السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

الولايات المتحدة تؤسس موقعها الجديد كحليف "متكبر وغير موثوق"

نشر بتاريخ: 21/08/2013 ( آخر تحديث: 21/08/2013 الساعة: 09:35 )
بيت لحم- معا - من المحزن مشاهدة أمريكا اوباما وهي تؤسس موقعها الجديد كحليف غير موثوق تقدم النصائح وتلقي المواعظ الأخلاقية التي تشبه بالنسبة لحلفائها وأصدقائها الذين يواجهون منزلهم المشتعل قبلة الموت لكنها أي "أمريكا" تظهر الكثير من الصبر والتساهل اتجاه أعدائها وأعداء حلفائها حسب تعبير المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" روني بن يشاي" الذي ناقش الموضوع عبر مقالة نشرها اليوم الثلاثاء حملت عنوان "تعليق المساعدات أمريكا المتكبرة وغير الموثوق".

واضاف بن يشاي "بدلا من اهتمام أمريكا بمصالحها ومصالح حلفائها والشروع بخطة تشبه مشروع "مارشل" لترميم الاقتصاد المصري وان تستقدم المستثمرين إلى ارض النيل خطة ستساعد بتأكيد على حفظ الأمن والقانون على مساحة الأرض المصرية تفضل الولايات المتحدة تقديم تبرعات تساهم في تخليد الوضع القائم وتهتم أكثر من أي شيء بصورتها أمام العالم ووفقا للتقارير الواردة اليوم أعلنت الولايات المتحدة عن تعليق سري للمساعدات العسكرية التي تقدمها لمصر وجيشها".

وتابع "يبذل الرئيس الأمريكي جهودا بطيئة وقليلة فيما يتعلق بالشأن المصري ووقف أو تعليق المساعدات قد يلحق الضرر بالعلاقات القائمة مع صديقة مهمة تسمح بحرية حركة كاملة للسفن الحربية والطائرات وتعيد الأموال التي تتلقاها عبر شراء الدبابات لكن الكونغرس ممتعض من الصور الواردة من القاهرة فيما يتربص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلف الزاوية".

وفي الوقت الذي قمع فيه نظام الملا لي في طهران المتظاهرين الإصلاحيين الذين احتجوا على تزييف الانتخابات اهتم اوباما بالضغط على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ليتخلى عن منصبه والضغط على الجيش المصري لإجباره على هذا التخلي بحجة أن رجال مبارك يطلقون النار على المتظاهرين "قال بن يشاي" مسائلا "لماذا يتصرف اوباما وإدارته بهذه الطريقة؟ ببساطة لأنها فقدت ثقتها بنفسها فبدلا من اهتمامها بمصالحها ومصالح حلفائها تنشغل بتطوير صورتها الجديدة صورة تظهرها كدولة أخلاقية ومنارة لحقوق الإنسان والديمقراطية في نظر وعن ذاتها ونفسها وكل هذا نتيجة هزائمها المتراكمة في أفغانستان والعراق والأزمة الاقتصادية المتصاعدة مضافا إليها أيديولوجية الليبرالية الجديدة وهي أيديولوجية يمكن وصفها بنصف التبشيرية ويوجد لها مؤيدين وأنصار داخل المعسكرين اللذان يتقاسمان الكونغرس والشيوخ على تلة "الكابيتول" وهذه الإيديولوجية تقدس الانتخابات كتعبير عن الديمقراطية الحقيقية رغم أن الانتخابات بالنسبة لكثير من دول العالم الثالث لا تتعدى كونها خطوة رمزية رسمية جوفاء لا تشير الى أي حد من حدود الديمقراطية أو احترام حقوق الإنسان".

وقال المستشرق الإسرائيلي البروفيسور "اشر سيزر" وهو محق فيما ذهب إليه "إن الصراع الدائر في الوطن العربي حاليا ليس صراعا بين الديمقراطيين وغير الديمقراطيين وإنما بين معسكر الحداثة والتطور وبين معسكر المتطرفين الإسلاميين الجدد الساعين والراغبين باعادة الاسلام الى سابق عهده وهذا المعسكر حتى القسم المعتدل منه الذي يمثله الإخوان المسلمين شكل عباءة ودفيئة تخرج منها عناصر الجهاد العالمي الذين تخرجوا من مدرسة القاعدة".

واشار الى أن محمد مرسي لم يكن شاذا في هذه الصورة فقد فشل بدوره كرئيس بل رفض ومنع فرض النظام والقانون في شوارع وأرجاء مصر وبسبب سياسته المتسامحة نمت وترعرعت الخلايا الإرهابية الجهادية في شبه جزيرة سيناء وغير التسول في دول الغرب والخليج لم يفعل شيئا ولم يحاول حل الضائقة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها مصر، وبدلا من ذلك انشغل في مساعي فرض سيطرته وهيمنته على مؤسسات الحكم والدولة المصرية والتآمر على السلطة القضائية وفرض القيم الإسلامية على مواطني مصر عبر الدستور الجديد.

وكل ما سبق لم يمنع الإخوان المسلمين من طرح أنفسهم كضحية وتطوير هذه الصورة عير الاستفزازات والدعائية الهادفة الى تعزيز الضغوط الغربية على الحكم الجديد في مصر وقادة الجيش المصري.

لكن في واشنطن تفرض الدلالات اللغوية والمعايير السياسية طبيعة ونوع الجدل الدائر وكذلك السياسات فدخل أعضاء الكونغرس الأمريكي بنقاشات وجدل عقيم حول هل يمكن وصف ما حدث بالانقلاب يستوجب وقف المساعدات ام ثورة شعبية تسمح باستمرار الدعم بوجه متجهم تاركين مصر تنزف من دمها الكثير جدا.

ويدرك الأمريكان والقادة الغربيين بان مطلبهم بإجراء انتخابات فورية ورفع حالة الطوارئ فورا خطوات لو تمت ستعمل على رفع وتيرة الفوضى التي تضرب الشارع المصري وستشعل الصراع الدامي وكذلك يدركون أهمية حفاظهم على اتصالاتهم وعلاقاتهم مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ورجاله حتى تستمر طائرات الأسطول الأمريكي بتلقي الإذن بالطيران والتحليق في المجال الجوي المصري، وكذلك لتواصل سفن الأساطيل الأمريكية تمتعها بالتعامل التفضيلي الذي تتلقاه أثناء عبورها قناة السويس وحتى يتمكن الجيش المصري من إدارة حربه ضد الإرهاب الرابض في سيناء ويواصل تطوره هناك.