الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعوة لوضع إستراتيجية تعليمية في القدس

نشر بتاريخ: 01/05/2013 ( آخر تحديث: 01/05/2013 الساعة: 03:33 )
القدس - معا - عقد "مشروع كنعان" يوم الثلاثاء يوماً دراسياً بعنوان "واقع التعليم في القدس"، في مقر مؤسسة يبوس بالمدينة.

وأوصى المشاركون في اليوم الدراسي بوضع إستراتيجية تعليمية في القدس تهدف للحفاظ على نظام تعليمي وطني وثقافة وطنية، وتعزيز التعليم المهني والمرئي من خلال لجان أولياء الأمور في المدارس، وتشكيل إتحاد عام لأولياء الأمور والعمل على تطوير أساليب التعليم التقليدية والتنقلية إلى أساليب إبداعية، والشفافية من قبل المدارس الأهلية والخاصة في عملية الأقساط وقبول الطلاب، والتركيز على التعليم كحق والعودة إلى المرجعيات الدولية والقانون الدولي وحقوق الانسان، والمطالبة بالحماية الدولية للعملية التعليمية والمؤسسات التعليمية، وضع خطة إستراتيجية مع الممولين في قطاع التعليم بالقدس .

وشمل اليوم الدراسي على جلستين قدمت خلالها أوراق، حول التعليم في القدس والمنهاج والتحديات التي تواجه قطاع التعليم.

وشدد رامي صالح مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان –الذي ادار الجلسة الاولى- على أهمية تقييم ومراجعة المنهاج الدراسية بين الحين والآخر، لتحديد اذا كانت تلبي الاهداف التي وضعت من اجلها ام لا، وقال:" للاسف نرى ان سلطات الاحتلال هي من تقوم بتقييمها بعيدا عن مصلحة الطلبة، وتحاول التدخل في المنهاج التي تدرس بالقدس الشرقية.

وقدمت ماجدة الغول من لجان العمل الصحي بعنوان "البيئة المدرسية"، مشددة على اهمية تحسين الصحة ورعايتها والاهتمام بالتنمية الصحية، وقالت:" ان الصحة جزء لايتجزأ من التنمية الشاملة ".

وأضافت الغول:" ان العملية التعليمية المتكاملة تعتمد على تمتع الطفل بصحة جيدة لذلك يجب توعية الابناء وبالتالي الوصول الى اهاليهم لان الصحة حق للجميع."

وتحدثت عن مشروع الصحة المدرسية الذي تقوم به لجان العمل الصحي منذ عام 1990، والذي يستهدف 66 مدرسة يدرس فيها 21 الف طالب.

أما راسم عبيدات فقد قدم ورقة بعنوان "العملية التعليمية في القدس واقع وتحديات"، مشيرا الى وجود 5 مرجعيات للتعليم بالمدينة، وهي: بلدية القدس ودائرة معارفها، والاوقاف الاسلامية التابعة للسلطة الفلسطينية، ومدارس القطاع الخاص الاهلية والكنسية، ووكالة الغوث، ومدارس المقاولات، مشيرا ان ذلك يلقي بظلاله بشكل سلبي على قطاع التعليم وتطوره في القدس، وقدم شرح مفصل عن كل منها.

وعن مدارس البلدية التي تمثل المظلة الكبرى عبيدات ان 52 مدرسة بالقدس تتبع للبلدية والمعارف، ويدرس فيها 24000 طالبا وطالبة، وتطرق الى عدم توفير الطواقم التدريسية والادارية والاشرافية ذات الكفاءة والخبرة والتجربة في هذه المدارس، كذلك تعاني من نقص الغرف التعليمة، كما ان معظم المدارس لا تفي بشروط الصحة والسلامة، لأنه معظمها مصمم كمبان سكنية.

