مركز فلسطين للدراسات والبحوث يعقد ندوة بعنوان "هجرة الشباب الفلسطيني الأسباب والدوافع والحلول"
نشر بتاريخ: 07/05/2007 ( آخر تحديث: 07/05/2007 الساعة: 13:42 )
بيت لحم- معا- عقد مركز فلسطين للدراسات والبحوث, امس الاحد, ندوة سياسية بعنوان "هجرة الشباب الفلسطيني الأسباب والدوافع والحلول", في غزة, وبحضور عدد من النواب وقادة الفصائل والخبراء النفسين والمهتمين بشؤون الهجرة
وأكد عدد من المحللين وقادة الفصائل الفلسطينية, في بيان وصل "معا" نسخة منه اليوم الاثنين, أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء هجرة الشباب الفلسطيني من الوطن هي "الانفلات الأمني, والوضع الاقتصادي السيئ, وحالة الاقتتال التي أفقدت عناصر المجتمع الأمن الشخصي والمجتمعي".
حيث دعا الدكتور سمير زقوت, الأخصائي النفسي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان, إلى ضرورة إعداد دراسات جادة بحجم الكارثة والمخاطر التي حلت بالشعب الفلسطيني, مبينا " أن الاحتلال الاسرائيلي استطاع أن يوثق ما بات يعرف بظاهرة الهلوكوست التي تعرض لها اليهود على يد النازية حتى بات كل العالم الغربي يدفع اليوم من اجل الآثار والمعاناة النفسية التي لحقت باليهود على يد النازية".
وأكد الدكتور زقوت أن الشعب الفلسطيني تعرض لمجازر وهجمات لم يتعرض لها أي شعب على وجه الأرض, مستعرضا الهجرات التي تعرض لها شعبنا واقتلاعه من أرضه في العام 1948 وعام 1967, موضحا أن مليون فلسطيني اقتلع من ديارهم بشكل علمي ومنظم, مضيفاً أنه يعمل وفق خطة منظمة لتفريغ الأرض الفلسطيني من الشباب لأن مشروعه قائم على التشريد والإبعاد والاستيطان, على حد تعبيره.
ولفت زقوت خلال كلمته أن العدو مارس الإبعاد القسري لكي يجبر الفلسطينيين عن أرضهم, مبينا الى ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من حصار أدى إلى حالة من اليأس وحالة من الاغتراب في الشارع الفلسطيني.
وارجع زقوت أسباب الهجرة إلى الانفلات الأمني وعدم تكافؤ الفرص والطموح الفردي وتكريس مفهوم الانتماء الحزبي والحصار والبطالة والفساد السياسي.
في حين أكد الدكتور محمود الزهار, وزير الخارجية السابق, والنائب في البرلمان الفلسطيني, أن الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أن 31 % من شباب الضفة يرغبون في الهجرة, بينما يرغب 60 % من شباب الضفة وغزة يرغبون في تحسين أوضاعهم, في حين أن 45 ألف من الشباب الفلسطيني قدموا طلبات للهجرة للمثليات الأجنبية.
وأرجع الدكتور الزهار أسباب الهجرة إلى عدة عوامل هي الوضع السياسي والوضع الاقتصادي والوضع الأمني والطموح الذاتي, موضحا أن هناك نماذج خطيرة في موضوع الهجرة وهي هجرة المستثمرين الفلسطينيين إلى الخارج بسبب الفساد والابتزاز من قبل رجالات السلطة في التقاسم معهم بمشاريعهم أو أخذ نسب من تلك المشاريع, الأمر الذي دفعهم للهجرة والهرب إلى خارج فلسطين, موضحاً أن حل المشكلة يكمن في عودة الأمن.
في حين أكد الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي, ومدير مركز فلسطين للدراسات والبحوث, أن حالة الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني دفعت بالشباب للهجرة كونهم وجدوا أنفسهم وقودا لهذا الفلتان الأمني.
كما بين الدكتور الهندي أن الهدف الرئيسي للحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب يأتي كي يعاقب الشعب الفلسطيني ويدفعه للهجرة عن أرضه, موضحا ان الاحتلال الاسرائيلي حاول بوسائل مختلفة وضغوط مختلفة جلب المستوطنين وزرعهم على الأرض الفلسطينية, مبينا أن هنا تكمن خطورة الهجرة لأنها ليس كأي مكان آخر في العالم, وأضاف إذا هاجر السوري أو الأردني أو المصري ليس هناك خطر اسرائيلي على أرضه لكن الفلسطيني الأمر مختلف لديه.
وطالب الدكتور الهندي بوضع إستراتيجية فاعلة من أجل حل هذه المشكلة, كما طالب باستيعاب الكفاءات الشابة في المؤسسات وتكافؤ الفرص في المؤسسات.
واعتبر الدكتور محمد أبو حميد, رئيس الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن, أن الحصار الذي مارسته الولايات المتحدة والدول الأوروبية هو عملية مدروسة وممنهجة تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني سياسيا وخلق حالة الضعف الاجتماعي والعجز والتفكك بين أفراده.
وطالب أبو حميد الدول العربية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحفاظ على هويته وترابطه الاجتماعي.