السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رحل مع هبة واحمد..."علي" ينتظر شقيقه أن يعود من الجنة ليلعبا معا

نشر بتاريخ: 02/12/2012 ( آخر تحديث: 02/12/2012 الساعة: 13:38 )
غزة- تقرير معا - "مفتاح اسود"هذا ما تبقى له من زوجته التي تفحمت بشظايا صاروخ اسرائيلي اصابها في اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على غزة... هبة الترك العروس وعمر واحمد المشهراوي التهمتهم النيران .

هبة التي زفت قبل ستة شهور إلى عريسها عماد احترقت بكتلة نار حتى تفحمت بينما اشتعلت النار في جسدي احمد وعمر ففارق كلاهما الحياة نتيجة الحروق التي أدت إلى إحداث تسلخات في جسدهم.

عاد عماد إلى المنزل مسرعا لحظة سماعه نبأ استهداف عائلة المشهراوي بغزة ليتفاجأ بهول المأساة التي ألمت بهم....إسعافات تملىء لمكان ومطافي تشعل النيران والجيران مجتمعين والعائلة تصرخ من كل صوب .....اخذ يصرخ :"مين مين" لا احد يرد عليه.

ويقول:" كنت عائدا من عملي عندما تلقيت اتصالا من ابنة عمي تسألني عن زوجتي فتيقنت أن مكروها أصابها لأنها لم تعتد السؤال عنها وصلت الى المكان وكأن الدنيا انقلبت رأسا على عقب".

ويتابع: "الجميع يبكي...جدتي أخي الكبير وقد فجع بموت ابنه الرضيع...أخذت ابحث عن زوجتي التي تركتها في أمان ولكنهم قالوا لي أن واحدة من أصل 3 نساء قد استشهدت".

رأي اخته تقف عند باب المنزل بعد إخلائه وقد خرجت سالمة من هذا القصف سارع خطواته ليلحق بمن ذهب إلى المستشفى ويتفقد المصابين ...وجد زوجه أخيه تمسك بيدها ابنها علي بعد أن خضع لعملية بسيطة في رأسه نتيجة إصابته بشظايا النيران فتيقن عماد أن من استشهدت هي زوجته هبة.

ويتابع: "ذهبت مسرعا إلى ثلاجات الموتى لأبحث عنها فوجدتها ترقد هناك متفحمة تحمل بيدها مفتاح الغرف وتقبض عليه بشدة فأخذته منها واحتفظت به في جيبي".

يومان فقط قبل استشهادها دار حديث بين العروسين بانهم سيكملون الحياة بعد الموت معا في الجنة... فعماد الذي أثقلت عليه الدنيا بهمومه كان يجد في بيته كل السعادة التي سرقتها اسرائيل منه بقتل زوجته هبة ذات التسعة عشرة عاما.

ويقول في هذا الصدد: "كنت أنسى معها المشاكل والهموم ورغم ظروفي المادية والمشاكل التي أحاطت بي من كل النواحي إلا أننا خرجنا في نزهات تعوضنا عن السنة كلها وكأننا كنا نودع بعض ونحن لا نعرف".

ويتابع عماد بسخرية: "لقد قتلت اسرائيل 3 من كبار القادة الذين كانوا يهددونها ..عمر الذي لم يكمل عامه الاول كانت برائته تهدد اسرائيل ... وهبة بطيبتها وعفويتها كان تزعجها... أما أحمد فيهدد مستقبل دولتهم كشاب فلسطيني.".

الصدمة التي ألمت بعائلة المشهراوي التي فقدت ثلاثة من أبنائها حرقا مازالت ترافقهم حتى بعد انتهاء الحرب على غزة فعلي شقيق عمر دائم السؤال على أخيه الذي يريد أن يأتي به من الجنة ليلعبا معا على الدراجة الهوائية وأم جهاد مازالت توقظ ابنها محمود لصلاة الفجر باسم أحمد ليذكرها الأخير "أنا محمود يما".
|196659|
|196658|
|196657|
|196656|
|196655|