الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القاصران سليمان ونصر يرويان تفاصيل "مخيفة" عن تعرضهما للتعذيب

نشر بتاريخ: 25/05/2013 ( آخر تحديث: 25/05/2013 الساعة: 12:27 )
رام الله- معا- روى القاصران الفلسطينيان الأسيران محمد مهدي صالح سليمان ومعتصم مسعود نصر إفادات مخيفة عن تعرضهما للتنكيل والتعذيب والاهانات والتهديد خلال اعتقالهما واستجوابهما على أيدي المحققيين الإسرائيليين.

ونقلت محامية وزارة الأسرى هبة مصالحة تفاصيل إفادات القاصرين بعد زيارتهما في قسم الأشبال في سجن مجدو.

1) الأسير محمد مهدي صالح سليمان: 16سنة ، سكان حارس، قضاء سلفيت، اعتقل بتاريخ 15/3/2013 من بيته الساعة الثالثة فجرا.

أفاد الاسير أن الجنود اقتحموا بيته بعد أن فتح لهم أخيه عدي الباب , سألوه عن اسمه , ومن ثم خرج إليهم محمد سألوه هو أيضا عن اسمه وعندما تأكدوا من هويته اخرجوه من البيت , في الخارج هجم عليه 3 جنود واخذوا يضربوه بايديهم وارجلهم ثم اوقعوه ارضا واستمروا بضربه باحذيتهم , اصيب اصابه قويه باصابع يده , اوقفه احدهم وقيدوا يديه بقيود حديديه واخذوه عند الكابتن الذي ساله بعض الاسئله وطلب منهم ارجاعه لبيته لاكمال استجوابه هناك , وفعلا ادخلوه للصالون وجلس بجانبه محقق واخذ يحقق معه في البيت من الساعة الثالثة والنصف حتى الساعة السابعه صباحا , محاولا أن ياخذ منه اعتراف على انه شارك برمي حجاره على سيارات في منطقة اريئيل ومعرفة اسماء الاشخاص الذين كانوا معه , وبما انه لم يعترف بشيئ في البيت اخبره المحقق بانهم سيعتقلوه ويكملوا التحقيق معه في الجلمه .

عصبوا عينيه وامسك به احد الجنود اخرجه من البيت ومشوا مسافة 50 متر حتى وصلوا لمكان تواجد الجيبات العسكريه , ادخله الجندي الى الجيب العسكري دافعا اياه بقوه الى الداخل واجلسه على ارضية الجيب الحديديه , داخل الجيب قام جنديان بضربه على وجهه و ظهره ورجليه بايديهم وبالبواريد التي معهم .

انزلوه في منطقه تدعى الييجير وادخلوه للعياده لاجراء فحص طبي سريع , بقي في هذه المنطقه حتى الساعة الثانيه ظهرا ثم حضر افراد الناحشون اجروا له تفتيش عاري ومن هناك نقلوه الى مركز التحقيق في الجلمه , قبل دخوله للمعتقل خضع لتفتيش عاري للمرة الثانية ثم اعطوه ملابس الشباس , وادخلوه مباشرة لغرفة التحقيق , اجلسوه على كرسي صغيره منحنيه قيدوا يديه الى الخلف , حقق معه حتى ساعات الليل المتاخره .

معتقل الجلمه : وصل المعتقل حوالي الساعة 11:30 انزلوه من الجيب العسكري وادخلوه للمعتقل وهو مقيد اليدين والرجلين , اولا قاموا بتصويره اكثر من صوره وهو مقيد , بعدها فكوا القيود وادخلوه للعياده وسالته الممرضه بعض الاسئله عن وضعه الصحي , بعد انتهاء هذه الاجراءات قيدوا يديه ثانية الى الامام واخرجوه من العياده وقام السجان بتفتيشه تفتيش سريع , ثم اخذه للطابق العلوي وادخله الى حمام مساحته متر على نصف متر , وبقي بداخله واقفا لمدة ساعه تقريبا , بعدها دخل عليه السجان وفك له القيود وطلب منه أن يخلع جميع ملابسه ليفتشه تفتيش عاري , بعد أن خلع ملابسه طلب منه السجان بان يجلس ويقف اكثر من مره , بعد انتهاء التفتيش ناوله السجان ملابس الشباس , لبسها واخذوه الى غرفة التحقيق .

