الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المتطرفون اليهود يستخدمون كلمة صّديق رديفا للشهيد الفلسطيني

نشر بتاريخ: 09/08/2005 ( آخر تحديث: 09/08/2005 الساعة: 10:53 )
نابلس- معا - تقرير اخباري - مستوطنة "كفار تفوح" المحاذية لمفترق زعترة جنوبي مدينة نابلس، هي المكان الذي خرج منه منفذ العملية في حافلة ركاب مدينة "شفاعمرو" الجليلية. وقد عرفت هذه المستوطنة الصغيرة - مقارنةً بمثيلاتها من المستوطنات - بإيواء واحتضان رموز وناشطي حركة "كاخ" العنصرية المتطرفة، وبعدوانية ووحشية قاطنيها من غلاة "التوراتيين" أصحاب الفكر الخرافي الذين تسيطر على عقولهم وسلوكهم فكرة تطهير "أرض إسرائيل" من العرب الأغيار كشرط مسبق "للتوبة" و"الخلاص" و"الغفران".

وعلى شاكلة مستوطنة "تفوح"، التي يكابد سكان قرية ياسوف وسكاكا بشكل خاص، من إرهاب مستوطنيها واعتداءاتهم على الرعاة والأراضي وعيون الماء في المنطقة، على شاكلتها تنتشر في أنحاء الضفة الغربية عشرات المستوطنات والمواقع (البؤر) الاستيطانية التي يقطنها مئات اليمينيين الذين لا يفكرون مرتين إذا ما أتيحت لهم الفرصة لقتل العرب أو إلحاق الأذى والتدمير بممتلكاتهم وأراضيهم. وتشهد الوقائع الموثقة على عدد كبير جداً من هذه الاعتداءات، التي نفذها مستوطنون أفراداً وجماعات، خاصةً من أبناء جيل الشباب "شبيبة التلال" المنخرطين في منظمات إرهابية سرية تمارس شتى صنوف الإرهاب.

إن القول بوجود هذه المنظمات الإرهابية ليس رجماً في الغيب، وأي قراءة لتاريخ الاعتداءات الإرهابية للمستوطنين، مثل مجزرة حافلة "شفاعمرو" يفضي إلى استنتاج منطقي واحد وهو وجود منظمة أو منظمات إرهابية استيطانية متطرفة تعمل وتنشط تحت أنف أجهزة الأمن والجيش الإسرائيليين منذ سنوات طويلة، دون أن تجد ما يردعها؛
.في عام 1982، اقتحم "آلن غولدمان" ساحة الحرم القدسي الشريف وقتل فلسطينيين وأصاب 9 آخرين.
.في عام 1984، أطلق "دافيد بن شيمون" قذيفةً صاروخيةً على حافلة عربية في القدس، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة 10 آخرين.
.في عام 1990، أقدم "عامي بوبر" من مستوطنة "كفار تفوح" على ارتكاب مجزرة "ريشون ليتسيون" فقتل 7 من العمال الفلسطينيين وأصاب 11 آخرين.
.في العام 1994، ارتكب "باروخ غولدشتاين" من مستوطنة "كريات أربع" مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف حين أطلق النار على المصلين الفلسطينيين في الحرم فقتل 29 وأصاب 25 آخرين.
.في العام 1997، فتح "نوعام فريدمان" النار على المارة الفلسطينيين في سوق الخليل فأصاب 7 منهم بجراح مختلفة.

ولم تتوقف العمليات الإرهابية للمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين في كل الظروف، ورغم فترات "الهدوء" التي سادت في مراحل مختلفة من الصراع والتسوية السياسية، الأمر الذي يدلل على وجود جهة أو جهات إرهابية منظمة تفكر وتخطط بشكل منهجي لارتكاب عمليات القتل والإرهاب، بهدف إدامة حالة الصدام الدموي والتوتر السياسي الذي يتيح هيمنة حالة الحرب على مناخ المناطق المحتلة، ويفرض عليها غلالة قاتمة من الإجراءات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي تفسح المجال أمام المستوطنين لمواصلة أعمال نهب الأراضي وتوسيع المستوطنات إلى جانب فرض إرادتهم السياسية على مجريات الأحداث.

وقد تصاعدت حدة أعمال الإرهاب الاستيطاني في العامين الأول والثاني من الانتفاضة، حيث قتل على يد المستوطنين 20 مواطناً، رمياً برصاص المستوطنين، من بينهم 4 أطفال، ومن بينهم كذلك أبناء عائلة "طميزي" من بلدة إذنا/ الخليل (قتل 3 من أبناء العائلة بمن فيهم الطفل ضياء طميزي وعمره آنذاك 8 أشهر). وفي العام 2003، قتل المستوطنون 7 مواطنين رمياً بالرصاص أو دهساً بسيارات المستوطنين.
وفي ظل أجواء التحريض اليميني على العرب التي تسود الخطاب السياسي الإسرائيلي، والتعبئة المتواصلة حول "قدسية أرض إسرائيل" ومحاربة "الإرهاب الفلسطيني"، و"الأيادي الملطخة بالدم"، فإن من المتوقع أن يخرج أمثال "زادة" لينفذوا ما يرون أنه تتويج لمبادئ "سامية" بهدف إلى منع التنازل عن أي جزء من "أرض إسرائيل" ونقلها للأغيار. أو ليس هذا ما دفع غلاة المتطرفين اليهود وحاخاماتهم في العام 1994 إلى إعلان هدر دم "رابين" و"بيريس" تحت شعار "دين موسير" ودين روديف" (حكم المفرط وحكم المتخارج)، ثم إصدار لعنة "بولسا دي نورا" على "رابين" قبل قتله؟!!
وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز اعلن يوم الاحد ان هناك تسعة جنود متطرفين هربوا من صفوف الجيش واخذوا اسلحتهم ولباسهم العسكري معهم وهم على شاكلة زادة، ويبقى السؤال هل يمكن ان تمنع اسرائيل الجريمة القادمة .

المتطرفون اليهود وصفوا المجرم عيدان زادة ب( الصديق ) وهي كلمة توراتية تعني الشهيد وكتبوا على الجدران يصفون زادة بنه صديق ، بل قال احدهم ان زادة عند الله في الجنة لانه قتل العرب .علما ان جيش الاحتلال يستخدم كلمة حللي ( تساهل ) للاشارة الى قتلى الجيش اثناء الحروب وعمليات المقاومة وترجمة الكلمة الحرفية ( شهداء جيش الدفاع الاسرائيلي ) ولكن المتطرفين اليهود يرفضون استخدام نفس المصطلح ولجأوا الى مصطلح تسدّيق او صدّيق .
وبين المستصدقين وبين صدق النوايا القضائية الاسرائيلية سيكون الامتحان القادم .