نجم بيت ساحور إسلام عباس : فلسطين والأردن رئتاي التي أتنفس بهما
نشر بتاريخ: 03/01/2013 ( آخر تحديث: 03/01/2013 الساعة: 16:35 )
رام الله – عمرو حنون- داعب الكرة البرتقالية منذ الصغر ، طريقه لم يكن مفروشاً بالورود في مسيرته الاحترافية بكرة السلة ، عانى من ويلات الاحتلال الإسرائيلي ، واستثمر أول خطوة في العاصمة الأردنية عمان ، رسخ اسمه كواحد من أفضل من مروا على منتخب النشامى لكرة السلة .
نشأ في بيئة متواضعة متدينة ، أضافت إلى شخصيته العديد من مزايا اللاعب المتكامل فنياً وأخلاقيا ، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن للاعب الفلسطيني مستقبل إذا ما وفرت له الإمكانيات وأتيحت له الفرصة .
شخصية متواضعة داخل الملعب وخارجه ، مقاتل شرس على كل كرة ، صاحب نظرة ورؤية ثاقبة ، أول من يهنئ الفائز وأول من يتقبل الخسارة ، ولا يدخر جهداً في الوقوف بجانب اللاعبين الناشئين والشباب .
عادل لوطنه فلسطين ليحط الرحال في نادي أورثوذكسي ثقافي بيت ساحور ، وقاد فريقه للمركز الثاني في بطولة الشهداء لكرة السلة بنسختها الأخيرة ، لكن الهدف هو الظفر ببطولة دوري الدرجة الممتازة في الموسم المقبل .النجم الفلسطيني الأردني إسلام عباس يتحدث عن بداياته ومشوار احترافه والسلة الفلسطينية والأردنية في الحوار التالي .
|199644|
س : لنتحدث عن بدايات إسلام عباس في كرة السلة ، كيف اتجهت لممارستها ومن كان له الدور الأكبر في ميولك لها ؟
منذ ان كنت في المدرسة ، مارست كافة أنواع الرياضات ومثلت المدرسة في عدة مسابقات ، ككرة القدم والسلة والطائرة واليد وحتى ألعاب القوى مثل رمي الرمح والقرص ، لكن الرياضة الاقرب الي قلبي كانت كرة السلة وهذا ما عززه بعض الاساتذة الافاضل على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ الفاضل حسني يونس .
س : ما هو دور نادي عيبال لكرة السلة في تكوين إسلام عباس ، وأي المدربين الاكثر تأثيراً على أدائك في تلك الفترة ؟
نادي عيبال هو النادي الأم بالنسبة لي حيث أنني وجدت في هذا النادي الرعاية و الاهتمام و كان له الفضل في ظهور اسلام عباس و لكن كرة السلة في ذلك الوقت كانت عبارة عن هواية نمارسها مع الزملاء ، وكانت المتنفس الوحيد في ظل الاحتلال الغاشم ومنع التجول وصعوبات التنقل ، و اكثر المدربين تاثيراً في تلك الفترة المدرب كريم شاهين الذي كان يقوم بعمل تمارين خاصة لي ولبعض اللاعبين من أجل رفع مستوانا في هذه اللعبة .
س : ما الصعوبات التي واجهتها بعد انتقالك لعمان في بداية مشوارك ؟
هذة المرحلة كانت الأصعب في حياتي لأنها كانت تعني الانتقال من مرحلة ممارسة كرة السلة من الهواية الى الاحتراف، و بالتالي البعد عن الأهل و الأصدقاء وبيئة جديدة غريبة نوعا ما ، ولكن وبكل صدق هذا الخوف اختفى سريعاً بسبب المعاملة التي قوبلت بها من قبل الزملاء وخاصة المدرب غيث النجار الذي اعتبرني واحدا من افراد عائلته و كذلك زملائي في الفريق .
