الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصحف الاسرائيلية تجمع على اقتراب العملية : الهجوم على غزة بين ضرورات الميدان واعتبارات السياسة الاسرائيلية الداخلية

نشر بتاريخ: 25/04/2007 ( آخر تحديث: 25/04/2007 الساعة: 19:25 )
بيت لحم-معا- رجحت الصحف الاسرائيلية قرب قيام الجيش الاسرائيلي بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة .

واشارت تلك الصحف ان الجيش الاسرائيلي اجرى خلال الاشهر الاخيرة استعدادات واسعة لامكانية تنفيذ عملية كهذه الا ان حلول الفصح ويوم الاستقلال ارجا العملية .


وكشفت الصحف ان الكثيرين من الجيش الاسرائيلي، على رأسهم كبار القيادات في قيادة المنطقة الجنوبية، يؤيدون عملية برية في قطاع غزة و يعتقدون بأن حماس تستغل كل يوم كي تستعد للمواجهة القادمة، في ظل محاولة لمحاكاة نموذج حزب الله في جنوب لبنان.

ويعتبر هؤلاء القادة انه كلما وقعت المواجهة المحتمة في مرحلة مبكرة اكثر، يكون ذلك أفضل لاسرائيل".

تناول الكتاب والمحللون الاسرائيليون التصعيد الامني والعسكري الذي تشهده منطقة الحدود مع قطاع غزة خاصة بعد اطلاق مكثف للصواريخ يوم امس باتجاه اهداف اسرائيلية متنوعه وتبني كتائب القسام لعملية القصف التي ترافقت مع اعلان حماس وجناحها العسكري انتهاء التهدئة واستئنافها نشاطها العسكري .

و قال الكاتب الصحفي الاسرائيلي بن كاسبيت في مقال نشرته صحيفة معاريف :" الان بدأ رئيس الاركان الفريق غابي اشكنازي أيضا يفهم بأن تجاهل ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر.

واضاف الكاتب "في المداولات التي جرت أمس في اعقاب هجوم القسام والراجمات الذي باشرته حماس على غربي النقب، بدا اشكنازي ايضا، لاول مرة يتحدث بحدة. هكذا، كما يعرف رئيس الاركان، هذا لا يمكن ان يستمر. إذ في النهاية سيختطف جندي آخر او جنديان، والمسؤولية ستلقى، مثلما هي دوما على الجيش الاسرائيلي".

واضاف الكاتب " عندما يكون الجيش منتشرا على خط الحدود وفي الجهة الاخرى منظمة ارهابية منظمة ومدربة مصممة على اختطاف جندي، فان مصير الجندي ان يختطف لا سيما عندما لا يكون للجيش النظامي امكانية العمل، ويكاد لا تكون امكانية الرد ، ويدور الحديث هنا عن تحويل الجنود الى أهداف سهلة للطرف الاخر".

واضاف الكاتب " ان قائد المنطقة الجنوبية يوآف جلانت وقائد الفرقة تشيكو تمير لا يريدان ان ينتهي الامر بهما مثل اودي ادام وغال هيرش، يمكن أن jفهمهما، حماس انها لا تأبه باسرائيل، والعصابات التي تحتجز جلعاد شليت تستمتع بكل لحظة، الجندي المخطوف الذي كان قبل شهرين - ثلاثة اشهر عبئا ثقيلا على المنظمة الخاطفة، تحول بالتدريج الى ذخر بفضل السياسة العبقرية للحكومة والحديث هنا لبن كاسبيت .

واستطرد الكاتب قائلا " عندما مارست قيادة المنطقة الجنوبية ضغطا كبيرا على حماس في غزة وجبت ثمنا بمئات المخربين القتلى في غضون شهرين، تعاظمت فرص تحرير شليت، والمفاوضات تقدمت، اما الان، فان الرفاق في حماس هادئون وا سرائيل تقفز حسب وتيرة عزف نايهم، والحياة جميلة، قائمة الـ 350 سجين التي نقلوها لاسرائيل، رُدت لهم ناقصة كل الاسماء الثقيلة اسرائيل تحاول أن تشكل الان قائمة أسماء من جانبها، ولكن حماس تعارض وترفض قبولها. المصريون يحاولون اقناع التنظيمات الفلسطينية بأن يطلعوا على الاقل على القائمة الاسرائيلية، "المهم ان تتواصل المسيرة".

واضاف "هذه المسيرة سيئة لاسرائيل ولغلعاد شاليط ايضا، في لجنة التحقيق القادمة، سنسأل أنفسنا أين كنا عندما بنت حماس منظومة حرب ثقيلة ومتطورة على مسافة 10 دقائق من عسقلان، كيف سمحوا لهذا أن يحصل؟ لماذا أغمضنا عيوننا، وفي وقت ما ينبغي ايقاف ذلك ، عدا الست سنوات الجديدة بدأناه قبل عام ، وحسب ما يجري على الارض، فانه هذه المرة سيكون أسرع، يوجد في غزة منذ الان عشرات الاطنان من المواد المتفجرة، توجد منظومة قتالية وقوة قتالية حقيقية، وتوجد نظريات قتالية و الخيار في المواجهة القادمة سيكون وحشيا، توجد في القطاع نسبة سلاح أعلى من كل نظام القوات التي ستستخدمها إسرائيل حيالهم.

