الثلاثاء: 17/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

مركز الميزان يصدر دراسة بخصوص مرضى الفشل الكلوي

نشر بتاريخ: 19/03/2013 ( آخر تحديث: 19/03/2013 الساعة: 22:38 )
رام الله - معا - أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، دراسة بعنوان "الحقوق الصحية لمرضى الفشل الكلوي تحديات وآمال"، وتطرقت الدراسة في البداية للحق في الصحة في المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ثم انتقلت في جزئها الثاني للتعريف بمرض الفشل الكلوي وطرق علاجه.

وتناولت الدراسة في جزئها الثالث واقع الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الفشل الكلوي في مستشفيات القطاع بشكل عام، مع التركيز على مستشفى مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي التخصصي كنموذج، حيث الأولى المستشفى الأكبر التي يقدم هذه الخدمة، والثانية، هي الوحيدة التي تقدم هذه الخدمة للأطفال، وذلك عبر مقابلات أجراها باحث المركز مع المرضى وطواقم الأطباء والتمريض داخل هذه المستشفيات.

ووقفت الدراسة عند العديد من التحديات التي تعيق تقديم خدمات صحية مناسبة لمرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة، خاصة في ظل الاحتلال والحصار والانقسام الذي حال دون تطوير قطاع الصحة والارتقاء بالخدمات الصحية بالشكل المناسب، ومن أهم هذه التحديات: النقص في عدد الأطباء، الممرضين، والأسرة، والعجز شديد في أخصائي الكلى، والممرضين ذوي الخبرة في رعاية مرضى الكلى، والنقص في عدد أجهزة الغسيل الكلوي خاصة من نوع جامبرو "Gambro"، والتي توفر الغسيل الكلوي للأطفال دون سن الخامسة، كما لا يتوفر الغسيل الكلوي البيروتوني، الذي يعتبر أفضل من الغسيل الدموي المتوفر في قطاع غزة، خاصة وأن هناك العديد من المرضى لا ينفع معهم إلا هذا النوع من الغسيل، الأمر الذي يدفع وزارة الصحة إلى تحويل هؤلاء المرضى للعلاج في الخارج.

ويضاف إلى ذلك النقص على مدار العام في العديد من أصناف الأدوية والمهمات الطبية، ومن هذه الأدوية: مضادات الفسفور، علاجات تثبيط المناعة، إبر وزجاجات "أنبولات" الحديد، والكالسيوم، أما المهامات الطبية فيوجد نقص في المحاليل اللازمة للغسيل الكلوي، الفلاتر، وموصلات الدم، وبشكل عام يظل المرضى طوال العام تحت رحمة نقص الأدوية التي لا يتوفر في معظم الأحيان مخزون احتياطي منها.

ومن التحديات الخطيرة أيضاً، العجز في القساطر الخاصة بعملية الغسيل الكلوي، حيث تحّول الحالة للخارج في بعض الأحيان لتركيب قسطرة، كما أن ملحقات أجهزة غسيل الكلى غير مناسبة للأطفال مثل موصلات الدم والفلاتر، ما يجعل من عملية الغسيل الكلى مرهقة جسدياً ونفسياً للأطفال، علاوة على ذلك فإن قسم كلى مبيت في مستشفى الرنتيسي غير مؤهل للاستطباب، بسبب قلة عدد الأسرة وضيق المكان وغياب التهوية المناسبة، وغيرها من الأسباب الضرورية لذلك، أما مستشفى الشفاء فلا يوجد فيه قسم خاص بمبيت مرضى الفشل الكلوي، حيث يكون مبيت هؤلاء المرضى في قسم الباطنة ومخالطين غيرهم من أصحاب الأمراض الأخرى، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر بسبب مناعتهم الضعيفة.

وفي نهاية الدرسة أكدت على ضرورة إعمال الحقوق الصحية لمرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم، وذلك من خلال توصياتها التي طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك فوراً لضمان تمتع سكان القطاع بحقوقهم الصحية، والتحرك الفاعل لضمان وقف العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على قطاع غزة وسكانه، وإلزامها بالقيام بمسؤولياتها بتأمين الصحة العامة والشروط الصحية وأن توفر بأقصى ما تسمح به وسائلها العناية الطبية للسكان في الأراضي المحتلة، وإنهاء الانقسام، وضمان تحييد القطاعات الخدماتية عن التجاذبات والصراعات السياسية، بما يضمن إدارة القطاع الصحي على نحو أفضل.

وطالبت ايضا الحكومتين في "الضفة وغزة" بالارتقاء في الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الفشل الكلوي، وذلك من خلال توفير أعداد مناسبة من الأطباء والممرضين من ذوي الخبرة في أمراض الكلى، وتوفير أطباء متخصصين في أمراض الكلى، ورفع كفاءة الأطباء والممرضين في أقسام الكلى، عبر تطوير قدراتهم من خلال المشاركة في المؤتمرات والدورات وغيرها من الوسائل التي ترفع من قدراتهم تقديم رعاية صحية مناسبة لمرضى الفشل الكلى، وتوفير أعداد كافية من أجهزة غسيل الكلى، وتوفير أجهزة غسيل كلى من نوع جامبرو التي تتيح الغسيل الكلوي للكبار وللأطفال دون الخامسة، وتوفير الغسيل الكلوي البيروتوني، الذي يعتبر أفضل من الغسيل الدموي المتوفر في قطاع غزة.

واضاف بأنه يجب بناء أقسام مستقلة ومجهزة بشكل مناسب لمبيت المرضى، توفير خدمة غسيل الكلى في محافظة شمال غزة، أسوة في باقي المحافظات وذلك للتسهيل على المرضى في الوصول للخدمات العلاجية، وتوفير جميع الأدوية بدون استثناء وبالمجان لمرضى الفشل الكلوي، وتضافر جهود المجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص، في توجيه الدعم لتوفير الإمكانات المناسبة لعلاج مرضى الفشل الكلوي.