إصلاح وتأهيل أريحا", وحسب بيان صادر عن الهيئة المستقلة وصلت "معا" نسخة منه, تبين عدم وجود عيادة طبية أو طبيب مقيم ولا مناوب في المركز, إضافة إلى أن الخدمات الطبية العسكرية لا تقوم بزيارة دورية لنزلاء السجن.

وكشفت الهيئة في بيانها استنادا لدورها في حماية ومراقبة حالة حقوق المواطن الفلسطيني, وبناء على زياراتها الدورية التي تقوم بها وحدة الشكاوى لـ"مراكز الإصلاح" والسجون و"مراكز التوقيف", عن عدم قيام الخدمات الطبية العسكرية بدورها المطلوب من معاينة ومتابع الحالات المرضية, إضافة إلى نقص في الخدمات الطبية المقدمة للنزلاء، وعدم وجود عيادة طبية دائمة أو مؤقتة لمتابعة الحالات المرضية الطارئة والمستعجلة أو حتى الحالات المزمنة.

وأشارت الهيئة في بيانها إلى وجود حالات مرضية تحتاج إلى علاج داخل المستشفيات آو حتى في مستشفيات وأقسام متخصصة، كما أن هناك حالات مرضية تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية بصورة مستعجلة، وحالات مرضية تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل طاقم طبي متخصص, وحالات أخرى تحتاج إلى فصلها أو نقلها عن بقية النزلاء خوفا من نقل العدوى, لا سيما وان السجن يعاني من الاكتظاظ الأمر الذي يؤدي إلى نقل العدوى بصورة سريعة بين النزلاء.

وعبرت الهيئة عن استيائها الشديد من عدم تحمل الخدمات الطبية لمسؤولياتها نحو زيارة ومتابعة سجن أريحا, بل وان هنالك إهمال واضح من عدم تقديم العلاجات الكافية والمناسبة للمرضى النزلاء.

وأشارت الهيئة إلى أن عدم وجود مقر أو مركز ثابت آو حتى زيارة دورية للسجن من قبل الخدمات الطبية العسكرية يفاقم الوضع الصحي للنزلاء, وأشارت الهيئة إلى ان احد النزلاء عانى من أوجاع شديدة في بطنه, اضطر إدارة السجن إلى نقله إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل, وبعد التشخيص الطبي تبين وجود التواء شديد في أمعائه, استدعى إجراء عملية جراحية مستعجلة وفورية له.

وقد ابدى مدير السجن تخوفاته وقلقه وانزعاجه الشديد من إجراءات نقل المرضى النزلاء إلى عيادة الخدمات والى المستشفى, والذي يستلزم توفير قوة أمنية مشددة وحراسة لتوفير الأمن والحماية للنزلاء, الأمر الذي يعرقل ويؤخر وصول الحالات إلى العيادة أو المستشفى.

ووضحت الهيئة أن الأسباب تعود إلى غياب التهوية والإضاءة, وعدم الحركة بسبب قلة المساحة وعدم الخروج للفورة وصعوبة نقل النزلاء المرضى إلى عيادات خارجية آو إلى المستشفيات، الأمر الذي يشير إلى عدم قيام الجهات المختصة بزيارة المركز ومتابعة الحالات المرضية الصعبة والمزمنة.

وقامت العيادة المتنقلة التابعة للإغاثة بصرف الأدوية اللازمة لبعض الحالات المرضية، كما تم رفع توصيات لبعض الحالات المرضية الخاصة للمرضى النفسيين والمزمنين وبعض الحالات الصحية الأخرى, والتي تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية في الخارج، ونصح بتحويلهم إلى مراكز خاصة لتقديم العلاجات اللازمة.

وشارك في اليوم الطبي التطوعي مجموعة من أطباء وممرضي الإغاثة الطبية, بالإضافة لطبية متطوعة قادمة من الولايات المتحدة، حيث تم اطلاع الأطباء على التقارير الطبية, ومن ثم تم الكشف السريري على معظم نزلاء السجن البالغ عددهم 38 نزيل، كما تم إجراء مجموعة من الفحوص المخبرية المتنوعة لهم مثل: فحوص الكلى وقوة الدم والكوليسترول والدهنيات وفحوص الكبد والسكري وجرثومة المعدة.