الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الشق" تجمع بين الحداثة والبداوة

نشر بتاريخ: 31/03/2013 ( آخر تحديث: 31/03/2013 الساعة: 14:56 )
غزة - تقرير معا - أزيلت الخيمة واستبدلت بالأحجار الإسمنتية, لكنها ظلت محتفظة باسمها " الشق" وهي تضم بين جوانبها جلسة بدوية بقهوة عربية أصيلة, وشيخ قبيلة يلتف حوله رجال من قبيلته لتجمع بين الحداثة والبداوة, تلك هي القرية البدوية في شمال قطاع غزة, هي قرية بالمسمى ومخيم من مخيمات اللاجئين بالشكل.

القرية البدوية البالغ عدد سكانها ما يقارب ستة آلاف نسمة, قبل أن تصل مدخلها تستقبلك أحواض الصرف الصحي التي أغرقتها يوما ما وقتلت عددا من ابناءها.. شوارعها مرصوفة وبيوتها تتخذ أشكالاً عدة فمنها ما هو مصنوع من الاسمنت وأخرى من الصفيح وآخرها خيمة من قطع القماش السميك, قرية وصلها التطور والتكنولوجيا منذ زمن ليس بالقليل, شبكة الانترنت والاتصالات والكهرباء التي تنقطع باستمرار وبئر جوفي هو المصدر الوحيد للمياه.

وفي منتصف القرية يجلس جمعان ابو حشيش في ديوانه مستقبلا ضيوف القرية ليبدأ الحديث عن القرية وعاداتها.

ويقول ابو حشيش "هناك بعض العادات والتقاليد التي لازلنا نحتفظ بها كالمقعد أو "الشق" أي الديوان لأنها تعبر عن العُرف والعادة والقهوة العربية والدلة التي ترمز للخير وكرم أهلها، فإن غابت غاب الخير معها، حديثنا شوري وروحنا واحدة، وغريبنا قريب", مضيفاً " في القرية لكل منا شيخ، يشاورنا في الأمر، ولكن لا يبت ولا يصدر الحكم النهائي إلا بعد التشاور".

ويوضح: أن العادات والتقاليد هي من تربطهم بالمجتمع وتربية أشبالهم تتم وفقها حيث أنه بعد بلوغ الطفل سن الثانية عشر فان عليه ان يتجه للشق ليتعلم تقاليد القبيلة ويتشرب أصولها.

ويضيف: "القرية عائلة كبيرة تجتمع تحت مظلة واحدة تحميها وتربط أبناءها علاقات طيبة وعندما يكون في القرية " زفاف" فان القرية كلها كبيرها وصغيرها تشارك بدون دعوة، أربع ليال تسبق يوم الفرح النهائي تعرف بـ "الدح " تصدح بها بالشعر العربي الأصيل".

وكان للحالة الاقتصادية للقرية نصيب في حديثنا فيقول أبو حشيش: "كغيرنا من مناطق القطاع نعاني من حالة اقتصادية صعبة بسبب الاحتلال والحصار المفروض على قطاع غزة ومعظم سكان القرى يعتاشون على مخصصات الشؤون الاجتماعية حيث تبلغ نسبة البطالة ما يزيد عن 70% "، مضيفا " نعاني من قلة المشاريع التنموية والتطويرية حيث انه في عام 1997 تم رصف الشوارع ومنذ العام 2006 لم يتم إنشاء أي مشروع سوى مشروع القرية الزراعية الذي تم فيه تجريف 2000 دونم من الأراضي الحكومية وتوزيعها على المواطنين ليتبرعوا بدورهم بحفر بئر مياه زراعي, وتم اقتراح عمل سوق تجاري ولم يتم تشغيله حتى الآن ".

أما الجانب التعليمي, فأوضح أن في القرية مدرسة حكومية واحدة لجميع المراحل الدراسية، وبالنسبة للتعليم الجامعي فان نصيب الفتيات ضئيل لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.

وتحاول القرية التأقلم مع الأوضاع الصعبة التي تحياها فلا خيار امام سكانها سوى البقاء والصمود.
|210853|
|210857|
|210852|