الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جلسة بعنوان "الثورات العربية في عيون الشباب والشابات في قطاع غزة"

نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 15:19 )
غزة- معا- اكد عدد من الشباب والشابات على ان "حقوق الشباب، والنساء" أولى ضحايا ما يعرف بثورات" الربيع العربي".

جاء ذلك خلال في جلسة حوارية، أدارها الناشط الحقوقي، مصطفى إبراهيم بعنوان "الثورات العربية في عيون الشباب والشابات في قطاع غزة" نظمها مركز شؤون المرأة في قاعة مطعم "لاتيرنا" وسط مدينة غزة بتمويل من مؤسسة هنريش بول الألمانية- (مكتب فلسطين والأردن).

وقال الشباب والشابات: "أن نتائج "الثورات" كانت مخيبة لآمالهم وتطلعاتهم المستقبلية نحو التغيير الذي يكفل بحرية مشاركتهم في الحياة السياسية، ويعزز دورهم في رسم السياسات".

وقالت آمال صيام، المديرة التنفيذية لمركز شؤون المرأة: "نتائج "الثورات" العربية بدأت تدفع فاتورتها النساء بالتنكر لحقوقهن وبالإقصاء حيث كنّ حاضرات في كل الميادين يناضلن ضد أنظمة الظلم والاستبداد، وعندما انتهى الحراك، غادرت النساء إلى البيت".

وأشارت إلى أن الجلسة جزء من رؤية المركز في تفعيل دور الشباب والشابات ومناقشة قضاياهم/ن ورؤيتهم/ن لما يدور حولهم خارجياً وداخلياً، ومدى انعكاسات ذلك على الواقع الفلسطيني والاستفادة منه في دعم قضاياه، لافتةً إلى أنها الجلسة الثانية التي تتناول انعكاسات الثورات على المرأة الفلسطينية والشباب، وقالت: "يجرى إعداد دراسة بحثية من قبل المركز تتناول نفس الموضوع".

وطُرِحت خلال الجلسة عدة تساؤلات أهمها: ما هو تأثير الثورات على الفلسطينيين، خاصة الشباب والنساء؟. ولماذا تدفع النساء العربيات الثمن، ويكون نصيبهن الأقل في نتائج الانتخابات ؟ ومن يتحمل مسؤولية فشل الحراك الشعبي الفلسطيني في 15 آذار؟ ومن الذي أفشل المحاولة، هل هو دخول السياسيين على خط الشباب أم القمع والسطوة، ومحاولة الاحتواء الناعم؟.

وقالت إحدى الناشطات: "هذا ليس بالربيع الذي نطمح إليه، كشباب ونساء، بل خريفٌ في نتائجه، رغم المشاركة الواسعة من أجل التغيير، معتبرةً أنه من الخطأ وضع جميع الثورات في سلة واحدة، لاختلاف ظروفها.

ولفتت إلى أن هناك أهداف خفية لجهات خارجية تعمل لحساب دول هي التي تحرك مسار التغيير في الدول العربي وحرفت الأهداف الحقيقية النبيلة للثورات عن مسارها.

وعن انعكاساتها على الواقع الفلسطيني اعتبر المشاركون والمشاركات أن قلة حجم الدعم والتأييد العربي للقضية الفلسطينية، بسبب انشغال كل دولة بصراعاتها الداخلية وإفرازات ثورتها، كما أن تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية، وممارساتها يهدد حقوق الإنسان والشباب والمرأة ومستوى الحريات العامة في المجتمع.

كما أكدوا أن الحراك الفلسطيني في 15 آذار قبل عامين، شكل في بدايته قوة للشباب لكسر حاجز الخوف والرهبة، رغم عدم استمراره، مطالبين باتخاذ خطوات لتوحيد الجهود وتنظيمها لإنهاء الانقسام والبدء في ذلك بالانطلاق من وقفة الثلاثاء التي تنظمها النساء أسبوعياً في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة والضفة الغربية.

كما انتقد البعض تجربة الحراك الفلسطيني في 15 آذار 2011، حيث أن عدة عوامل أدت إلى إفشاله منها: خوف الشباب وعدم وعيهم بالعمل الجماهيري و معرفتهم بأساليب الضغط والمناصرة، وشعورهم بخذلان الفصائل والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تركوهم وحدهم في ساحة المواجهة، وملاحقة الأجهزة الأمنية.

كما أن بعض المجموعات الشبابية كانت تأتمر بأمر الفصائل، وجزء من القيادة الشبابية كانت شبه مستأجرة لكسب بعض النفوذ أو المال أو الشهرة الإعلامية ما أفقد الثقة في العمل الشبابي والوطني، والبعض استغل الحالة الأمنية وملاحقة الحكومة المقالة له ليستجدي هجرة إلى الخارج- أو لجوء سياسي بحسب رأيهم-.

وأكد الحضور على أن إنهاء الانقسام يتطلب تظافر الجهود الشبابية والمؤسساتية وتغليب مصلحة الوطن، للوقوف في وجه كل من يرد العبث بمقدرات الشعب وتحقيق وحدته الوطنية.

ومشاركة أخرى نوهت إلى أن الثورات العربية التي انطلقت بحماسٍ شديد ورغبة في التغيير تحولت إلى فوضى، بعد وصول تيارات إسلامية إلى سدة الحكم عبر صندوق الاقتراع، الذي لا تريد بعض الشعوب أن تسلم بنتائجه، لأننا كشعوب غير مهيأين للديمقراطية بعد.

وأوصى المتحاورون بضرورة رفع وعي الشباب الفلسطيني واستفزاز طاقاتهم نحو توحيد جهودهم، والاستمرار في الدفاع عن قضاياهم إدماجهم في المشاركة بفعالية في القضايا المجتمعية المحلية والعربية والاستفادة من النماذج الجيدة في الدول العربية، وتفعيل دور الأطر الطلابية في الجامعات، باتجاه إحداث التغيير في مجتمعنا الفلسطيني الذي يعاني من مشاكل سياسية لها انعكاساتها على مختلف أوجه الحياة.