س : ماذا أضاف الدوري الأردني لكرة السلة ونادي التطبيقية على وجه الخصوص لإسلام عباس؟
الدوري الأردني في تلك الفترة كان قويأ جداً ، اذ كانت تتنافس 5 أندية على اللقب ، علاوة على المستوى العالي للاعبين ، والذي كان يحتم علي العمل الجاد من أجل مجاراتهم ، وهو ما انعكس على مستواي ومستوى شقيقي زيد، وكنا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا ، وتبقى الفترة التي قضيتها في نادي التطبيقية هي الأجمل وأضافت لي الكثير من الخبرة وأتاحت لي الاحتكاك مع عدة مدارس والتعرف على خبرات جديدة .
س : كيف استقبلت خبر انضمامك للمنتخب الأردني ؟
تفاجات ولكن لحظتها عرفت اني حصدت ثمرة جهدي و تعبي و فرحت كثيرا لهذا التقدير و كان ذلك بمثابة شرف لي ان امثل المنتخب الاردني و لم اجد اي معارضة من اي شخص بل العكس تماما و جدت الترحيب من كل اللاعبين و اعضاء الاتحاد .
|199645|
س : أتفضل أن يتم تعريفك بلاعب فلسطيني أو أردني ، أو كليهما ؟ ولماذا ؟
فلسطين و الاردن بالنسبة لي واحد، فهما رئتاي التي اتنفس بهما ، فلسطين كانت البداية والأردن الاحتضان و الانطلاقة و لهذا فان الفضل لكلتيهما على اسلام عباس و بالتالي لا فرق عندي .
س : بعد عودتك لفلسطين ، كيف وجدت السلة الفلسطينية بعد غياب طويل عنها ؟
كرة السلة في فلسطين بحاجة للكثير من العمل على جميع الاصعدة ، وهذه ليست مسؤولية الأندية وحدها، و لكنها تحتاج الى جميع الجهود من مسؤولين و اتحاد من اجل كسر جميع العقبات التي يضعها الاحتلال في وجه الرياضة الفلسطينية ، وما لاحظته خلال فترة تواجدي أن اللواء جبريل الرجوب يعمل جاهداً و يوجه الاتحادات المختلفة من اجل العمل على النهوض بالرياضة و بكرة السلة على وجه الخصوص .
س : ما الذي حدث لنادي عيبال ولماذا أصبح بعيداً عن المنافسة ، وما الحلول المناسبة لعودة الفريق لمكانته الطبيعية ؟
أنا متأثر جداً لما حصل لنادي عيبال ، إذ يعتبر من الأندية العريقة بكرة السلة ، وباعتقادي أن ما حصل هو مسؤولية مشتركة من لاعبين و إدارة و حتى كمدينة متمثلة بالمحافظة و البلدية و رجال الأعمال الذين لم يقفوا مع هذه المؤسسة العريقة , فمن غير المقبول ان لا تكون في مدينة نابلس صالة رياضية للكرة السلة، ناهيك عن الظروف الصعبة التي عاشتها نابلس على يد قوات الاحتلال من حصار و اغلاق، ولكن قي الوقت الحالي يوجد توجه من ادارة النادي على العمل من اجل اعادة النادي الي المكانة التي يستحقها وأتمنى لهم التوفيق في ذلك ، وأوجه دعوة لبدلية نابلس برئيسها المنتخب حديثا السيد غسان الشكعة و الذي تفاءلت كثيرا بنتخابة لانه من الداعمين للرياضة و حسب علمي ان هناك اجتماع بين ادارة النادي و رئيس البلدية في القريب العاجل أتمنى أن نرى نتائجة على أرض الواقع.
س : حدث لغط كبير حول انضمامك لنادي الوطنية والمشاركة في بطولة المؤسسات السابقة، كيف ترد على كل ما قيل أن انضمامك كان من أجل البطولة فقط ؟
إنها مؤسسة وطنية تحاول مساعدة الرياضين من خلال ايجاد فرص عمل لهم بعكس بعض المؤسسات المختصة في المجال الرياضي و التي تدير ظهرها للرياضيين و انا استغربت جدا من كل ما اثير من ضجة حول هذا الموضوع ، ثانيا البطولة كانت لمدة أسبوع فقط وأنا عملت بدوام جزئي لمدة تزيد عن 4 شهور .