وتحدث عن التحديات الناتجة عن تعدد المرجعيات في التعليم، وتتمثل بعدم الالتزام بالمنهاج من قبل المعارف والبلدية سواء بحذف مباحث او حذف فصول دراسية يؤدي الى الاخلال بالاخداف العامة للتربية الفلسطينية، اضافة الى نقص واضح في المدارس او الصفوف ، كما تقل القدرة على رصد التسرب من المدارس الذين هم في سن التعليم.

وشدد عبيدات على ضرورة تشكيل لجان المدارس الخاصة حسب طابعها سواء كان ديني او جمعيات او افراد، ويفرز عن هذه اللجان هيئة موحدة تشارك في تشخيص واقعها كمدارس خاصة، اضافة الى تشكيل لجنة اخرى من مدراء مدارس البلدية والمعارف حسب الاحياء والمراحل التعليمية، ومشاركة اللجان في الانشطة التربوية والثقافية المختلفة، والتعاون مع المديرية في المشاركة الفاعلة في الدورات التي تعقدها المديرية خاصة في المنهاج الجديد.

وفي الجلسة الثانية من المؤتمر لفت الدكتور سليمان الربضي مدير مدرسة الفرير أن هناك العديد من الدراسات والورشات التي ناقشت قضية التعليم والمشكلة واضحة ومعروفة، والأهم من ذلك كيفية التعامل على مواجهة مشكلة التعليم .

وقال:" هناك تحديات كثيرة نواجهها وهي عدم معرفة آليات التعامل مع مشكلة التعليم ، وضعف واقع القوى السياسية في القدس ، وضعف المؤسسات الأهلية ودورها .

وأضاف:" أننا بحاجة إلى تعليم نوعي وليس كمي ، وتعليم يحافظ على الهوية وثقافتنا الوطنية، وإستراتيجية للتعامل مع الممولين الذين يتجنبوا دعم التعليم في القدس وإذا كان هناك دعما يكون مشروطا، وتعزيز وجود المراكز المجتمعية في المدارس والاستثمار في العملية التعليمة.

فيما ركزت سوسن الصفدي رئيس قسم العلاقات العامة والدولية في مديرية التربية والتعليم بالقدس في ورقتها على الحق في التعليم الذي كفلته كافة القوانين والاتفاقيات الدولية وخاصة إتفاقية جنيف الرابعة.

وتطرقت للمخاطر التي تنطوي على عملية تحريف المناهج الفلسطينية على المستوى المعرفي التربوي ، وقالت " إن عملية الحذف لم تراع أي من المعايير التربوية وبالتالي أصبح المنهاج مسخا ومبتورا لا معالم تربوية حقيقية له، وفقد صفة التكامل والبناء المعرفي المتسلسل، كما أن حذف كلمات وجمل من بعض الدروس والتمارين أدى إلى تشويه النصوص بحيث أصبح من الصعب فهم ما تبقى منها وغيرها.

|216128|ودعت الصفدي إلى ضرورة القيام برفع دعاوى قضائية ضد بلدية القدس لمخالفتها قوانين المطبوعات وحقوق الملكية الفكرية، وضرورة توحيد الصفوف والتركيز على التعبئة الشعبية والتخطيط والتنسيق المشترك لكافة الأطر المقدسية لرفض التدخل الاسرائيلي والعمل بشكل متكامل، وتنظيم فعاليات وأنشطة توعوية وطنية وخلق حالة حراك شعبي بمشاركة كافة قطاعات المجتمع المقدسي، وتفعيل دور لجان اولياء الأمور في المدارس على مختلف مرجعياتها، وتكثيف وتفعيل دور الاعلام المقروء والمرئي والمسموع في طرح قضية التحريف في المنهاج، ورفع رسائل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكافة الدول والمؤسسات العربية والإسلامية لتقديم كافة أشكال الدعم للمقدسيين ، وتوجيه رسائل للبعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي ووكالات هيئة الأمم المتحدة لشرح خطورة إقدام بلدية القدس على تحريف المنهاج.