الإثنين: 09/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفل حارس: المقامات الدينية ما بين السرقة والتهويد والعدوان الثلاثي

نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 10/12/2012 الساعة: 11:46 )
سلفيت- معا- اصدرت دائرة العلاقات العامة والاعلام في محافظة سلفيت تقريرا بعنوان" كفل حارس: المقامات الدينية ما بين السرقة والتهويد والعدوان الثلاثي".

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لارضنا وهو يستخدم عدة طرق ووسائل في عمليات سرقة وتزييف التاريخ وطمس الهوية العربية الفلسطينية ، فبدأ بعملية ممنهجة ومحاولة تزوير التاريخ والمعالم الأثرية والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تنتشر على نطاق واسع في فلسطين، محاولا الترويج لوجود شواهد توراتية في أرضنا تبرر له احتلالها والسيطرة عليها ، فنراهم يقومون بتغيير المعالم التاريخيه وأسمائها بما يتماشى مع معتقداتهم ورغباتهم الذاتية، و إطلاق القصص والروايات المزيفة حول تاريخ تلك الآثار القديمة، كما في المقامات الدينية في كفل حارس في محافظة سلفيت.

المقامات الدينيه اسلاميه بامتياز:
مقام النبي ذي الكفل: هو مبنى مكون من غرفتين متلاصقتين، الأولى فيها ضريحاً كبيراً، والثانيه تسمى القبة، وكانت تستعمل كاستراحة للزائرين إلى المقام من خارج القرية، وتضم محرابا في جهتها الجنوبية، وقد اصطفت مجموعة من "المصليات" الحجرية في ساحته الشمالية، واستناداً لقدسية المقام فقد ذهب اهل القريه لدفن موتاهم في المنطقة المحيطة بالمقام، من جهاته الثلاث.

ومنذ الفتح الإسلامي لفلسطين، حظي المقام باهتمام خاص و تحول إلى مزار تؤدى فيه العبادات، وتنفذ فيه النذور وقد نقش على بابه الاية (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) ، ويمكن القول إن وجود قبة مبنية على طراز البناء الإسلاميتدل على انه بني في عهد الدولة الإسلامية الأولى، أو في أقل تقدير أنه تم إعادة ترميم هذا البناء، وإبرازه على صورته الراهنة، ليكون مزاراً للمسلمين، ويمكن أن يكون ذلك قد حدث بعد تحرير فلسطين من الغزاة الفرنجة نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، لإعادة الاعتبار للطقوس والشعائر الإسلامية، بعد أن تم إلغاؤها أو تهميشها لمدة قرنين من حكم الفرنجة لبلادنا.

وبعد الاحتلال عام 1967، رفعت قوات الاحتلال يافطة زرقاء كبيرة على المكان، كتبت عليها باللغات "العربية والإنجليزية والعبرية" اسم كالب بن يفونه وهو أحد الجواسيس الذين دخلوا أرض كنعان في عهد نبي الله موسى عليه السلام.

مقام النبي ذي النون:
هو ضريح كبير مكشوف، تقع في شرقه غرفة خصصت للعبادة، وذو النون هذا هو يونس عليه السلام، وقد ذكرت قصته في سورتي الأنبياء والصافات، ويذكر السامريون بأن "ذا النون" هذا، هو قبر "نون" والد يوشع، وهذا ما رجحه الدباغ ، فإنه استند إلى منطلقات تاريخية، سواء مما جاء في القرآن الكريم أو غيره، عن النبي ذي النون، او النبي يونس عليه السلام.

وقد حرصت نساء القرية على أداء الصلاة في الغرفة المخصصة للعبادة، وخاصة في أيام الجمع، أو أيام شهر رمضان المبارك، وقريبا من المقام توجد بقايا لمجموعة من "المصليات" الحجرية، التي كان الرجال يستعملونها للصلاة عند زيارتهم للمقام، الذي كانت تقدم فيه النذور والطاعات،وتم دفن الموتى في مقابر تحيط به. وبعد الاحتلال عام 1967 ، صار المقام مسرحا لزيارات مجاميع من اليهود الصهاينة الذين عاثوا في المكان فسادا، وأساءوا إلى قدسيته المتوارثة في وجدان أبناء القرية.

