الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل الهموم متحركة أم ثابتة ؟ ماذا يقولون في رام الله ؟

نشر بتاريخ: 24/03/2007 ( آخر تحديث: 24/03/2007 الساعة: 14:13 )
رام الله- معا- وفا- بعد عامين من الاعداد، انطلق "صبحي" في مسيرة حياته اليومية الساخرة، معبراً عن الهموم الاجتماعية التي يحياها المواطنون الفلسطينيون، والتي لا يلقي لها الكثيرون بالاً لانشغالهم بالحياة السياسية. يحاول "صبحي" تغيير الواقع الاجتماعي المعاش عبر انتقاد الظواهر السلبية من خلال حلقات تلفزيونية جرى إعدادها وانطلقت في رام الله.

في الحلقة الأولى التي حضرها عدد من الإعلاميين والفنانين الذين تواجدوا في رام الله، خلال ندوة مشاهدة وتقييم الإنتاج الأولي لمشروع الإعلام المجتمعي "هموم متحركة"، حاول صبحي إنتقاد الأزمة المرورية التي تشهدها المدن الفلسطينية، وكيف يستغلها الشبان، عدد من الشبان من أجل المعاكسات.

أسرة مشروع "هموم متحركة" الذي ينظم من قبل المجلس الثقافي البريطاني، ومركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت، فكرت في كيفية طرح الهم اليومي الفلسطيني في الإعلام، فخرجت بشخصية "صبحي" الذي يحاول أن يطرح ما يجول في بال الفئات الفقيرة والمهمة من الفلسطينيين، والتي تفشل دائماً في إيصال أفكارها إلى الفئات الأخرى، في محاولة لنقد الواقع السلبي، وتغييره نحو الأفضل.

بلال غيث من وكالة وفا كتب يقول: وحلقات "هموم متحركة" الاثنتا عشرة في المرحلة الحالية، تمتد عبر 12 دقيقة، وهي عبارة عن رسوم متحركة، بطلها المواطن "صبحي" صاحب الشعر الطويل والذقن الطويلة، الذي يتنقل في كثير من الأماكن التي لا يركز عليها الإعلام في عمله، وعند تناولها يتناولها بشكل صطحي مقارنة بالتغطية الإعلامية للأحداث السياسية. ويحاول "صبحي" في كل حلقة انتقاد الواقع المعاش، وسوف تبث في وقت لاحق على شاشة تلفزيون فلسطين، وشاشات تلفزيونات شبكة معا المحلية.

رسامو كاريكاتور، أبرزهم بهاء البخاري، يصلون الليل بالنهار عملاً من أجل الانتهاء من إعداد الحلقات، فهم يعكفون على رسم الشخصيات الكاريكاتورية المشاركة في كل حلقة، ومن ثم إدخال الأصوات إليها وتحريكها، وهذا عمل شاق يتطلب الكثير من الوقت والجهد، كما يقول الفنان البخاري.

ويضيف البخاري، أن الدقيقة الواحدة قد تحتاج في بعض الاحياء إلى أربعة أيام من العمل المتواصل من أجل خلق الرسومات المناسبة ودمجها بالفكرة المطلوبة وتحريكها وإدخال الأصوات عليها، وهذا عمل شاق بالنسبة لجميع العاملين في هذه الفنون، يتطلب مهنية عالية وإتقاناً كبيراً.

ويرى الفنان جورج خليفة، العامل في معهد الإعلام بجامعة القدس، أن ما يمز هذا الفن أنه لا يعرف نفسه كفن واقعي، بل إنه يستخدم شخصيات رمزية، وهذا يتيح للعاملين فيه طرح أفكارهم وانتقاد الواقع بشكل أكبر ما يسهم في تسريع عجلة التغيير المجتمعي، التي يهدف هذا الفن إلى تحقيقها.

كما أنه فن ساخر يصل إلى عدد من المواطنين يقول خليفة: فهو يعتمد على الدعابة وشد المشاهدين إليه بشكل كبير، وهو لا يزال غير منتشر في فلسطين بشكل كبير، وتحريك الرسوم الكاريكاتورية يقوم به الفنان البخاري بشكل مميز، الأمر الذي قد يدفع باتجاه عقد دورات في مجال تطوير هذا النوع من الفنون.

وخلال الندوة عرضت رئيس تحرير صحيفة الحال والمحاضرة في جامعة بير زيت نبال ثوابتة، آلية المشروع، مشيرة إلى أنه جرى البحث في الفترة الماضية عن شخص قادر على إيصال الرسالة التي نريدها إلى المشاهدين، وبعد بحث طويل، توصلنا إلى شخصية "صبحي"، وهو الإنسان العادي، الذي يعكس الهموم الاجتماعية اليومية لكل مواطن فلسطيني.

وشارك في الاحتفال السيد مارتن بولتر، نائب رئيس المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين، الذي أعرب عن سعادته بانطلاق هذا المشروع، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا المشروع في تعزيز العلاقات بين دولتي فلسطين وبريطانيا.

وقدم الإعلامي عماد الأصفر، الذي يعمل في تلفزيون فلسطين، نبذة عن المشروع، مشيراً إلى أن الإعلام يركز على السياسة أكثر من القضايا الاجتماعية، إذ ابتدأ المشروع بعرض حلقات عن البطالة، وهي من أكثر الهموم التي يحياها المجتمع الفلسطيني.

وجاء اختيار هذه القضية، بعد أن أظهرت الأبحاث الميدانية أنها من أهم القضايا التي تؤرق المواطن الفلسطيني.

ولكن يبقى التساؤل حول صبحي، هل سينطلق محاولاً تخفيف المعاناة الاجتماعية التي يحياها المواطن الفلسطيني، أم أنه سيُقمع ويُقتل في مهده، لمنعه من الحديث عن قضايا قد تبدو حساسة لكثير ممن لا يرغب في مشاهدتها؟.