الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خوف وتشريد حال سكان الاغوار في ظل المناورات العسكرية

نشر بتاريخ: 01/05/2013 ( آخر تحديث: 01/05/2013 الساعة: 14:03 )
خوف وتشريد حال سكان الاغوار في ظل المناورات العسكرية
جنين- تقرير معا - منذ ساعات مساء الاثنين عاش 1200 نسمة من سكان مضارب المالح والأغوار الشمالية معاناة صعبة، فسلطات الاحتلال اجبرتهم على الرحيل من اماكن سكناهم بحجة تنفيذ مناورة عسكرية اسرائيلية.

طاقم معا في جنين ولليوم الثاني على التوالي استطاع الدخول الى المناطق الغورية التي تنفذ على ارضها قوات الاحتلال المناورة العسكرية، رغم ان المنطقة اعلنها الاحتلال عسكرية مغلقة كما انه اغلق كافة الحواجز العسكرية الثابتة "الحمرا وتياسير" المؤدية الى الاغوار الشمالية ووضع 6000 مواطن في سجن كبير.

|216107|مناورة عسكرية بسيطة
وخلال التجوال الذي دام لخمس ساعات تبين ان الشوارع فارغة من السيارات الفلسطينية إلا من بعض الدوريات العسكرية وارتال من الدبابات المنتشرة، لكن لم نلاحظ المناورة العسكرية بالحجم الذي روجته وسائل الاعلام العبرية، فرغم دخول عتاد عسكري كبير إلا ان القوات اطلقت بضع قذائف من دباباتها وطائراتها احرقت مساحات ارضية مزروعة، مما يؤكد ان حجة المناورة العسكرية انما هي سياسة اسرائيلية لتضييق الخناق على السكان لإجبارهم على الرحيل.

|216108|القذائف احرقت مئات الدونمات الزراعية
يقول عارف ضراغمه رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية لمراسل معا في جنين ان تدريبات الاحتلال دمرت وأحرقت مئات الدونمات من المراعي والمزروعات البعلية في كافة قرى وخرب المالح ووادي بزيق والرأس الاحمر، فقوات الاحتلال التي استخدمت عتادا عسكريا ثقيلا اطلقت بضع قذائف حية من الدبابات والطائرات ادت الى احتراق مئات الدونمات، كما ان السكان غير قادرين على الوصول الى الحرائق لإطفائها بسبب منع جيش الاحتلال حرية الحركة وتقييدهم في مناطق بعيدة عن مناطق سكناهم.

وأضاف حرق الاراضي الزراعية كبد المزارعين خسائر فادحة، مناشدا الوقوف الى جانب السكان في ظل هذه المعاناة والظروف الانسانية الصعبة التي خلفتها سياسة الاحتلال.

وخلال جولة معا في مناطق مختلفة من الاغوار الشمالية في ظل تنفيذ الاحتلال المناورة العسكرية توجه طاقم معا الى مجموعة من المواطنين شردوا عن اماكن سكناهم كانوا قد افترشوا الارض والتحفوا السماء يجلسون تحت اشجار يستظلون بها.

راسم ضراغمه احد المواطنين قال "الجو حار والشمس حارقة والغبار ملأت عيوننا والهم يعتلينا نفكر بأبنائنا وعائلتنا التي تشتت".

واضاف "انا هنا مع اربعة من ابنائي وزوجتي واربعة اخرى من ابنائي في مكان اخر لا اعرف ما هو حالهم و150 رأس غنم في مكان اخر لا اعلم ماذا حصل لها اكثر من ذلك ماذا اقول".

الى جانب راسم يجلس الحاج الخمسيني علي سلامة شارد الذهن يفكر بعائلته التي تشتت وبماشيته التي تتواجد بالقرب من مكان سكنه في حمامات المالح تركها هناك ويقول "اعيل 30 فردا تشتتوا اليوم انقسمنا الى ثلاثة اقسام ولا اعرف ما مصيرهم الان".

وأضاف يقول " يوم الثلاثاء الماضي تشردت العائلة عندما هدمت جرافة الاحتلال خيمتي بحجة عدم الترخيص فمعاناتي كما معاناة الالاف من سكان الاغوار الشمالية تتكرر والجميع يتساءل: متى سننعم بالاستقرار والهدوء؟".
|216109|
اطفال يلهون تحت اشعة الشمس الحارقة
طاقم معا انتقل خلال جولته الى مكان اخر لنجد مجموعة اطفال يلهون تحت اشعة الشمس الحارقة ومنهم من يستظل بالأشجار ليسرقه النوم، وآخرون يجلسون في عربات الجرار الزراعي ينتظرون لحظة عودتهم الى منازلهم، ومن بين هؤلاء بيسان الطفلة المعاقة ذات السنوات السبع لا حول لها ولا قوة تنظر الى اشقائها وأبناء عمها يلهون فما عليها إلا اللهو بالتراب لعل الوقت يسير بسرعة وتعود ادراجها الى منزلها لتستطيع التنقل بعربتها التي تركتها في خيمة عائلتها.

