الخميس: 23/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المدرسة الأمريكية.. مبان مستأجرة وكوادر محلية متفوقة وعجز مالي

نشر بتاريخ: 03/05/2013 ( آخر تحديث: 03/05/2013 الساعة: 04:04 )
غزة- معا - بلغ حجم الخسائر الاقتصادية المباشرة التي تكبدها قطاع غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي عام 2009، قرابت 1.9 مليار دولار، شملت خسائر في المباني والبنية التحتية من المستشفيات والمساجد والجامعات والمقرات الحكومية وغيرها.

المدرسة الأمريكية بغزة كان لها نصيب من هذه الخسائر ففقدت مبناها بالكامل اثر القصف المباشر الذي تعرضت له ليبلغ حجم الخسائر لديها ما يعادل 7 مليون دولار.

وبين محمد عودة المدير الأكاديمي للمدرسة لـ معا أن مبنى المدرسة الأمريكية في شمال قطاع غزة دمر بالكامل في الحرب الأولى على قطاع غزة ولم يبقى سوى الركام، وبعد انتهاء الحرب كان القرار باستمرار المسيرة التعليمية وإيجاد مكان بديل لاستكمال الفصل الدراسي, فتم استئجار مبنى المركز البريطاني الثقافي سابقاً بعد أن تم اللجوء لوزارة التربية والتعليم بالمقالة التي حاولت تقديم المساعدة.

وأضاف عودة ان الحرب كانت العقبة الثانية التي واجهت المدرسة منذ نشأتها, أما العقبة الأولى فتمثلت بالتوقيت الزمني لإنشاء المدرسة والذي تزامن مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، يليه تزعزع الاستقرار الأمني ومن ثم الخلاف بين فتح وحماس الذي أثر بشكل سلبي على المدرسة، لأن طاقم التدريس فيها كان أجنبي والذي رفض البقاء في القطاع، فتم مواجهة هذه العقبة باعتماد كوادر بشرية محلية بدلاً من الأجنبية.
|216541|
وتأسست المدرسة الامريكية في سبتمبر من العام 2000 بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات ووزارة التربية والتعليم على أرض بمساحة 32 دونما, دونم واحد لمبنى المدرسة وفق المعايير الدولية، وهي مدرسة دولية فلسطينية تعتمد المنهج الأمريكي في التدريس، بالإضافة إلى تدريس اللغة العربية والدينية (المسيحية والإسلامية) وتاريخ وجغرافية فلسطين.

ويضيف عودة "واجهت المدرسة عقبات أخرى بالاعتقاد السائد أن المدرسة وُجدت لتحقيق أجندة غربية وهي ليست فلسطينية و تعرضت لبعض الهجمات من المعارضين لها, و مع مرور السنوات استطاعت المدرسة إثبات هويتها الفلسطينية من خلال الانجازات التي حققتها ومن خلال طاقم التدريس الفلسطيني الذي أثبت جدارته في عملية التدريس من خلال نتائج الامتحانات الدولية المعيارية.

ويحصل الطالب بعد انتهائه من كافة المراحل الدراسية على الدبلوم الأمريكي الذي يؤهله للالتحاق بسوق العمل مباشرة والجامعات المحلية والدولية.
|216544|
وعن آلية التدريس أوضح عودة أن المدرسة تعتمد نظام التعليم الجماعي والتعلم النشط حيث أنه يبلغ عدد طلبة المدرسة 488 طالبا، كل فصل يضم 9 طلاب، يستطيع الطالب خلال الحصة أن يتعلم وفق ما يحتاجه بعيداً عن التعلم التقليدي، مضيفاً" ومع تزايد الأعداد التي ترغب الالتحاق بالمدرسة استأجرنا مبنيين آخرين ومساحة فارغة تم استغلالها كملعب، وخلال الست أشهر الماضية تضاعف أعداد الملتحقين بالمدرسة بشكل ملحوظ وتزايد عدد الموظفين وارتفعت الاجارات للمباني فاستمر العجز المالي والذي لا يمكن تجاوزه إلا بوجود مباني خاصة بالمدرسة".

وتعتمد المدرسة في الدعم المالي على صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي دعم المدرسة منذ نشأتها وحاول تغطية العجز المالي الذي تعرضت لها، إضافة لدعم السلطة الفلسطينية لها في عملية الإنشاء.

وأشار عودة الى أن غالبية طلبة المدرسة هم من سكان شمال القطاع؛ لأن فئة كبيرة من العائدين إلى القطاع مع قدوم السلطة توجهت للسكن في الشمال ومدينة غزة.
|216542|