داخل غرفة التحقيق جلس على كرسي بلاستيك صغيره ثم قيد السجان يديه بقيود حديديه الى الخلف وشد القيود بقوه على يديه حتى اوجعته , بعد ساعه دخل المحقق , ساله اسئله عاديه ثم ساله ماذا فعلت يوم الخميس الماضي , اجابه محمد : كنت بالشغل , فصاح به المحقق : امشي دغري ميشان اكون مليح معك , ويا ويلك اذا لفيت شمال ويمين , انا بلف معك يمينين وشمالين , احسنلك احكي كلشي عندك .

يقول محمد :- كنت خائف جدا خلال التحقيق وكنت افكر باهلي وبوضعهم بعد اعتقالي , وبمصيري بعد انتهاء التحقيق , وخلال التحقيق قمت بتحريك قدمي قليلا فصاح بي المحقق : لا تتحرك وابقى كما انت لا تحرك قدميك ولا راسك لا كثيرا ولا قليلا , وفعلا خفت من المحقق ولم احرك ساكنا , شعرت باوجاع شديده في قدمي وبرقبتي لاني بقيت في نفس الوضع لساعات وكنت اغتنم الفرصه عندما يخرج المحقق من الغرف لاتحرك كما اريد .

بعد ساعات من التحقيق خرج المحقق ودخل ثانية مع محقق اخر , وقال له المحقق الثاني : صارخا به شايف الكرسي الي قاعد عليها ستبقى قاعدا عليها يومين ثلاثه عشره حتى تعترف .

خرج المحقق الثاني ودخل محقق ثالث صاح به وصرخ ليعترف , بينما المحقق الاول كان يسجل على الكمبيوتر .

قال له المحقق الاول : ساكتب ورقه وتوقع عليها , اجابه محمد : اشي بعرفوش بوقعش عليه و فصرخ به المحقق ستوقع غصب عنك اذا مش اليوم بكرة.
حوالي الساعة الثامنه مساءا وللمره الاولى منذ اعتقاله يساله المحقق اذا يريد أن يشرب او ياكل , لكن محمد يرفض ويقول لم تكن عندي نفس اوكل ولا اشرب في تلك اللحظه .

بعدها دخل السجان فك يديه وقال له المحقق يلا قوم روح شوف الفندق الي عنا , اخذوه الى زنزانه رقم 36 تحت الارض , وكان بداخلها معتقل اخر باسم عمر ابو السبل من عزون .

زنزانه 36 : مساحتها 3 متر على 2,5 متر , يقول محمد قستها وانا زهقان في الزنزانه , لون الحيطان رمادي وفيها نتوءات لذلك لا يستطيع المعتقل الاتكاء عليها , فيها ضوء اصفر خافت 24 ساعه يتعب العينين , لا يوجد فيها شبابيك لذلك لا يعرف المعتقل الليل من النهار , لا تدخلها الشمس ولا الهواء , يوجد فيها كاس وملعقه لتكون للمعتقل كل فترة اعتقاله , فيها فرشتان ملتصقات ببعض مقززات ولهن رائحه سيئه , لا يوجد فيها دش لذلك يتم اخراج المعتقل مره كل يومين الى الدش ليستحم وعليه أن يستعمل نفس الملابس ونفس الغيارات لانه لا يملك غيرها , في احدى الزوايا امام الباب مباشره يوجد مرحاض ارضي عباره عن حفره بالارض مقززه ومتسخه ومكشوفه , أي اذا كان اسيرين في الزنزانه واراد احدهم قضاء حاجته يكون ذلك على مراى من الاخر , يقول محمد بقيت في الجلمه 21 يوم وخلال هذه الايام لم اقضي حاجتي بتاتا حتى وصلت الى سجن مجيدو وذلك لاني خجلت من زميلي في الغرفه وخفت من أن يفتح علي السجان الزنزانه وانا في وضع غير مريح , لذلك عانيت من اوجاع شديده في بطني وظهري لهذا السبب .

في اليوم التالي استمر التحقيق مع محمد , حضر السجان قيد يديه وعصب عينيه واخذه الى غرفة التحقيق , وهناك وجد مدير المخابرات بانتظاره , وقال له : اسمع مني كل اصحابك اعترفوا , محمد كليب , تامر صوف , عمار صوف , وعلي ياسين , اعترفوا بما فعلتم يوم الخميس وخلصوا حالهم وبدهم ينتقلوا من هون باسرع وقت وبحكموا اكم شهر , انت اذا معترفتش احتمال تحمل كل التهم وتنحبس سنين , واذا هسى معترفتش بدنا نروحك بس بنرد نجيبك كمان مره , وبنروح وبنجيبك كمان مره , وهيك اكيد اهل البلد راح يقولو عنك جاسوس وبتشتغل معنا , فخلص احسنلك اعترف وتريح .

