السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء عباس هنية ..هل ينجح في اغلاق الملفات المفتوحة ويتجاوز" الاشتراطات" الطارئة ؟!

نشر بتاريخ: 15/02/2007 ( آخر تحديث: 15/02/2007 الساعة: 17:32 )
خان يونس- بيت لحم - معا- إبراهيم قنن وبسام ابو عيد- فيما تتزايد التكهنات حول مصير اتفاق مكة عقب ما سمي بـ"اشتراطات حماس الثلاثة" قبل ان يقدم رئيس الوزراء استقالة حكومته.. ينظر المواطنون باهتمام كبير للقاء الذي سيجمع مساء اليوم الرئيس محمود عباس برئيس وزرائه اسماعيل هنية لتذليل ما قيل عن عقبات جديدة اعترضت تشكيل حكومة الوحدة ودفعت الرئيس عباس لارجاء خطابه الذي كان مقررا امس لبضعة ايام .

رضوان .. لا اشتراطات جديدة !

فقد نفت حركة حماس وضع اشتراطات جديدة امام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, مؤكدة عدم وجود اشكاليات جوهرية تقف عائقا امام تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مكة.

وقال المتحدث باسم حماس اسماعيل رضوان ان لقاء اليوم بين الرئيس ورئيس الوزراء مجرد لقاء استكمالي للمضي قدما في الاجراءات الدستورية لتشكيل الحكومة
واختيار وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الذي نص اتفاق مكة على ان يتم اختياره بالتوافق بين الرئيس ورئيس الوزراء بالاضافة الى التاكيد على مشاركة الفصائل الاخرى في الحكومة القادمة.

حسم الداخلية .

واكد رضوان ان الرئيس سوف يصادق اليوم على واحد من اسمين اقترحتمها حماس لشغل وزارة الداخلية وهما "حمودة جروان, ناصر مصلح", وفي حال رفض الرئيس الاسمين المقترحين فان حماس ستقدم له اسمان اخران لاختيار احدهما.

واكد المتحدث باسم حماس ان ما تطالب به الحركة وافق عليه الرئيس عباس قبل اتفاق مكة واثناءه مشيرا الى ان مسالة المراسيم والتعيينات الصادرة عن الحكومة الحالية غير مخالفة للقانون والدستور الفلسطيني .

واضاف رضوان " ليس هناك اشتراطات جديدة جوهرية لتشكيل الحكومة وحماس ماضية بصدق في الالتزام بنصوص مكة ومسالة المراسيم والتعيينات التي صدرت عن الحكومة الحالية تم اعتمادها والاتفاق مع الرئيس على ما هو موافق للقانون اما الاشياء التي تعتبر مخالفة للقانون فسوف نلغيها .

انطلاقة جديدة .

واعتبر رضوان لقاء اليوم بين الرئيس وهنية انطلاقة جديدة نحو تشكيل حكومة الوحدة .


مخاوف في الشارع !

وقد ظهرت تخوفات لدى المواطنين ، نتيجة بعض التصريحات التي ادلى بها بعض مسؤولي حماس وفي مقدمتهم النائب " يحي موسي " ، والتي قال فيها أن " استقالة رئيس الوزراء ألان -تمهيداً لتشكيل حكومة الوحدة- سابقة لأوانها موضحا أن نقاطاً عديدة ما زالت تحتاج للبحث قبل هذا الاستقالة، منها: كل قرارات ومراسيم الحكومة الحالية التي تم تعطيلها سابقاً، بالإضافة لبحث موضوع وزارة الداخلية، حيث إن الرئيس لم يعط موقفاً بشأن المرشح المستقل الذي طرحته حماس، وهو حمودة جروان .. "مما استدعى ردا من نبيل أبو ردينه الناطق باسم الرئاسة والناطقين باسم حركة فتح ، مما أعاد إلى الأذهان السجالات التي شهدتها الفترة الماضية ابان الاحداث المؤسفة .

عوض ..لا تخدم اتفاق مكة

المتحدث باسم فتح عبد الحكيم عوض ، استنكر مثل هذه الاشتراطات لأنها لا تساعد في الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة وقال عوض" أن وضع شروط مسبقة في وجه حكومة الوحدة يعد عائقا أمام بدء الإجراءات الدستورية لتشكيليها ، كما تعد خرقاً واضحاً للاتفاق مكة الذي وقع بمسؤولية وطنية عالية من كافة الأطراف والشخصيات التي كانت حاضرة الاتفاق "

واوضح عوض ان ما يسمعه من حديث بعض قادة حماس هو عبارة عن تشويش على ما تم انجازه في مدينة مكة.داعيا إلى ضرورة الالتزام نصا وروحا بما تم الاتفاق عليه بعيداً عن التأويلات والتخمينات والتخوفات التي قد يبديها البعض ، مؤكداً في ذات الوقت على التزام حركته الكامل بكل ما اتفق عليه.

