الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مع اقتراب يوم الأسير: الأسيرات الفلسطينيات يناشدن العالم لإطلاق سراحهن

نشر بتاريخ: 25/03/2007 ( آخر تحديث: 25/03/2007 الساعة: 11:12 )
نابلس - معا - وجهت جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان، نداء لقيادة الشعب الفلسطيني رئاسة وحكومة وكافة القوى والفصائل لتفعيل قضية الأسرى بشكل عام والأسيرات بشكل خاص وتنظيم أوسع حملة شعبية لمؤازرة الأسيرات والأسرى في ظل تصعيد الهجمة التي تشنها إدارة السجون مؤخرا مستهدفة سحب انجازات الأسرى وتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم.

واشارت جمعية نفحة في بيان لها تلقت "معا" نسخة منه، ان الممارسات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الاسيرات في سجون الاحتلال، بسبب رفضهن للاحتلال ومطالبتهن بحرية واستقلال ارضهن وشعبهن والتمسك بالقيم والمباديء الاساسية التي كفلتها كافة الاعراف والقوانين والتي تتنكر لها اسرائيل جملة وتفصيلا، موضحا البيان ان الاسيرات يواجهن تحد وشموخ غطرسة السجانين ويتحملن كل انواع العذاب رافضات الخنوع والاستسلام والتراجع عن الاهداف والثوابت الفلسطينية، لذلك فانهن يتعرضن يوميا لاقسى العقوبات فمن الاحكام التعسفية القاسية الى العزل والمداهمات والتنكيل والاشد مرارة عقاب الاسيرات بحرمانهن من العلاج رغم تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهن والناجمة اصلا عن ظروف التحقيق وواقع السجون والاعتقال الماساوي.

الأسـيرات في أرقـام

هذا ويقترب منا يوم الاسير الفلسطيني مع اصرار اسرائيل على التنكيل بالمراة الفلسطينية واستهدافها باجراءاته القمعية ضاربة عرض الحائط كافة الاعراف والقوانين فخلف قضبان السجون تقبع 128 أسيرة يعشن ظروفا صعبة في السجون الإسرائيلية حيث يشمل هذا العدد على62 أسيرة منهن محكومة و63 موقوفة وثلاثة أسيرات محكومات إداريا وبينهن 95 عزباء و21 متزوجة و4 أرامل وواحدة مخطوبة وسبعة مطلقات ويقبع في سجن الرملة 70 أسيرة وفي سجن تلموند 58 أسيرة .

وحسب توزيع الأسيرات على المحافظات الفلسطينية : القدس 10 أسيرات والخليل 19 أسيرة وبيت لحم 9 أسيرات ونابلس 33 أسيرة والناصرة أسيرتان وجنين 24 أسيرة رام الله 8 أسيرات وسخنين أسيرة واحدة وطولكرم 12 أسيرة ومن قطاع غزة ثلاثة أسيرات وقلقيلية 4 أسيرات".

ويوجد من بين الأسيرات 12 طفلة لم يبلغن سن 18 عاما، توجد 7 منهن في سجن الرملة، و5 في سجن تلموند. 11 منهن موقوفات بانتظار المحاكمة، وأسيرة واحدة محكومة

جنبا الى جنب مع الرجل

جسدت المرأة الفلسطينية الشعار القائل بان (المرأة نصف المجتمع) عمليا على الأرض فقد كافحت وصبرت وصمدت في وجه السجن وقساوة السجان ، وشكلت الحركة النسوية الأسيرة تجربة مميزة، وان تشابكت في تجربتها مع مجمل التجربة الجماعية للأسرى ، لكنها أكثر ألماً ومعاناة ، فهي الأم التي أنجبت أطفالها داخل السجن ، وهي الأم التي حرمت من أبنائها ، وهي الطالبة التي حرمت من مواصلة حقها في التعليم ، وهي المرأة التي تعاني المرض في ظل الإهمال الصحي المتبع في سياسة إدارة السجون ، وهي المرأة التي صبرت سنوات طويلة خلف القضبان وهي .. إلخ. .



اسيرات في العزل

وفي محاولة منها لعزل الأسيرات تقوم إدارة السجن بتأخير دخول الصحف، ويوجد لدى بعضهن جهاز تلفاز، وتضع إدارة السجن العديد من العراقيل أمام إدخال الكتب للأسيرات اللواتي يقضين معظم وقتهن بالغرف، ولا توفر الإدارة مكان خاصا لأداء الشعائر الدينية، وتمنع أداء الصلاة الجماعية.