( يقول محمد : انا فعلا صدقت كلام الضابط وخفت كثير , لكن بعد ما وصلت مجيدو اعرفت انو في هذا اليوم فقط انا ومحمد كليب كنا في الجلمه وباقي اصدقائي لم يكونو معتقلين اعتقلوا بعدنا بثلاثة ايام . )

في غرف الجواسيس:
ارجعه السجان للزنزانه وفي ثالث يوم لم ينزل للتحقيق , بقي في الزنزانه ودخل عليه شخص باسم ابو العبد , وادعى انه من التنظيم وانه اسير منذ سنين وساله اذا بده أي شي , اعطاه دخان , وطلب منه انه يصلي ميشان ربنا يساعده ودله اتجاه القبله .
في اليوم الرابع قدم السجان وطلب منه أن يلبس ملابسه العاديه لانه سينتقل الى سجن اخر , وفعلا نقلوه الى غرفه كبيره فيها 12 برش وفيها تلفزيون , وهو هناك دخل عليه اسير باسم ابو احمد من التنظيم واخذ يتحدث معه ويساله الكثير من الاسئله وكان يحضر له الطعام والدخان , ولنفس الغرفه ادخلوا محمد كليب ابن قضيته , والاثنان اعترفوا هناك للتنظيم , بعد ثلاثة ايام ارجعوا محمد الى الزنزانه .

اخذوه مره اخرى لغرفة التحقيق وسأله المحقق كيف شبابنا , شو الي اعترفتلهم صح؟
فاجابه محمد : صح بس طلعوني من هون , بعد اعترافه ارجعوه للزنزانه بقي فيها ثلاثة ايام ثم اخرجوه للتحقيق ثانية , قام المحقق بتسجيل افاده باعترافاته ووقع عليها , بعد اسبوعين اخرجوه ثانية ليوقع على افاده اخرى لكنه رفض , فاجابه المحقق : توقعش انا بوقع مكانك لانه توقيعك صار عنا .

وفي تاريخ 27.03 اخذوه هو وابناء قضيته لاريئيل لتشخيص الحادثه , بعد انتهاء التحقيق في تاريخ 04.04.2013 نقل الى سجن مجيدو , عند وصوله للسجن اجروا له تفتيش عاري واعطوه ملابس الشباس ثم ادخلوه الى قسم 3 .

2) معتصم عبد اللطيف مسعود نصر عمره 17 سنه وهو من مواليد 13.03.1996 , من سكان " بلدة بزاريا " قضاء نابلس .

تم اعتقال الاسير معتصم نصر في تاريخ 29.01.2013 , من بيته حوالي الساعة الثالثة صباحا , اقتحم الجنود بيته دخلوا الى غرفة نومه وقام احد الجنود بركله بقدمه وهو نائم ليستيقظ , ثم صاح به ليقف لانه معتقل , حاول والده أن يفهم منهم سبب تصرفهم هذا لكن احدهم دفعه بيده وصاح به سناخذه يومين عندنا لنحقق معه ونرجعه , لم يسمحوا له بتبديل ملابس النوم اخذوه كما هو , اخرجوه من البيت وبجانب الجيب العسكري قاموا بتقييد يديه الى الخلف وتعصيب عينيه ثم ادخلوه للجيب , اجلسوه على ارضيته الحديديه لساعات طويله واخذوا يتنقلون به من مكان لاخر حتى ساعات العصر من اليوم التالي , انزلوه في معسكر جيش وهناك ادخلوه لغرفة الممرض اجروا له فحص طبي سريع للتاكد انه لا يعاني من امراض ثم ارجعوه للجيب العسكري , واخذوه الى مركز التحقيق في مركز الجلمه , بقي في الجلمه 37 يوم في زنزانه صغيره لوحده , وكان ينزل يوميا الى غرفة التحقيق حققوا معه خلال ساعات طويله وهو مقيد اليدين والرجلين في الكرسي الجالس عليها , داخل الزنزانه تعرض للضرب اكثر من مره من قبل السجانين عقابا له لانه كان ينادي عليهم طالبا منهم معرفة الوقت , وفي احدى المرات اجبروه على تنظيف المراحيض بيديه واخراج غرض وقع بداخله مما ادى الى انسداده , في بداية التحقيق لم يعترف فانزلوه الى زنزانه تحت الارض وقالوا له ستبقى داخل هذه الزنزانه حتى تموت لانه لا يصلها الهواء وقبل ايام توفي معتقل بداخلها وسيكون مصيرك مثله اذا لم تغير اقوالك واذا لم تعترف ستخرج من هنا محمل بالتابوت , ( يقول معتصم خفت جدا في هذه اللحظه وحتى لو اتهمني المحقق بقتل رابين كنت ساجاوبه بنعم ) , لذلك عندما ارجعوه للتحقيق بعد 21 يوم في الجلمه اعترف بكل ما وجه له من تهم حتى التي لم يقم بها خوفا من البقاء في هذه الزنزانه , بعد انتهاء التحقيق نقل الى سجن مجيدو , عند وصوله للسجن اجروا له تفتيش عاري واعطوه ملابس الشباس ثم ادخلوه الى قسم 3 .