وشدد عوض على ضروه أن يبتعد كافة المتحدثين عن التصريح بأي شيء يمكن أن يحدث لبس لدى المواطن الفلسطيني الذي ينتظر بفارغ الصبر تشكيل حكومة الوحدة ، لكي يتفرغ الجميع للأوليات الوطنية وقضايا القدس واللاجئين وحق العودة .

وتمنى عوض ان تكون بعض التصريحات التي صدرت عن بعض قادة حماس او نوابهم في التشريعي ان تكون عبارة عن سوء فهم للبنود الاتفاق والية تطبيقها ، لا أن تكون لدى البعض بعض النوايا في عدم تنفيذ ما اتفق علية في مكة .

وأكد عوض أن قيادة فتح أجرت اتصالات مع قيادة حماس في الخارج التي اكدت لها حرصها على تطبيق اتفاق مكة المكرمة، كما سيعقد لقاء بين قادة الحركتين في قطاع غزة قبيل لقاء عباس هنية مساء اليوم ، لبحث القضايا العالقة وتهيئة فرص نجاح اللقاء مبدياً قدراً كبيراً من التفاؤل من اللقاء " .


التصريحات المتناقضة

وليد العوض عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب قال في حديث لمعا " لقد رحبت كافة القوى الوطنية والإسلامية ، منذ اللحظة الأولى للتوقيع على اتفاق مكة الذي تم بين حركتي فتح وحماس ، واعتبرنا أن هذا الاتفاق أنهى الصراع الدموي الذي شهد تصعيدا خطيرا في الآونة الأخيرة شارفت نحو الانزلاق إلى حرب أهليه تدمر القضية الفلسطينية وتقضي على منجزات شعبنا وتؤدي إلى انهيار النطام السياسي الفلسطيني"

وأضاف "ان القوى الفلسطينية اعتبرت الاتفاق انجازا وطنيا يستوجب الدعم والتأييد وتوفير الضمانة الأكيدة لتطبيقه والتي تكمن في تامين أوسع حاضنة وطنية سياسية ومجتمعية ودعونا إلى بذل الجهود وتركيزها على الانتقال إلى الملفات الأخرى المتعلقة بالشراكة والبدء الجدي بتنفيذ ما اتفق عليه في حوار القاهرة حول تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ودخول حركتي حماس والجهاد لها باعتبارها الممثل الشرعية والوحيد لشعبنا الفلسطيني".

ودعا العوض إلى الإسراع بوضع الآليات المناسبة للبدء الفوري بتنفيذ الاتفاق بدءا من الاتفاق على تسمية شخصية مستقلة كوزير للداخلية يكون مقبولا من مختلف الإطراف وليس حركتي فتح وحماس وصولا إلى الإجراءات الدستورية المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصولا للاتفاق على ألية وبرنامج متكامل للملفات الأخرى لكى يكتب النجاح لتشكيل حكومة الوحدة .

الوقت مناسب

ورأي محللون وباحثون ، إن الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات التي تم الإجماع عليها في حوار القاهرة أو اكمال بنود مكة يعتبر مهمة وطنية لا تقبل التأجيل لان عدم تنفيذ الاتفاق والاستمرار في وضع الشروط والعراقيل والعقبات أمامه سوف يؤدي إلى انتكاسة كبرى لا تحمد عقباها على الصعيد الداخلي ناهيك عن الانعكاسات السلبية التي سوف تلحق بشعبنا وقضيتنا على مختلف المستويات، مؤكدين أن لقاء عباس هنية هو الوقت المناسب لإنهاء رزمة الخلافات التي وصفوها بالثانوية ، والإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية .

حمد .. لا داعي للخوف

فيما نفي غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ، الحديث عن اشتراطات مسبقة وضعتها الحكومة وحركة حماس قبل تقديم استقالتها استعاداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، قائلاً أن " هذه المعلومات غير صحيحة ،وهى عبارة عن تأويلات غير الدقيقة تختلقها وسائل الإعلام وتعطي انطباعاً سيئاً للأجواء الايجابية التي سادت خلال الاتفاق الوطني الذي ابرم بين حركتي فتح وحماس برعاية سعودية كريمة " .

وعلى صعيد اللقاء المتوقع اليوم بين الرئيس عباس وهنية، أوضح حمد ، أنه سيبحث العديد من القضايا العالقة ، التي اعتبرها بأنها ليست عقدة كما وصفها البعض ! معرباً عن تفاؤله من الوصول إلى حل لكافة القضايا .

وأضاف حمد : " نحن ذاهبون إلى إتمام ما تم الاتفاق عليه في مكة المكرمة ، فلا داعي للخوف ، موضحاً أن الشعب الفلسطيني طوي صفحة الاقتتال إلى دون رجعة ، وبدء عهد جديد وبنوايا جديدة نحو الاتفاق والشراكة السياسية .