السبت: 12/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

معا ترصد قصة بؤرة بدأت بـ"حنان" وتتطور لمستوطنة كاملة

نشر بتاريخ: 03/05/2013 ( آخر تحديث: 03/05/2013 الساعة: 19:53 )
بيت لحم - تقرير خاص معا - استمرارا في سياسة الاحتلال الاسرائيلي بالتوسع الاستيطاني في كافة المحافظات الفلسطينية، حتى باتت العديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية تلاصق بيوت الفلسطينيين وعلى ارضهم رغما عنهم.. قصص هذه البؤر تبدأ بـ"كرفان" وتنتهي بمستوطنة وتصبح ثابتة وتزودها حكومة الاحتلال بتمديدات الكهرباء والماء والطرق ثم تخرج من مجال المناقشة حول "شرعيتها".. معا رصدت قصة بؤرة استيطانية بدأت تتطور لمستوطنة .. كانت بدايتها "حنان".

البؤرة الاستيطانية "سديه بوعاز" بدأت عندما جاء مستوطن يدعى "حنان" في بداية تسعينيات القرن الماضي، واحتل قمة جبل في منطقة "وادي الغويط" على اراضي بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، وتتبع لمستوطنة "نفي دانيال"، وضع حينها "كرفان" واحد وبدأ يسلب الارض مترا تلو متر وشجرة وراء شجرة... وخلال الـ 10 سنوات الماضية وصلت الى 10 "كرفانات"، يسكنها اليوم بين 10-20 مستوطنا، يرأسهم المستوطن "حنان".

ويسيطر "حنان" والمستوطنون الذين يسكنون معه على أكثر من 10 دونمات من الارض على قمة الجبل، ويمنعون وصول المزارعين لارضهم المجاورة للارض التي سرقت اصلا.. لا بل ومن يحاول الوصول لارضه يعتدون عليه اما بالضرب او بالقاء الحجارة عليه او باطلاق الكلاب المدربة صوبهم.

وكانت قد اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية قرارا منذ حوالي الـ 5 سنوات بإزالة هذه البؤرة العشوائية، الا ان القرار لم ينفذ، وعند مراجعة المحامي الذي يترافع في هذه القضية اكد انه لا يجد اذانا صاغية من قبل المحكمة.

|216597|

وفي هذا السياق، قال المحامي غياث ناصر المسؤول عن ملف القضية لـ معا بأنه قام برفع القضية باسم مجموعة من المواطنين من اهالي البلدة، حيث ان المستوطنين قاموا بمحاولة لتوسيع البؤرة، واتجه ناصر الى ما يسمى "الادارة المدنية" الاسرائيلية، ولكن لم تصغِ الى الشكوى، فإتجه الى المحكمة العليا الاسرائيلية، والتي بدورها اعترفت بأن الارض هي ارض خاصة للفلسطينيين وانه لا وجود لتراخيص بناء من قبل المستوطنين، حيث تم اصدار قرار بالهدم والازالة.

واضاف ناصر بأنه سيقوم برفع قضية لمتابعة الموضوع، حيث لم ينفذ قرار الهدم، ولازالة البؤرة الاستيطانية بشكل كامل لان الارض ارضا خاصة لاصحابها.

وفي سياق متصل، اوضح محمود عبد الله مسؤول ملف الاستيطان في بلدية الخضر لـ معا بأن البلدية حاولت مرارا وتكرارا تنفيذ امر الازالة، حيث يقوم هو والمحامي غياث ناصر المسؤول عن القضية، بمراجعة المحكمة الاحتلالية في مجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني، ولا يجد اذانا صاغية، وينتظر ساعات من اجل ان يجيبه احد ولكن دون جدوى.

واضاف عبد الله بأن المستوطنين القاطنين في هذه البؤرة يهددون امن المزارعين بشكل كبير، وقاموا باغلاق جميع الطرق المؤدية الى اراضيهم، ما يضطرهم الى سلوك طريق طويلة وبعيدة جدا عن الارض، موضحا بأن الخطر الاكبر للبؤرة بدأ هذا العام حيث شرع المستوطنون ببناء بيت من الاسمنت، ما يشكل خطر بداية استيطان فعلي جديد على هذه الارض، مشيرا الى ان جيش الاحتلال يحمي المستوطنين، وعند حدوث اعتداء تأتي الشرطة بعد فترة زمنية طويلة، للتحقيق بالحادث ويغلق الملف دون اي نتائج.

وفي ذات السياق، اوضح المواطن ابراهيم صبيح (49 عاما) صاحب 12 دونما بجانب البؤرة الاستيطانية لـ معا بانه يعاني بشكل كبير من اعتداءات المستوطنين، منها قطع اشجار الزيتون والعنب وفتح الطرق الالتفافية من داخل الاراضي ووضع "كرفانات" داخلها، وبالتالي سرقتها.

|216595|

واضاف صبيح بأنه تقدم بشكوى شخصية، ورفع أكثر من قضية في المحكمة العليا الاسرائيلية وصدر قرار بإخلاء البؤرة الا انه لم يتم التنفيذ، حيث ان المستوطنين قاموا بشق الطرق وتمديد المياه والكهرباء والمجاري للبؤرة، وطوقوا المنطقة.

واشار صبيح الى انه زرع ارضه أكثر من مرة وقام المستوطنون بخلع الزرع بشكل نهائي، موضحا بأنه لجأ للعديد من المؤسسات الزراعية لكي تساعده، وقد شاهدوا الموقع، الا انهم لم يستجيبوا، مضيفا بأن جزءا من المسؤولية يقع عليهم، متهمهم بالتقصير من ناحية توزيع الاشجار والمساعدة بالزراعة.

|216596|
وقال صبيح بأن المستوطنين اعتدوا عليه وعلى ابنائه وعائلته، لاكثر من مرة، حيث يقوم بزراعة ارضه كل عام، الا ان المستوطنين يقومون بخلع هذه الاشجار بشكل مستمر، حيث تم خلع 140 شجرة عنب في بداية الامر، ومن ثم قاموا بقطع 100 شجرة زيتون كانت توجد بالارض.