الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنفاق رفح مشلولة نهائيا والوضع الانساني يزداد سوءا في غزة

نشر بتاريخ: 08/09/2013 ( آخر تحديث: 09/09/2013 الساعة: 09:29 )
غزة - خاص معا - ما ان تسير على الشريط الحدودي المحاذي لمصر ترى الهدوء التام في منطقة الانفاق، التي كانت بمثابة شريان حياة لغزة, فقد هدأت المنطقة برمتها واختفى ضجيج الشاحنات التي تنقل البضائع .

ويجهد المسن ابو فادي برفقة عماله لحفر نفق جديد بعيدا عن اعين الجيش المصري الذي يشن حملة هدم كبيرة للانفاق من الجانب المصري منذ سقوط حكم الاخوان في مصر لوقف التهريب.

وحال ابو فادي كحال الكثيرين من اصحاب الانفاق التي توقفت عن العمل بسبب هدم اجزاؤها من الجانب المصري .لكنهم يحاولون ان يبحثوا عن حلول لتشغيلها عبر حفر اكثر من عين لها في الجانب المصري كما يقول ابو محمد 55 عاما .

ويضيف ابو محمد وهو صاحب نفق "منذ الثورة المصرية حتى الان توقفت الانفاق عن العمل، وليس بمقدورنا ادخال أي مواد تموينية لقطاع غزة نتيجة التشديد والمراقبة من اجهزة الامن المصرية، ومنع الشاحنات من الاقتراب للحدود من قطاع غزة لإدخال البضائع... نجلس هنا يوميا انا وعمالي ونستغل هذا الوقت في توسيع وتنظيف النفق ومحاولة حفر عين للنفق داخل مصر بحيث لو تم ضبط العين يكون لدينا البديل".
|237187|
وعلى بعد امتار قليلة من الانفاق يراقب الجنود المصريون اعمال الانفاق عن قريب من فوق دبابتهم التي تحرس الحدود مع غزة .

وعلق ابو فارس عبيد صاحب احد الانفاق قائلا" الان لم يتمكن عمالنا في مصر من الوصول لراس النفق وتمت مصادرة البضاعة من قبل الجيش المصري على الحدود...قطاع غزة يتجه نحوا الاسوأ نتيجة انعدام كل مقومات الحياة، حيث الكهرباء توقفت بشكل جزئي عن المنازل وتم هدم مخازن البترول في مصر ، والبترول المتواجد داخل قطاع غزة هو من المخزون الموجود لدى الحكومة لتسيير امور الحياة في القطاع"

وشهدت شوارع مصر المحاذية للحدود هدوءا كاملا بعد التشديدات الامنية للجيش، حيث منعت القوات المرابطة حول مدينة رفح والحدود مع غزة أي نشاط خاص بالأنفاق وكذلك منع دخول الشاحنات التي تحمل بضائع ووقود ومواد بناء في طريقها الى انفاق رفح من دخول المدينة.

وأفاد شبان يعملون في انفاق التهريب نقلا عن زملاء لهم في الجانب المصري ان السلطات المصرية اخطرت سكان المنازل التي تقع في محيط مسافة تقل عن 500 متر في الجانب المصري من الحدود بأخلاء منازلهم بشكل فورى، تمهيدا لهدمها او تفجيرها، فقد فجرت السلطات المصرية خلال الايام العشرة الماضية اكتر من 25 نفقا تقع في اماكن متفرقة على الحدود ، اضافة الى 15 منزلا عثر على انفاق محفورة داخلها.
للتهريب

وقالت مصادر فلسطينية ان نحو 90% من انفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة توقفت عن العمل بفعل اجراءات امنية مصرية، وذكرت المصادر ان اليات مصرية تشن حملة " غير مسبوقة " لهدم منازل وانفاق التهريب في الجانب المصري من الحدود ما تسبب بإغلاق واسع في الانفاق.

وتسعى الحكومة المصرية لإقامة منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة ، بعد ان اخطرت المنازل بأخلائها مما سيزيد من معاناة أهالي قطاع غزة في ظل عدم وجود بدائل رسمية عن انفاق رفح او المنطقة العازلة.

ويسمع بين الفينة والاخرى عمليات تفجير في الجانبين من المنطقة الحدودية المصرية الفلسطينية لانفاق تهريب خصوصا شرق رفح ، ويشاهد عقب التفجيرات تصاعد اعمدة الدخان من المنطقة، كما تشاهد قوات مصرية كبيرة مدعومة بعربات عسكرية وناقلات جند مصفحة في منطقة الانفجارات.

وتفاقمت ازمة المواصلات في قطاع غزة نتيجة انعدام الوقود المهرب وخاصة البنزين والسولار، حيث يشاهد الركاب على الطرقات بأعداد كبيرة بانتظار مركبات تنقلهم للجامعات، كما ويتجنب السائقون شراء الوقود الإسرائيلي الذى يزيد ثمنه ضعفي الوقود المصري المهرب لغزة.

ويشار إلى أن عدد الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون منذ 2008 يبلغ 1200 نفق كان يعمل منها بشكل طبيعي قبل الأزمة الأخيرة 220 نفقاً والباقي إما أنها مدمرة أو معرضة للانهيار، أو أنها لم تعد تصلح للتهريب.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا"- فى تقرير له عن الفترة من 27 أغسطس إلي 2 سبتمبر - أن السلطات المصرية استمرت في هدم الانفاق أسفل الحدود بين مصر وغزة فضلا عن منازل تستخدم كمداخل للأنفاق في الجانب المصري .

وقال المكتب أن هذه الإجراءات أدت إلي خفض كمية البضائع بما فيه الوقود ومواد البناء موضحا أن مصادر محلية تشير إلي أن 10 أنفاق فقط تعمل من إجمالي 50 نفقا حتى منتصف أغسطس الماضى بالمقارنة بـ ما بين 200 إلي 300 نفق كانت تعمل قبل يونيو 2013 .

|237189|