انتهاكات...ولا مجيب

ويشار الى ان ادارة المعتقلات تنتهك كافة الحقوق الإنسانية للاسيرات، ومن الممارسات رش الأسيرات أكثر من مرة بالغاز المدمع وتعرضهن للضرب، وفرض العزل الذي قد يصل لشهر على العديد منهن، ومنعهن من الفورة اليومية، بالإضافة للعقوبات الفردية مثل حرمان من زيارات الأهل، وفرض غرامات مالية عليهن قد تصل إلى 400 شيكل تقتطعها الإدارة من حساب الكانتين الخاص بكل أسيرة. بالإضافة إلى التفتيشات المستمرة من قبل الإدارة لغرفهن والتي تأخذ طابعا تخريبيا لحاجياته الشخصية، ناهيك لفرض التفتيش العاري والمذل عليهن..

ويحتوي معتقل هشارون- تلموند على غرف كبيرة وأخرى صغيرة تنام فيها أسيرتان على أسرة، بينما تنام ثالثتهن على الأرض. وتفتقر غرف الأسيرات في تلموند للضوء الطبيعي والتهوية الجيدة نظرا لتغطية إدارة السجن النافذة الوحيدة في الغرف بلوح حديدي يمنع دخول الضوء الطبيعي للغرف، وما يزيد الأمر سوءا وجود الحمام داخل الغرفة فلا يفصله سوى ستار قماشي عن الغرفة، مما يسبب انبعاث روائح كريهة بشكل دائم دخل.

وفي تلموند مدة الفورة التي تسمح بها الإدارة هي ثلاث ساعات يوميا، وان كان هذا يبقى قابلا للمصادرة أو المساومة عليه من قبل الإدارة كجزء من الإجراءات العقابية ضدهن..

وعن ظروف الطعام الذي يقدم للأسيرات تقول عليان ان ما يقدم للأسيرات وجبات تكرر بشكل دائم، وتشتمل وجبة الطعام الأكثر تكرار وشهرة على معكرونه، أرز، شوربة، باذنجان غير مقلي جيدا.

وتضيف عليان ان الوجبات لا تراعي فيها الإدارة أو الطبيب الموجود في السجن الوضع الصحي للأسيرات وخاصة المريضات منهن حيث قامت إدارة السجن قامت بتقليص حصص الأسيرات من الفاكهة والخضار منذ إضراب الأسرى في شهر آب -2004، ما يدفع الأسيرات للاعتماد على الكانتين بشكل رئيس.

هذا الوضع يضيف على الأسيرات عبئا إضافيا حيث تبلغ التكلفة الشهرية لكل أسيرة حوالي 300- 400 شاقل شهريا حتى توفر بعض احتياجاتها الأساسية، فلا تقدم إدارة السجن للأسيرات أية مواد أو مستلزمات تنظيف، ولا تزودهن بالمناشف ولا تعطيهن أي أدوات، أو صابون للاستحمام "شامبو"، حيث يقمن بشراء مواد تنظيف الغرف على حسابهن الخاص، وهناك غسالتان بالقسم ونشافة، ويتم إصلاح الملابس التالفة بشكل يدوي نظرا لعدم وجود مخيطة في السجن، وهناك نقص في الملابس والأحذية، ولم تسمح إدارة السجن بإدخال الملابس منذ حوالي 5 شهور.



الاسيرات في عيد الام

وفي قصة تروي لنا الاسيرة الادارية عطاف عليان لحظات فصل إبنتها عائشة عنها والحالة التي عاشتها بعد أن فارقتها طفلتها ، وبالرغم من ذلك فأنها لا زالت تنتظر قرار المحكمة حول إعتقالها الاداري الذي تم تجديده للمرة الرابعة ، فيما تطرقت الاسيرة سمر صبيح إلى فراق عائشة قائلة أن طفلها براء الذي كان يوميا يلعب ويلهو مع عائشة إفتقدها هو الاخر رغم أنها وقبل مغادرتها السجن تركت له ملابسها وألعابها ، وفي الجهة المقابلة إستذكرت الاسيرة الادارية نوره جابر أطفالها الستة الذين تركتهم هي وزوجها الاسير سامي الهشلمون ، معتبرة أن الاعتقال الاداري وإبتعاد الزوج والزوجه عن أطفالهما أمر لا يمكن تحمله .

ومن جهته فقد توجه المدير العام لجمعية نفحة للدفاع عن حقوق الارض والانسان لكل نساء العالم ولكل من تبقى له ضمير ليتوقف امام معانات اسيراتنا والجحيم الذي تفرضه اسرائيل على المراة الفلسطينية بسجونها وحصارها وعدوانها وحربها التجويعية لكسر ارادتها التي لن تكسر والنيل من عزيمتها التي تزداد قوة رغم الجحيم الذي تعيشه ليل نهار وصرختها من خلف القضبان وتطلق صرختها مدوية لمساعدتنا في كسر هذه القيود واغلاق هذه السجون والانتصار لمطالبنا ومطالب واهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وناشد بشارات الفصائل التي تختطف الجندي الاسرائيلي برفض المعايير والاشتراطات الاسرائيلية والاصرار على اغلاق ملف الاسيرات والاسرى وتبييض السجون حتى تحقق عملية الاختطاف اهدافها.