وخلال تواجدنا عند الاطفال مرت دورية عسكرية خلفها مجموعه من المركبات العسكرية الثقيلة اخذوا يتراكضون اتجاه ابائهم يحتمون خوفا من رصاصة طائشة او اوامر ضابط عسكري بلا قلب ولا رحمة يجبرهم على الرحيل الى مكان اخر.
|216110|
عودة الذاكرة الى النكبة والنكسة
في مكان اخر وبالقرب من الرأس الاحمر شاهدنا عائلات يحملون ملابسهم، قالوا لنا "كلما نستقر في مكان امن تأتينا ارتال من الجيش تحمل عتادا عسكريا ثقيلا ويجبرونا على الرحيل وترك المكان بحجة ان المكان غير امن وقد تنقلنا الى عدة اماكن ولا نعرف اين نستقر حتى تنتهي المناورة العسكرية".

كلما نظرنا اليهم تعود بنا الذاكرة الى هجرة الاباء والأجداد خلال نكبة 1948 ونكسة 1967 رغم اننا لم نعايشها، الحاج ابو محمد يقول "عشت النكبة وكان عمري 8 سنوات وعشت النكسة 27 عاما ومازلت اعيش عشرات بل مئات النكبات هنا في الاغوار الشمالية جراء الممارسات الاسرائيلية بحقنا وجراء التدريبات العسكرية والهدم المتواصل لخيمنا وإجبارنا على التنقل والرحيل الى اماكن عدة".

بينما رد عليه مهيوب ضراغمه الذي يرافقه في التنقل من مكان الى مكان ويقول "48 و 67 كانت سنوات معروفة انها بداية حروب لكن ما نعيشه الان انما هي سياسة اسرائيلية من اجل اجبارنا على الرحيل".

وأضاف " لم تحدث مناورة عسكرية اليوم وإنما هو ادعاء اسرائيل لدب الرعب في قلوب السكان فكل ما اطلقته الاحتلال بضع قذائف وبعض من الرصاص الحي والآن كما ترى دوريات تتجول ودبابات تتمركز وطائرات تحوم السماء فقط وكل ما يحدث الان فقط اجبارنا على الرحيل ولن نرحل".
|216095|
مناشدات لكن ما من مجيب
سكان المناطق الغورية اطلقوا عدة مناشدات الى المؤسسات من اجل تقديم المساعده لهم لكن ما من مجيب الا من بعض المؤسسات الرسمية كمحافظة طوباس ووزارة الصحة التي قدمت المواد الغذائية والعلاجات الطبية من خلال عيادة متنقلة.

يقول احمد اسعد نائب محافظ طوباس لمراسل معا ان ما تقوم به سلطات الاحتلال جريمة حرب وخرق لاتفاقية جنيف الرابعه وعلى الجميع ان لا يصمت وعلى المجتمع الدولي زيارة الاغوار الشمالية ليرى بأم عينيه ما يقوم به الاحتلال بحق المواطنين القاطنين في الاغوار الشمالية فهؤلاء السكان يحتاجون الى دعم متواصل من اجل تثبيتهم على ارضهم.

وأضاف ان محافظة طوباس وبناء على تعليمات الرئيس محمود عباس قامت بزيارة المناطق التي تتعرض الى انتهاكات اسرائيلية نقوم برصدها وننقل الصورة الى العالم لفضح ممارسات الاحتلال وان ما يحدث من مناورات عسكرية انما هي سيناريو يتكرر كل فترة والهدف الوحيد في النهاية اجبار السكان على الرحيل.

|216094|على امتداد البصر عتاد عسكري ..
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي ومنذ مساء يوم السبت الماضي احضرت عتادا عسكريا كبيرا وكان طاقم معا قد جازف ودخل منطقة امتلأت بمعدات ومركبات واليات عسكرية كبيرة فعلى امتداد سهول وسفوح جبال منطقة البزيق ومضارب المالح في الاغوار الشمالية ترى على امتداد البصر عتاد الجيش وكأن حربا ستندلع في المنطقة.

مجنزرات هنا وجرافات هناك رادارات عسكرية اعتلت المناطق المرتفعه ودوريات تجوب المنطقة وجنود منتشرين في كل مكان ودوريات استوقفتنا ودققت في بطاقات هويتنا الصحفية والسماح لنا بالمرور رغم استغرابنا من التسهيل مع العلم ان معا وتلفزيون فلسطين هما الوسيلتان الاعلاميتان اللتان دخلتا المنطقة العسكرية المغلقة حيث رافقنا وفدا من محافظة طوباس ووفد طبي من وزارة الصحة الفلسطينية.
|216093|
عارف ضراغمه رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية تحدث مع مراسلنا وقال بدأت التجهيزات للمناورة العسكرية بتوزيع اخطارات لسكان المالح والشفا غورية ومن ثم قام بنقل عتاده العسكري من منطقة بيسان القريبة الى هذه المناطق وأغلق 7 قرى يسكنها 1200 نسمة ومنع الطلبة من التوجه الى المدارس منذ يوم الاحد الماضي وتحرك العتاد الضخم اقلق السكان ودمر المزروعات حيث اصطفت الدبابات والمجنزرات والدوريات الكبيرة.

وأضاف "اعتقد ان جيوشا من دول اخرى شاركت المناورة العسكرية الاسرائيلية مستدلا ذلك بتنوع لباس الجنود وكثرة العتاد العسكرية وطبيعتها متوقعا ان لهذه المناورة هدف وهو الاستعداد لخوض حرب مع دولة اخرى مع العلم ان هذه المناورة العسكرية هي الخامسة التي تجرى خلال العام الجاري.

مزيد من المعلومات في تقرير معا التالي..





|216092||216082||216083||216084||216086||216087||216088||216089||216091|