الجمعة: 04/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

شباب يصنع الأمل في زمن البطالة

نشر بتاريخ: 21/03/2013 ( آخر تحديث: 21/03/2013 الساعة: 13:54 )
غزة- معا - البطالة غمامة كبيرة تخيم على قطاع غزة المحاصر فلا يرى الخريجون لها نهاية, وحسب لجنة الإحصاء المركزية في آخر تقاريرها أفادت أن نسبة البطالة في غزة تفوق الثلاثين في المائة مع غياب أي أفق للانفراج.

ومن وسط هذه المعاناة تداعى مجموعة من الشباب الغزي لمحاولة إيجاد فرصة عمل من خلال إقامة مجموعة ابن سينا لخدمات التمريض والرعاية المنزلية والتي عمدت لتقديم خدمات قديمة جديدة بشكل مستحدث, لاقت القبول من المجتمع الغزي.

وكالة معا التقت بعض أفراد هذه المجموعة، ويقول أسامة محمد مدير المجموعة سعينا من خلال المجموعة لإيجاد فرص عمل للشباب والفتيات من المخريجين الذين امضوا كثيرا من حياتهم في مجال التطوع فكونوا خبرة من خلال التجربة على ارض الواقع ولم يستطيعوا أن يجدوا مكانا لتطبيق هذه الخبرة.

ويضيف "تمكنا من إيجاد فرص عمل لأكثر من أربعين من الشباب والفتيات في مجالات عمل المجموعة والتي تقوم على تقديم خدمات التمريض المنزلي والعلاج الطبيعي المنزلي ورعاية المرضى وكبار السن في المنازل والمستشفيات وهو ما بعث فيهم روح الأمل لديهم".

الممرض إبراهيم جمال تخرج قبل عدة سنوات وفي كل عام يقدم طلبا للعمل في وزارة الصحة لا يوفق بالحصول على عمل, يقول "وزارة الصحة تكتفي بعدد قليل من المقدمين لا يقارن بعدد الخريجين في كل عام، وبقيت والكثير من زملائي في انتظار فرصة أخرى في العام القادم".

وبعد السنوات التي قضاها إبراهيم متطوعا في إحدى مستشفيات مدينة غزة، أعرب عن سعادته بالعمل ضمن مجموعة ابن سينا التي تعرف عليها من خلال إعلان عن حاجتها لممرضين نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، فهو يعمل فيها حاليا كممرض ومرافق تمريضي للمرضى في منازلهم, ويطالب بإيجاد المزيد من فرص العمل للخريجين.

وكأي خريج تحلم نسرين فوزي وهي أخصائية علاج طبيعي تخرجت قبل خمس سنوات بالحصول علي وظيفة وتقول "راودني كثيرا الحلم أثناء الدراسة بأنني سأتوظف فور تخرجي فالجميع كان يتحدث عن الفرصة القوية لتخصصنا في العمل ولكني فوجئت بأنه كباقي التخصصات من حيث انتشار البطالة بين خريجيه وهنا بدأت بالبحث عن عمل".

عملت نسرين كأخصائية علاج طبيعي على بند البطالة في وكالة الغوث وأخرى بالحكومة وثالثة كمتطوعة, واليوم هي حققت جزء من حلمها بعد أن عرضت عليها مجموعة ابن سينا العمل بمقابل مادي ضمن المجموعة وتضيف "المجموعة تتميز بتقديم خدمات جديدة والعمل معها يشعرني بإنسانيتي فأنا أطبق ما تعلمته وأرسم البسمة على شفاه المرضى كما أحقق كياني وحلمي بالعمل بمقابل مادي".

من جانبه أكد م .طارق سلامة وهو خبير مشاريع وصاحب شركة إلكترونيات إعجابه بالمشروع والذي أعتبره دليلا على قدرة الشباب على الإبداع وتحدي الظروف بالإمكانيات المتاحة, داعيا الشباب إلى استغلال أوقاتهم في التدريب واكتساب الخبرات الجديدة كما دعاهم لعدم التقيد بتخصصاتهم الجامعية فقد تكون الفرصة في مجال آخر.

وينصح مدير ابن سينا الخريجين بعدم اليأس والجلوس في المنازل وعدم إضاعة أوقاتهم في انتظار الوظيفة الحكومية والتي قد تأتي وغالبا لا تأتي, فعلى الشباب من الجنسين استغلال الطاقات الموجودة لديهم وإقامة مشاريع صغيرة تخدم المجتمع وتوفر لهم مصدرا كريما للدخل وذكر بأن الكثير من أصحاب الشركات العملاقة في العالم بدأت مشاريعهم كأفكار صغيرة استطاعوا تحويلها إلى واقع وكبروا بها فأصبح يشار إليها بالبنان.

وننوه إلى أن مالكي مجموعة ابن سينا هم خريجون من تخصصات بعيدة عن التمريض ولكن الفكرة نبتت وطبقت من شباب رغبوا في تحدي الواقع وعمل شيء جديد ونجحوا وفق الكثير ممن استفادوا من المجموعة ومن الخدمات التي تقدمها.

يذكر أن عدة جمعيات ومؤسسات في غزة تعطي قروضا دون فوائد للأشخاص الذين يرغبون بإقامة مشروعات صغيرة شرط توفر فكرة المشروع لديهم ومع بعض الاشتراطات البسيطة.

|209065|