الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المراقبون الدوليون سبعة أعوام من المراقبة في اوضاع تزداد صعوبة على الخليل وسكانها

نشر بتاريخ: 25/05/2005 ( آخر تحديث: 25/05/2005 الساعة: 12:49 )
الخليل- يواصل المراقبون الدوليون في الخليل عملهم منذ اكثر من سبعة أعوام في ظل اوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم وذلك بسبب الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المدينة من قبل المستوطنين والحكومة الاسرائيلية على حد سواء لتهويدها وخصوصا البلدة القديمة منها بهدف تفريغها من سكانها الاصليين .

وفي ظل هذه الظروف الصعبة يعمل المراقبين الدوليين على تسجيل كافة الاعتداءات ورفعها الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وست دول اوروبية املا في العمل على انهائها لكن اسوأ ما في الامر هو تعرض المراقبين انفسهم الى اعتداءات لا يستطيعون في معظم الاحيان محاسبة منفذيها لانهم لا يملكون سوى المراقبة وكتابة التقارير ولان معظم هذه الاعتداءات تاتي من المستوطنين المتطرفين في معظم الاحيان.
وحول طبيعة واوضاع العمل للمراقبين التقينا كن هيلد هيفرسون مسؤولة التنسيق الاعلامي للمراقبين الدوليين في الخليل حيث اوضحت الى ان التواجد الدولي المؤقت في الخليل جاء بطلب من السلطات الفلسطينية والاسرائيلية منذ عام 1997 بهدف اعطاء نوع من الشعور بالاستقرار للمواطنين القاطنين فيها من خلال مراقبة الوضع وتسيير دوريات صباحية ومسائية في مختلف المناطق خصوصا في مناطق الاحتكاك كالبلدة القديمة وشارع الشهداء وتل الرميدة هذا بالاضافة الى الحواجز العسكرية الاسرائيلية المقامة على مداخل المدينة بحيث نراقب كافة خروقات حقوق الانسان بحيث نسجل شهادات حية ونجمع المعلومات ونرفعها للمسؤولين املا في ايقافها والعمل على الحد منها.

وفيما يتعلق بالعلاقة التي تربط المراقبين بالمواطنين والمستوطنين قالت المتحدثة باسم قوات المراقبين المؤقتة في الخليل "انه ومنذ السبعة أعوام التي تواجد فيها المراقبين بالخليل اصبحت طيبة وجيدة مع المواطنين الفلسطينين ربما بحكم طبيعة عملنا هنا التي تتعلق بحقوق الانسان وخروقاتها والتي تاتي عادة من الجانب الاسرائيلي وبالتالي فان علاقاتنا مع الجانب الاسرائيلي تكون اصعب لكن بشكل عام لدينا علاقات جيدة مع الطرفين حيث عبر عن ذلك موافقة الجانبين على تمديد عملنا من قبل السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية."

أما بالنسبة للمشاكل التي تواجههم كمراقبين, أضافت المتحدثة : " هناك اطفال لا يشعرون بالتغيير في ظروف حياتهم ووجودنا هناك لا يغيّر على حياتهم الصعبة التي يرغب الناس بتغييرها, وبالتالي يرشقوننا بالحجارة وهم اطفال ونحن ندرك ذلك وللاسف انه لا توجد لدينا صلاحيات للتدخل لتحسين الحياة هنا وكذلك هناك اعتداءات والقاء حجارة من الاطفال والمستوطنين الاسرائيليين حيث ان هناك مستوى من عدم الرضى عن تواجدنا , ويعتبرنا المستوطنين اننا منحازون للفلسطينيين ولكن كما ذكرت تربطنا علاقات جيدة بشكل عام مع الجميع ".
المواطنون الذين التقيناهم في شوارع المدينة عبروا عن شكرهم لكل من يفكر او يعمل على ازالة الظلم عنهم وعلى راسهم المراقبين الدوليين على الرغم من انهم يدركون ان دورهم هو دور رقابي الا انهم اكدوا تقديرهم لما يقوم به هؤلاء.
اما المتابعين لعمل المراقبين فانهم يقرون بان الشارع الفلسطيني اصيب بخيبة أمل, بحيث انه توقع بان كافة الاعتداءات التي تقع عليهم ستتوقف ما ان وصل المراقبين, الا انه تبين ان دورهم دور رقابي يقتصر على كتابة التقارير ورفعها للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الامر الذي لا يغيّر شيئا على حياتهم.

واضاف المتابعون ان " المواطنون كانوا يأملون بدور اكبر لهم اي وجود قوات دولية مسلحة تحمل السلاح وتفصل بين الجانبين وتوقف المعتدي اي الجانب الاسرائيلي" الا انهم شددوا على ان المراقبين يلعبون دورا مهما واساسيا اخر هو الدور الانساني حيث قدموا العديد من المساعدات الكبيرة للمؤسسات التي هدمها الاحتلال خلال انتفاضة الاقصى .

ويرى العديد من المحللين ان دور هؤلاء المراقيبن وانجاح مهمتهم ينطوي على الكثير من الاهمية السياسية لأنهم يمثلون اول تواجد دولي على الاراضي الفلسطينية الامر الذي ترفضه اسرائيل باستمرار ولو كان دورهم رقابيا الا انه قد يكون مقدمة لتواجد اخر في كافة الاراضي الفلسطينية على الرغم من انهم يتواجدون في الخليل منذ سبع سنوات .