س : بعد اختتام بطولة الشهداء وحصولك مع فريقك الجديد بيت ساحور على مركز الوصافة ، البعض اعتبر أن اسلام عباس سد الثغرة السابقة في الفريق بمركز الارتكاز ، ولكنه أثر على سرعة الفريق وكان سبباً في بطئه في بعض الأوقات ، ما تعليقك ؟
ألا أريد أن أتوجه بالتحية لنادي بيت ساحور ممثلا برئيس مجلس ادارته واعضائه ولاعبيه وجماهيره ، لانهم منحوني الفرصة لكي أعود لفلسطين من خلال بوابة هذا النادي العريق .
ثانيا من الطبيعي أن يحدث ذلك مع أنني أرى فريقي فريق لازال يعتمد على السرعة و الدليل ان معظم هجماتنا و نقاطنا تاتي من ( fastbreak ) ولكن الفريق الذكي هو الذي يقوم باستخدام جميع نقاط قوته في كل وقت من اوقات المباراة وحسب سير المباراة وهذا نقوم به , لانه المستحيل ان يعتمد فريق على السرعة فقط للفوز .
س : هل ما زلت من ضمن اهتمامات المنتخب الأردني ؟
الآن لا يوجد اي استحقاق للمنتخب في الفترة الحالية بدليل عدم وجود جهاز فني ، لكن انا تحت امر المنتخب في اي وقت يشاء .
س : كيف رأيت مستوى المنتخب الفلسطيني في بطولة غرب اسيا الاخيرة في عمان ؟
جيدجدا فالفوز على لبنان و الخسارة من الاردن و ايران بفارق قليل يدل على ان مستوى المنتخب في تلك الفترة كان جيدا و الذي ساعد ايضا انضمام جمال و نيكولا و صني وباعتقادي لو توفر للمنتخب معسكر و مباريات خارجية قبل البطولة لكانت النتائج أفضل، و أتمنى لهم التوفيق في البطولات المقبلة .
س : هل أن مع التجنيس في السلة الفلسطينية ، ووجود لاعب محترف اجنبي في الدوري الفلسطيني ؟
اذا كان مستوى المحترف افضل من مستوى اللاعب المحلي فلما لا فهذا سيؤدي الى ارتفاع مستوى اللاعب المحلي و بالتالي ارتفاع مستوى المنافسة و الذي يؤدي الى ارتفاع مستوى المنتخب ، ولكن يجب ان يكون لدى الاندية امكانيات مادية لهذه الخطوة ، اما موضوع التجنيس فإنه منتشر في كافة دول العالم و ليس من الضرر اذا رأى مدرب المنتخب نقص في مركز معين و أن التجنيس سيؤدى الى سد هذا النقص و يؤدي الى ارتفاع المستوى فليكن، لان هذا ينعكس على المنتخب و يعود عليه بالفائدة .
س : هل وصل المنتخب الأردني لأعلى مستوى له ، أي أنه وصل لسقف طموحاته ، وهذا كل ما لدى السلة الأردنية ، أم أن هنالك تطور قادم وتخطي في المستوى لمنتخب لبنان مثلاً ؟
ثق تماما ان الوصول الى كاس العالم دليل على ان المنتخب الاردني وصل الى افضل مستوياته الفنية و الادارية وهذا لم يحد من طموحاتنا نحن اللاعبين ، ولكن بالعكس هذا أدى الى زيادة هذا الطموح و جعل جيل جديد من اللاعبين يريدون تكرار هذا الانجاز , فالانجاز يحفز ولا يحبط وبالتالي اتمنى ان يبقى المنتخب الاردني رقما صعبا على مستوى القارة الاسيوية في لعبة كرة السلة .