الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عاشقة الأشجار.. رقم صعب في الأعشاب الطبية

نشر بتاريخ: 30/05/2013 ( آخر تحديث: 30/05/2013 الساعة: 14:40 )
خان يونس- خاص معا - استطاعت المواطنة سلمى أبو مصطفى (62 عاما) أن تكون ذات الرقم الأول في خان يونس جنوب قطاع غزة, بقدرتها على أنتاج الأعشاب الطبية ذات الجودة الخاصة من حديقة منزلها وأن تعتمد عليها في توفير مصروف عائلتها.

فلا يكاد تنتهي من اقتطاف موسم الأعشاب الطبية حتى تكون قد تم بيعها بشكل كامل بل في بعض الأحيان يتم حجز المحصول قبل أن ينضج وهذا لما لها من سمعة في هذا الإنتاج.

وعن بدايتها تقول أبو مصطفي أم حسام "توفي زوجي عام 1977 وكان يعمل في الخارج وترك لدي ولدا وبنتا فاضطررت أن أبدا في العمل حتى أوفر لهم العيش الكريم, فكنت اذهب إلى الضفة الغربية للعمل في الحقول وفي قطف الزيتون ".
|221389|
لم تكن أم حسام فقط تقوم بالعمل بل كذلك تتعلم طريقة الزراعة والتركيز علي المعلومات التي كانت تحصل عليها من المزارعين حيث تنقلت في أكثر من مدينة في الضفة وأحبت كثيرا زراعة الأعشاب الطبية لأنها ذات رائحة تترك اثر كبير علي نفسية الإنسان.

وتضيف "الأعشاب الطبية لديها قدرة كبيرة على تغيير نفسية الإنسان فالروائح العطرة التي تخرج منها تغير الميزاج وتجذبك لها كما أنها تفرض نفسها علي الشخص أن يحبها ويستمتع بالعمل في قطفها بعكس باقي الأشجار والمزروعات".
|221387|
وبسبب الإغلاق وعدم القدرة علي الوصول للضفة بسبب الانتفاضة الثانية تغير حال أم حسام لتقول " بعد 2000 م لم يسمح لي أن ادخل لأعمل في الضفة فجلست في بيت العائلة وواجهة صعوبة في توفير المستلزمات الأساسية لأبنائي فبدأت العمل في مزارع القرى الشرقية بمدينة خان يونس ".

حصلت أم حسام بعد فترة علي قطعة ارض كانت مساحتها 400 متر مربع بالإيجار وسمح لها صاحبها أن تبني غرفة من الزينكو وبدأت في زراعتها ولكن كانت تحتاج إلى مساعدات لتستطيع تامين احتياجات الأسرة.
|221386|
فلجأت إلى عدة جمعيات لتتلقي سلسلة من الدورات التدريبية التي مكنتها لاحقا من الانخراط في زراعة الأعشاب الطبية من زعتر ومرامية وبابونج وغيرها, كما استطاعت أن تحصل من الإغاثة الزراعية على تمويل لإنشاء حديقة منزلية شملت الكثير من المزروعات وان اهتمت بشكل أكثر في إنتاج الأعشاب الطبيعة.

كما حصلت أم حسام علي جائزة أفضل مشروع إقليمي للمشاريع الصغيرة "سنابل" على مستوى العالم العربي وتقول عن هذه التجربة " لم أكن أتوقع أن احصل علي هذه الجائزة بعد أن قدمت شرحا تفصيليا لكيفية استثمار الحديقة المنزلية في زراعة الأعشاب الطبية, وتسويقها والاستفادة منها, كانت تجربة جميله جدا".

رغم أنها تعيش بكلية واحدة وكبر سنها إلا أنها تجدها في قمة النشاط تتقل ما بين الأشجار حتى في أثناء حديثها مع مراسلة وكالة معا لم تكن تقف بل كان تنظف تحت الشجر وتقل هذه الشجرة إلى المنطقة الأخرى وتقطف أوراق المرامية والزعتر وتسفي الزرع , طوال فترت جلوسنا معها ولذلك تسمي "بعاشقة الأشجار".
|221385|
تشعر أم حسام الزائرين لها ابنها ذات عمر صغير لما تتمتع به من نشاط كما أنها تعتبر المرشد الأساسي للعاملين في عدة مؤسسات داعمة للمشاريع في تلك المنطقة ,فهي تحفظ جميع المزارعين المستفيدين من أي مشروع ومن أي مؤسسة فبمجرد ما أن تسألها عن الحاصلين علي مشروع حتى تعطيك تفصيلا عن مكان سكناه وكيف وضع المشروع معه.

وتقول " امتلك والحمد الله قوه ذاكرة كبيرة وهذا ما ساعدني في حياتي العملية كما أنني لا أضيع أي معلومة احصل عليها ولو سألتني عن أي معلومة حصلت عليها منذ فتره طويلة سوف يكون هناك لي جواب لذلك أحفظ جميع المستفيدين من مشاريع المؤسسات وساعدهم في أي مشكلة تواجههم ".

وتوضح أم حسام أنها تشارك في المناقصات التي تتضمن توريد أعشاب طبية أو زعتر وكذلك التوابل حيث تعمل على الاستفادة من الأعشاب المتوفرة لديها وكذلك شراء أعشاب أخرى من نساء يعملن على زراعتها.
|221386|
وتضيف "استطعت أن انهي دراسة أبنائي وتزويجهم كذلك وأنا اليوم لدي حفيدة كما أنني أنشأت غرف جديدة لمنزلي واستئجار ارض زراعية أخرى وكل ذلك من إنتاج الأعشاب الطبية وبعض المزروعات المختلفة وخاصة الموسمية".

وعن المشاكل التي تواجهها تقول أم حسام "المشاكل تتمثل في الحصار والإغلاق الذي يمر به قطاع غزة، الذي حال دون توفير المواد الخامة المستخدمة في الأرض، وتسويق منتجاتنا في الخارج وليس فقط الاكتفاء بالسوق المحلية".

وتتمنى أم حسام في أخر حديثها أن تحصل المرأة علي مكانتها وان يتم مساندتها بشكل اكبر في مشاريعها الصغيرة وخاصة في المناطق الزراعية التي تحتاج فيها للكثير من الدعم المؤسسات المختلف.