الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير الاعلام البرغوثي : نحتاج الى اعلام مكافح وليس الى اعلام مساير..ويجب مواجهة الرواية الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 06/05/2007 ( آخر تحديث: 06/05/2007 الساعة: 19:28 )
رام الله -معا- اكد وزير الاعلام الدكتور مصطفى البرغوثي، أنه ما من قضية تعرضت للتشويه الإعلامي الممنهج والمنظم مثل القضية الفلسطينية، مع أنها قضية تتسم بالعدالة الواضحة.

وقال البرغوثي في كلمة القاها في مؤتمر فلسطين عام 2007 الذي نظمه مركز بدائل في فندق بست ايسترن في رام الله انه يجب انتزاع زمام المبادرة من اجل تقديم ارواية الاعلامية الحقيقية حول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وقهر واضطهاد من قبل اسرائيل.

واكد البرغوثي :"ان اخطر ما يهدد وجودنا هي محاولات نشر الروح الانهزامية وفقدان الثقة بالشعب او محاولات نسف الديمقراطية الفلسطينية والغاء حق الشعب في الانتخاب والاختيار لصالح نخب بيروقراطية عفا عليها الزمن وفقدت الثقة بقدرة شعبنا وبعدالة القضية الفلسطينية واصبحت اسيرة لاملاءات خارجية".

واكد البرغوثي على ضرورة استنهاض التضامن مع الشعب الفلسطيني من اجل نشر الرواية الفلسطينية الحقيقية، مشيرا الى ان الهدف الاعلامي هو تجنيد الاعلام العربي والدولي الى جانب القضية الفلسطينية .

واضاف وزير الاعلام الفلسطيني "انه إذا كنا نعيش في عصر يمكن وصفه بأنه عصر العولمة الهوجاء وتدفق المعلومات دون حدود ولا قيود، فإن كسب الساحة الإعلامية والرأي العام يمثل ثلاثة أرباع المعركة".

وقال البرغوثي ان مفهوم القوة بالمعنى الاستراتيجي قد تغير، ولسنا بحاجة لأن نبحث بعيدا عن أدلة على ذلك فما جرى في جنوب لبنان من فشل ماحق للجيش الإسرائيلي وما يشهده العراق وما حققته الانتفاضة الفلسطينية الأولى خير شواهد على ذلك.

واوضح البرغوثي ان الرواية والرؤية الإسرائيلية هيمنت طويلا على الإعلام العالمي، بل وتسللت إلى الإعلام العربي، وتحاول دون هوادة التسلل إلى الوعي والادراك الفلسطيني وهي رواية بنيت على ثلاثة عناصر هي نزع إنسانية الفلسطينيين وقضيتهم ونزع شرعية نضالهم العادل والادعاء المتكرر بصلافة وإصرار بأن إسرائيل هي الضحية في هذا الصراع وفي أحسن الأحوال، وعند انفضاح القمع الإسرائيلي، الادعاء بأن النزاع هو مجرد نزاع بين طرفين متماثلين في الأخطاء والمسؤولية.

وقال البرغوثي ان كل ذلك يحصل مع تشويه لا يعقل، من خلال المعلومات المضللة، حتى وصل الامر إلى حد أن 50% من سكان الولايات المتحدة يعتقدوا بأن الفلسطينيين هم الذين يحتلون الإسرائيليين، وأن كل فلسطيني هو بالضرورة "إرهابي" حتى يثبت العكس.

واستعرض البرغوثي المعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني الذي هجر جزء كبير منه من وطنه بقوة المجازر والترحيل القسري بكلمات بن غوريون، والتطهير العرقي بكلمات ايلان بابي المؤرخ الإسرائيلي الفذ والذي أصدر كتابا، عنوانه "التطهير العرقي للشعب الفلسطيني" وأقترح على الجميع قراءته لأنه يكشف عبر الوثائق الإسرائيلية الرسمية حقيقة ما جرى خلال الربيع الأسود لعام 1948.

واكد البرغوثي ان قضيتنا هي قضية مماثلة لما خاضه شعب الجزائر من أجل التحرر من الاستعمار، وما خاضه شعب الهند من أجل الاستقلال، وما خاضه شعب جنوب إفريقيا من أجل التحرر من الفصل العنصري.

واضاف البرغوثي أنه في عصر الرقميات، يمكن لإعلام موجه أن يجعل أشياء تحدث في عقول الناس دون أن تكون قد حدثت على أرض الواقع، فتصبح مبررا ومستندا لأفعال هائلة، وقضية أسلحة الدمار الشامل في العراق دليل على ذلك.

وقال:" إن حمل مسؤولية الإعلام أمر خطر وكبير، ولكنه يمثل تحديا رائعا أن استطعنا إدارته لان ادارة الصراع لها علاقة بالقدرة على ادارة الاعلام".

واكد وزير الاعلام الفلسطيني :"أننا نخاطب العالم لكي نؤثر فيه وليس كي نفرج عن كربنا وضيقنا، وبالتالي فان خطابنا بأسلوبه وأدواته وموضوعيته يجب أن يصمم بحيث يحقق أكبر تأثير ممكن، وإن الإعلام حتى ينتصر ويؤثر، يجب أن يكون إعلاما مكافحا، لا إعلاما مسايرا، مكافحا في ألفاظه، مكافحا في رؤيته، ومكافحا في مضمونه وأهدافه".

واستعرض وزير الاعلام بعض النماذج في الرواية الفلسطينية التي وقع الجانب الفلسطيني فيها في فخ اسرائيل عبر تصوير اعادة انتشار قوات الاحتلال في قطاع غزة عام 2005 على انها انسحاب .

واضاف البرغوثي ان الجانب الفلسطيني قدم مبادرات عديدة منها مبادرة التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة وتبادل الاسرى وبرنامج حكومة الوحدة الوطنية المرن والمبادرة العربية والتي ليس لاسرائيل أي جواب عليها .

وحول الخطة الامنية الاميركية قال البرغوثي:" انها محاولة لتشويه صورة الحل وجرنا الى حلول جزئية من اجل التفاوض على الحواجز البالغة 530 حاجزا ثابتا و600 حاجز متنقل مما قد يضطرنا الى التفاوض عدة سنوات لازالة حاجز هنا او هناك مؤكدا اننا لانريد تحسين ظروف سجننا بل الخروج من السجون ولانريد مجرد تحسين الاحتلال والاضطهاد وسياسة الفصل ".