مقام صلاح الدين الايوبي:

يتكون من غرفة واحدة ولا يوجد فيها ضريح ظاهر، لها باب يفضي إلى ساحة مكشوفة مسوّرة، واخر يؤدي إلى المقبرة التي صارت، منذ خمسينيات القرن الماضي، جزءاً من ممتلكات مدرسة الذكور، ويطلق عليه أبناء القرية اسم "النبي لوشع".

وجاء في الوثيقة التي كتبها القائد جوهر بن عبد الله على حجر على أحد جدران المقام "إن جوهر بن عبد الله أحد خدم الضريح"، وهذا ينسف الادعاءات الصهيونية حول هوية صاحب المقام، فلو كان صاحب الضريح هو يوشع بن نون، لما وصف جوهر نفسه بأنه خادم الضريح، فهو مقام إسلامي بناه فاتح القدس القائد السلطان صلاح الدين الأيوبي.

و يطلق عليه اليهود اسم "مقام يوشع بن نون" وهو قائد جيش النبي موسى عليه السلام، الذي يقال انه دخل فلسطين من جهة أريحا، لكن ذلك لا ينفي أن يكون قبر يوشع بن نون موجودا في القرية، وقد أشارت إلى هذه الحقيقة كثير من كتب التاريخ القديمة، التي أكدت على أنه توفي في كفل حارس ودفن فيها

اقتحامات المستوطنين للمقامات:
ان معظم اقتحامات المستوطنين تكون مسبوقة بدخول الجيش الاسرائيلي الذي يؤمن لهم المكان، وتضم الوفود رحلات من بعض المعاهد الدينية اليهودية والمدارس الخاصة من عدة مدن ، ويضم الحاخامات وممثلين عن المجلس الاقليمي لمستوطنات(السامره) وقاده من الجيش، في العديد من المناسبات والاعياد ، وباعداد تفوق عدد سكان البلده وقد بلغ عدد (الزيارات) 16 مره /سنه، كمان أن اعتداءات المستوطنين تمثلت في الفترة الاخيرة في تدمير قبور اهالي البلدة، والهجوم على البيوت وتدمير السيارات، وكتابة الشعارات على جدران المدارس، اضافة الى الضوضاء التي يحدثونها اثناء صلاتهم، والتي تبدأ من الساعة الحادية عشر ليلا حتى السابعة صباحا.

المقامات تصمد في وجه الثالوث الغير مقدس:
يتحد المستوطنون وجنود الاحتلال ورجال الدين اليهود ضد المقامات الاسلاميه في كفل حارس لاغراض سياسيه، فبدلا من ان تكون المقامات الدينية بمثابة دعوة سلام تسود القرية، الا ان للمستوطنين رأي اخر، فهم يستهدفون مقام ( يهوشع بن نون)، الذي غزا أرض كنعان، وفقا للتوراة، وارتكب المذابح ضد السكان الأصليين.

ولان الآثار في فلسطين ثروة وطنية مهمة، ولأن فلسطين مهد الديانات والحضارات فمن الواجب العمل على حماية تلك الثروة بشتى الطرق، فكان لمحافظة سلفيت المبادرة في ترميم المقامات في كفل حارس عام 2010 وبتمويل من وزاره الماليه الفلسطينيه ،للتاكيد على اسلاميتها وفلسطينيتها ، لذلك لا بد من وقفة جادة من قبل المؤسسات والوزارات وفي مقدمتها وزارة السياحة والآثار والاوقاف لحمايه موروثنا الثقافي من محاولات الطمس والسرقة.