الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي الأسرى .. دموع والام .. وابتهالات إلى الله بتعجيل عودة الاحبة من عتمة السجن وقهر السجان

نشر بتاريخ: 18/04/2007 ( آخر تحديث: 18/04/2007 الساعة: 18:19 )
خان يونس- معا-وسط حمى الأخبار والتسريبات الصحفية حول قرب اتمام صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وحكومة إسرائيل ، يتابع الفلسطينيون بحذر شديد وباهتمام منقطع النظير ، خاصة ذوي الأسرى والمعتقلين أي خبر من شأنه ، أن يمدهم ببصيص أمل لرؤية فلذات اكبادهم الذين غابوا خلف ستائر العتمة .

وعلى الرغم من الأنباء المتشائمة التي تناقلتها وسائل الإعلام حول تعثر الصفقة بفعل التحفظات الاسرائيلية عليها الآ أن ذوي الأسرى، ما زال لديهم بارقة آمل في قرب الإفراج عن أبنائهم من خلال صفقة تبادل مشرفة .


مات أبوه وأمه وأخوه وهو في السجن

تقول أم اشرف بخيت ، أخت الأسير اسماعيل بخيت والذي يقضى حكماً بالمؤبد 12 مرة ،" اعتقلوا أخي منذ كان عمره 17 عاما ،وكان مصابا ويعاني من جروح خطيرة حيث أن معظم أمعائه مقطعة وموصولة بأنابيب بلاستيكية نتيجة استهدافه من قبل حاكم الإدارة المدنية في مدينة خان يونس في عام1988، وهو مريض وقضى سنوات طويلة وهو يعاني من أثار تلك الجروح المؤلمة .

وتضيف والدموع تومض في عينيها " لقد مات أبوه وهو في السجن وكذلك امه وأخوه الكبير ، ولم يتمكن من رؤيتهم أو إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم ".

وتتابع بحسرة وآلم ، "مأساتنا لا تتوقف عند هذا الحد فجميع أخوانه ممنوعون من زيارته منذ سنوات طويلة ، وإنا منذ عامين منعت من الزيارة بحجج أمنية ، ولا يسمحون لي بزيارته لقد انقطعت أخباره ونحن قلقون عليه ونأمل من الله ومن الفصائل أن يكون من ضمن الأسماء المدرجة في قائمة تبادل الأسرى نظراً لوضعه الإنساني والصحي" .

وتضيف وقد اغرورقت حدقات عينيها بالدموع حزناً على شقيقها " نحن بحاجة ماسة إلية وهو يمثل لنا سنداً عوناً بعد المصائب التي ألمت بنا ، وندعو كافة الفصائل الآسرة لجلعاد شاليط أن لا يفرجوا عنه قبل الإفراج عن شقيقي وبقية الأسرى من السجون الإسرائيلية " .


أعد الأيام والسنين

الحاجة أم ضياء الأغا تعد الأيام والسنوات في انتظار عودة ابنين لها غيبوا في سجون الاحتلال ليتركوا أ لها جروحا غائرة لا تندمل و فراغا كبيرا لا يوصف ـ وكيف لا واثنين من خيرة أبنائها ما زالوا قابعين خلف أسوار السجن أحدهم محكوم بثلاثة مؤيدات والآخر 17 عاما .

وتضيف قائلة : كلما اسمع أن هناك صفقة قريبة لتبادل الأسرى ينخلع قلبي من جسدي ، يزداد أملي في أن أرى أولادي قبل أن أغادر هذه الدنيا ، ..كل العالم ومنظمات حقوق الإنسان متعاطفة مع عائلة شاليط ويضغطون من اجل الإفراج عنه وعودته إلى اسرتة ، فماذا أقول وأنا لم احتضن ابني في صدري منذ 15 عاما" .

وتضيف بحرقة الأم المكلومة بفلذات أكبادها : لا نعلم كيف يصر العالم على مأساة ابنائنا ، لا اعرف كيف يمكن لإنسان أن يحتمل ما يكابده ويعانيه الأسرى في سجون الاحتلال ، ونحن نعيش لحظات صعبة ومريرة ، بسبب معانات أبنائنا التائهين داخل السجون ينتظرون ساعة الفرج !!

مأساة مؤلمة

أما عائلة الأسير عطية أبو موسى فهي قصة آخرى من القصص الفلسطينية الحزينة التي تكتب بالدموع ، وبمداد من هم ونكد لا يستوعبهما البحر .

فالعائلة التي هاجرت من مدينة بئر السبع واستقرت في خان يونس ، اعتقل ابنها المعيل الوحيد داخل المدن الإسرائيلية وحكم علية بالسجن 50 عاما ، ولم يتبق لهم اى معيل خاصة وان والده طاعن في السن ولا يستطيع العمل ، واخوانة صغار ، وقد هدم جيش الاحتلال بيت العائلة في خان يونس ، ودمر كل شيء وهم ألان يعيشون متنقلين بين عدة منازل( بالإيجار ) التي تدفعها لهم وكالة الغوث ، وازدادت معاناتهم بؤساً وألما بعد أن منعت الأم المريضة والأب من زيارة ابنهم لسنوات طويلة ، مما جعل حياتهم تتحول إلى بؤس وشقاء ، فيقول ابوه "إنا منذ أن اعتقل ابني لا أريد اي شيء من الدنيا فقط أريد أن احضن ابني وضمة إلى ذراعي ، لقد اشتقت إلية كثيراً ، ويضيف ولم يتمالك نفسه من شدة البكاء" لقد حرموني منه ولا اعلم هل سيكتب الله لي العمر لكي أراه,".

ويقول الأب الذي يواظب على خيمة الاعتصام مع الأسرى منذ اعتقال ابنه "قبل ما يزيد عن 15 عاما ،" أمل من الفصائل الفلسطينية ومن الرئيس عباس وهنية أن يعملوا كل ما بوسعهم للإفراج عن أبنائنا من السجون "، ويتساءل بغضب "ألا تكفي 15 عاما في السجن ؟ ولا يكفي المعاناة اليومية وسياسة الإذلال التي يتعرض لها السجناء ؟ ألا تكفي معاناة أهالي الأسرى وهم يعدون الأيام والأشهر والسنين في انتظار فلذات أكبادهم ليأخذوهم في أحضانهم قبل أن يفارقوا الحياة .

دعوات لإنهاء الملف

ويأمل أهالي الأسرى أن تقوم الفصائل الآسرة للجندي (جلعاد شاليط) من إبرام صفقة محترمة ، تضمن خروج أبنائهم من السجن ، بعد كل هذه السنوات من الحرمان والشوق إليهم.

وقد حملت والدة الأسير عماد زعرب المحكوم بالمؤبد 8 مرات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء هنية والفصائل أمانة الإفراج عن الأسرى من السجون ، داعية فصائل المقاومة إلى عدم تسليم الجندي شاليط ألا بعد الإفراج عن كافة الأسرى خاصة ذوي الأحكام العالية .

ومن جانبه دعا شقيق الأسير عطية أبو موسى جميع الجهات التي تفاوض في قضية شاليط أن تعمل كل ما بوسعها من اجل تأمين الإفراج عن الاسرى .