وتابع يقول " يدور الحديث عن 60 حتى 70 الف مسلح وهذا يعني أن على النار أن تكون مكثفة، وسيصاب مدنيون، وسيقتل أطفال، وستلحق اضرار بمساجد، هذا سيكون وضعا مركبا، اشكاليا. كلما أجلناه، سيحتدم ويتعاظم ".

واختتم الكاتب بن كاسبيت مقاله بالقول " هذا تناقض غير سهل. من جهة ، يتبين على الدوام بأن لا مفر، فالحديث يدور عن منظمة ارهابية أقسمت على تدمير الكيان الصهيوني، ليس لديها حلول وسط وبهذه الصفة ينبغي أن تصطدم معه ، ومن جهة اخرى هناك صفقة أسرى، في اطارها يحرر مئات السجناء ونحو مائة قاتل سيرسلون عائدين الى المنطقة وستحول حماس الى وحش و تقزم فتح، تبيض حماس في قسم من اوروبا وستكون كارثة للاجيال. هذا هو الخيار الذي يقف الان أمام رئيس الوزراء. وهو وحشي، وهو صعب، وهو مصيري. واولمرت سيواجه هذا الخيار في الايام القريبة القادمة، فور اجتيازه تقرير فينوغراد. اذا اجتازه "

ومن ناحيته كتب المحلل والكاتب الصحفي عمير ربابورت مقالا تحت عنوان " يبحثون عن ذريعة للحرب" قال فيه " اسرائيل وحماس صعدا الى مسار الصدام، وينبغي ان نأمل بانه اذا ما أرسل الجيش الاسرائيلي لعملية برية واسعة في قطاع غزة تلك العملية التي من شأنها أن تكلف اصابات عديدة، فان هذا لن يحصل لاسباب سياسية داخلية".

واضاف ربابورت " على الورق، للطرفين مصلحة في مواجهة واسعة، في حماس يدور جدال داخلي عسير بين الجهات المعنية بتمديد وقف النار وبين رجال الذراع العسكري المعنيين باستئناف العمليات بشكل فوري، الاحداث الاخيرة تثبت بأن يد المجموعة الثانية هي العليا، وفي كل حال فانها تقرر قواعد اللعب، أما اسرائيل من جانبها فتبحث منذ عدة أسابيع عن اسباب "لادانة" حماس .

قبل نحو اسبوعين كلفت المخابرات الاسرائيلية نفسها عناء رفع تقرير مفصل تناول تفاصيل احباط عملية لرجال حماس من قلقيلية كانت ستتم في تل أبيب في فترة عيد الفصح، وأمس أصدر الجيش الاسرائيلي بيانا يفهم منه بأنه احبط محاولة اختطاف كانت ستنفذ تحت غطاء نار الراجمات وصواريخ القسام في ساعات الصباح".

صحيح ان هناك اخطارات عن محافل في حماس تستعد لاستئناف أعمال الاختطاف، كما كشفت "معاريف" النقاب عن ذلك يوم الاحد الماضي في عناوين رئيسة، الا أنه لا يوجد اي برهان على ان صباح أمس بالفعل احبطت محاولة عملية برية ما، قبل النار كان هناك اخطار بعملية مخطط لها قد تتضمن ايضا محاولة اختطاف، ولهذا السبب كان الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب عالية، ورد بسرعة وقوة على النار التي نفذت نحو الاراضي الاسرائيلية، ويحتمل ان هكذا احبطت عملية الخطف، ولكن الامر ليس مؤكدا.


المؤيدون لعملية كبيرة يعتقدون بأن اضعاف حماس سيساعد على المدى البعيد فتح ايضا في حربها الداخلية داخل الساحة الفلسطينية، وفقا لمصلحة اسرائيل، اعتبارا آخر يصب في صالح العملية وهو ضرورة الانتقال من الدفاع الى الهجوم، وذلك لانه حتى لو نجح الجيش الاسرائيلي وهو في حالة دفاع احباط بعض محاولات الخطف، ففي نهاية المطاف ستأتي المحاولة الناجحة، بالضبط مثلما حصل في لبنان.

ومن جهة اخرى، فان المحافل التي تعارض عملية برية واسعة في قطاع غزة، ولا سيما في أوساط جهاز الامن العام "الشاباك" - المخابرات تعتقد بأنه محظور على اسرائيل التدخل في الساحة الفلسطينية الداخلية. وحسب هذه المحافل فان هذه العملية ستكلف الكثر من الاصابات دون ان تغير الوضع على المدى البعيد، عندما يخلي الجيش الاسرائيلي قطاع غزة.

واختتم ربابورت قائلا " معظم الاعتبارات مع أو ضد العملية البرية الواسعة في قطاع غزة مشروعة ولكن يوجد اعتبار واحد من شأنه ان يؤثر، وهو بالتأكيد غير شرعي، عملية كبيرة في غزة يمكن أن تنبع أيضا من رغبة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في أن يحظى بعطف جماهيري متجدد وتحسين مكانته السياسية الداخلية، في المداولات التي سيجريها ، يمكن أن تطرح أيضا اقتراحات رد من الجيش الاسرائيلي لا تتضمن بالضرورة حملة واسعة وفورية في أعماق غزة (مثلا، استئناف سياسة التصفيات لقادة حماس) ولكن عندما يقف على جدول الاعمال شن عملية واسعة، محظور للاعتبار السياسي الداخلي أن يكون هو الحاسم ".