بالنسبه لوضعه الصحي فهو يعاني من مشكله في يده الشمال , قبل اعتقاله باربعة شهور انفجرت قنبله بيده وعلى الفور قطع جزء من اصبعه , القسم العلوي منه , واصيبت باقي اصابعه بجروح صعبه , نقل الى مستشفى ريفيديا في نابلس وهناك قطبوا له ثلاث اصابع بالاضافه للاصبع المقطوع , بقي في المستشفى 7 ايام , بعدها سافر الى الاردن واجرى فحوصات ليده واصابعه هناك للاطمئنان على وضعه , واخبروه بان وضعه جيد ولا توجد حاجه لعلاج اخر , وفعلا كان يحرك اصابعه وكف يده دون مشكله .

بتر اصبعه:
في معتقل الجلمه قرر المحقق عرضه على الطبيب الموجود في الجلمه , وفعلا فحصه الطبيب واخبروه بوجود مشكله في يده المصابه لذلك سيتم تحويله الى المستشفى , في المستشفى بعد فحصه فهم منهم انهم سيقوموا بتنظيف مكان الجروح السابقه في يده المصابه لضرورة الامر , ولم يخبروه باي شيئ اخر , ودون أن يدرك ما يجري حوله ادخلوه لغرفة العمليات وقاموا بتنويمه تنويم كلي ثم قاموا باجراء عمليه لاصبعه المصاب وقطعوا قسم كبير منه ولم يتبقى الا القليل , لم يفهم سبب العمليه بقي في المستشفى اربعة ايام ثم ارجعوه لاكمال التحقيق معه في الجلمه .

ومنذ اجراء العمليه وهو يعاني من ورم في ما تبقى من اصبعه وفي كف يده المصابه ولا يستطيع تحريكها كما في السابق .

كذلك حسب اقواله فهو يعاني من اوجاع قويه بالراس , صدره يؤلمه ويشعر بدوخه كل الوقت , يسعل بقوه لدرجه انه في بعض الاحيان يبصق دم .

تم نقله قبل اسبوعين الى مستشفى الرمله لاجراء فحوصات , يقول معتصم بانه في الرمله فقط صوروا صدره بصورة اشعه ولم يحصل على أي علاج اخر هناك , لم يات أي طبيب ليفحصه ولم يساله احد عن وضعه وما يشعر به , بقي في الرمله 3 ايام .

بعد رجوعه من الرمله الى سجن مجيدو رفض الدخول الى قسم 3 لانه لم يعالج حسب رايه في المستشفى كما يجب , لذلك بقي ليله واحده في الزنازين وفي اليوم التالي تكلم معه قريب له من قسم 8 واقنعه بالرجوع الى قسم 3 وفعلا هكذا كان .

بعد 5 ايام من رجوعه من مستشفى الرمله تم نقله ثانية الى مستشفى اخر لا يعرف اسمه وهناك قام طبيب ما بسؤاله بعض الاسئله عن وضعه الصحي ثم اجروا له فحوصات دم واعطاه الطبيب نوعان من الدواء , ثم ارجعوه في نفس اليوم الى سجن مجيدو .
اضراب عن الطعام:

يقول الاسير معتصم قبل نقلي الى مستشفى الرمله اضربت 3 ايام عن الطعام , لم اخرج الى الفوره ولا الى الحمام بقيت جالسا على البرش كل الوقت ولم اتكلم مع احد , فقام المتحدث باسم قسمنا محمد ابو سريس باقناعي بانهاء الاضراب , وفعلا هكذا كان , لكن رجعت بعدها واضربت 4 ايام اخرى .

يقول : في هذه الايام ابقى معظم الوقت جالسا على البرش لوحدي لا اتكلم مع احد .