الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير أمريكي :54 دولة ساعدت أمريكا على خطف وتعذيب مشتبهين بالإرهاب

نشر بتاريخ: 06/02/2013 ( آخر تحديث: 06/02/2013 الساعة: 06:54 )
بيت لحم- معا - تكشف حجم ومستويات خطة الاعتقالات غير العادية " extraordinary rendition" التي نظمته وكالة الاستخبارات الأمريكية " سي أي ايه " بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وذلك من خلال تقرير مفصل نشرته منظمة حقوق الإنسان الأمريكية Open Society Justice Initiative المعروفة اختصارا باسم " OSJI." ومقرها مدينة نيويورك والمكون من 213 صفحة غصت بالمعلومات الموثقة عن هذه الاعتقالات والدول التي ساعدت أمريكا على تنفيذها .

وجاء في التقرير الذي نشر اليوم " الثلاثاء" في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية ان 54 دولة على الأقل قدمت المساعدة أو عرضت المساعدة على أمريكا ووكالة الاستخبارات الأمريكية لتنفيذ عمليات خطف وتعذيب ضد من تشتبه أمريكا بضلوعهم بأعمال " إرهابية " وجرى جزء كبيرة من هذه العمليات على الأراضي الأوروبية .

وأضاف التقرير أن دور الدول الأجنبية في عمليات الخطف والتعذيب كان كبيرا للغاية ويمكن الاعتقاد بان خطة الاعتقالات الأمريكية لم تكن تخرج للوجود لولا تعاون هذه الدول .

" لا يوجد ادني شك بان مسئولين كبار في إدارة جورج بوش صادقوا ووافقوا على خرق حقوق الإنسان في مجال الاعتقالات السرية وعمليات الخطف وان حقيقة تمتع هؤلاء المسئولين حتى ألان بالحصانة وعدم تقديمهم للقانون يثير القلق الشديد وان مسؤولية هذه الخروقات لا تقع فقط على عاتق الولايات المتحدة اذ لم يكن بإمكانها تنفيذ اعتقالات سرية وعمليات خطف خارج حدودها دون مساعدة فاعلة من قبل الحكومات الاجنبية لذا يجب على تلك الحكومات ان تتحمل المسؤولية عن هذه الخروقات " وفقا لما جاء في نص التقرير .

وذكرت منظمة " OSJI " اسم الباكستان وافغانستان ومصر والاردن متهمة اياهم بممارسة التعذيب على مدى سنوات داخل السجون السرية مؤكدة ان هذه الممارسات موثقة .

والى جانب الدول المذكورة ظهر أيضا اسم ايرلندا وايسلندا وقبرص المتهمة وفقا للتقرير بتقديم المساعدة السرية واصدار تصاريح المرور الجوي والسماح للولايات المتحدة باستخدام مطاراتها .

ويؤكد التقرير ان دولة كندا لم تسمح فقط باستخدام مجالها الجوي لكنها زودت السي أي اية بمعلومات ادت لاختطاف مواطن كندي وتعذيبه لاكثر من عام .

واتهم التقرير سوريا وإيران مؤكدا إن سوريا كانت احد الأهداف العادية والطبيعية للطائرات التي تقل المعتقلين السريين فيما وافقت إيران على نقل 15 مشتبها به إلى افغانستان بعد وقت قصير من الاجتياح الأمريكي وذلك بعد ان تأكدت إيران أن حكم طالبان سينهار قريبا .

واختفت دول ممثل النرويج وإسرائيل من قائمة الدول التي اتهمها التقرير بمساعدة أمريكا على الاعتقال السري والاختطاف رغم أن التقرير أشار إلى دول شرق أوسطية كثيرة قدمت المساعدة لجهاز السي أي ايه كما وظهرت في التقرير المانيا واسبانيا واستراليا فيما اختفت فرنسا وهولندا وهنغاريا .

ويشير التقرير إلى جورجيا كدولة قدمت المساعدة فيما يبرئ روسيا مثلا ويتهم دول بولندا ولاتفيا ورومانيا بوضع سجون سرية تحت تصرف أمريكا فيما تخصصت بريطانيا التي قدمت الكثير من المساعدة للخطة الأمريكية بعمليات التحقيق مع المعتقلين وسمحت باستخدام مطاراتها ومجالها الجوي وتعاونت في نقل شخصا واحدا على الأقل يدعى " سامي السعيد " وتسليمه إلى ليبيا حيث خضع هناك لتحقيقات تحت التعذيب أدلى خلاله بمعلومات تسببت باعتقال شخصا أخر .

ويبدو أن معدو التقرير فضلوا نشره ألان بسبب النقاش الذي سيجريه الكونغرس الأمريكي فيما يتعلق بتعين " جون برنر " رئيسا جديدا لوكالة المخابرات المركزية والذي استجوب قبل أيام في لجنة الاستخبارات التابعة للكنيست وطلب منه الإجابة عن سؤال يتعلق بدوره الشخصي في خطة الاعتقالات الأمريكية وأساليب التحقيق القاسية التي اتبعها إدارة بوش.

واخيرا دعا التقرير الذي حمل عنوان " عولمة التعذيب " الولايات المتحدة الى ادانة خطة الاعتقالات واغلاق السجون السرية المتبقية ومحاكمة المسؤولين عن خرق حقوق الانسان جنائيا بما ذلك من نالوا كما يبدو مباركة حكوماتهم